نائب رئيس جبهة الخلاص الوطني الفريق ركن حقوقي “هنري أوياي” في حوار مع (المجهر)
نشكر الشعب السوداني والرئيس “البشير” على هذه المبادرة لأنهم أحسّوا بمعاناة المواطنين الجنوبيين
خرجنا من السلطة لأجل المواطن الجنوبي ومتفائلون بنتائج المفاوضات
محادثات الخرطوم أفضل من أديس أبابا لأننا وجدنا تحيزاً في أديس للحكومة والخرطوم تدرك المشكلة الأساسية
قال نائب رئيس جبهة الخلاص الوطني الفريق “هنري أوياي” إن عدم التزام حكومة جوبا باتفاقية السلام سيؤدي إلى مضاعفة الأزمة بين الأطراف، وأشار إلى أن جبهة الخلاص الوطني ناشدت جميع قيادات المعارضة الوحدة تحت جسم موحد لأجل مواجهة الظلم في الجنوب.. وأوضح في حواره مع (المجهر) أنهم خرجوا من السلطة لأجل المواطن الجنوبي وليس للمناصب بالدولة، وقال إن الحركة الشعبية التي يترأسها “سلفا كير” متعنتة في مواقفها السياسية ولم تقدم تنازلات في مقترح الخرطوم للوصول إلى تسوية سياسية لحل الأزمة ولا تنظر لمعاناة المواطنين.. هذا وغيره من المحاور تطالعونها في سطور هذا الحوار.. فإلى المضابط.
حوار- فائز عبد الله
{ سيد “هنري أوياي” كيف تنظر لمحادثات السلام الجارية الآن بالعاصمة الخرطوم؟
_ أولاً نشكر الرئيس “البشير” على إطلاق هذه المبادرة بعد فشل محادثات دول (إيقاد)، وهذه المبادرة تدل على أن السودان أقرب لمشاكل وخلافات دولة الجنوب، وأؤكد أن حل الأزمة في دولة الجنوب يتم عن طريق الحوار والتحاور بين الأطراف. وعندما جئنا إلى الخرطوم للمحادثات أتينا بقرار موحد وهو الوصول إلى سلام شامل وعادل عن طريق الحوار.. ودعت جبهة الخلاص المعارضة إلى ضرورة توحيد صفوفها حول المحادثات والحل الشامل الذي يُرضي جميع الأطراف، ووفد التفاوض الذي مثّل الجبهة أتى إلى الخرطوم للمحادثات لأجل رفع معاناة الشعب من الظلم والانتهاكات في جرائم القتل والنهب والتشريد ووقف سرقة أموال الدولة، ومنذ عام 1955 إلى 2013م لم يرتفع عدد ضحايا الحرب كما هو الحال الآن في الجنوب من اغتصاب وقتل وحرق ونهب واستنزاف أموال البلاد، وأيضاً جئنا لإيقاف هذه الفوضى.
{ المعارضة تطالب بنسب مشاركة في الحكومة والرئيس “سلفا كير” يرفض ذلك؟
_ مطالبة المعارضة بنسبة في الحكومة والسلطة هذا لا يهمنا لأننا لم نخرج من أجل السلطة بل خرجنا من أجل وقف التهجير والقتل والتشريد والاغتصاب ونهب الدولة الذي تغض الحكومة الطرف عنه.
وكان لابد لنا أن نوقف هذه الجرائم وهناك أشخاص يحاولون تشويه صورة خروجنا من السلطة لأجل أشياء أخرى يرونها.
فالنظام الحالي متعنت ولا يريد أن يقدم تنازلات لأجل المواطنين، والآن المواطن موجود داخل معسكرات الأمم المتحدة و(يوناميد) ومعسكرات أخرى.. كنا داخل السلطة وعند خروجنا منها لم نخرج لطموحنا أو لتحقيق مصالح شخصية في الدولة، فإذا كان هذا طموحنا فلماذا خرجنا من السلطة؟ لكن ما رأيناه من النظام من قتل وتشريد وجرائم ضد المواطنين اضطررنا إلى الخروج من هذه السلطة ورأينا أن الحكومة لا تستطيع أن تقدم خدمة للمواطنين فأصبحوا مشردين، وحدثت أزمة كبيرة كانت سبباً في خروجنا من السلطة وإذا كنا نريد السلطة لما خرجنا لأجل المواطنين، وأيضاً طالبنا بمخاطبة مسببات الحرب ومراعاة حقوق المواطن الجنوبي.
{ البعض صوّر وجودكم بالمحادثات من أجل الحصول على السلطة من النظام؟
_ هذا غير صحيح.. نحن خرجنا من أجل المواطن الجنوبي والشعب، وكما ذكرت أننا رأينا أن الحكومة لا تستطيع أن تقدم للمواطن سوى المزيد من التشرد والنزوح والقتل، والحكومة ليست لديها قدرة على مساعدة المواطنين، وأيضاً هناك أسباب الحرب ونزوح المواطنين لدول الجوار، جميع هذه الأسباب جعلتنا نخرج من السلطة بما أننا كنا في مناصب عليا في الدولة ولكننا نعمل لأجل الوطن والمواطن فقط، وتحدثنا عن إصلاحات في النظام، وأيضاً نطالب بالتزام حكومة “سلفا كير” بعملية السلام وأؤكد أن جبهة الخلاص ملتزمة بمواقفها وبرنامجها لأجل المواطن ومحاربة ظلم النظام في جوبا، النظام الذي لا يلتزم بالاتفاقية الموقعة التي نتحدث عنها أو الالتزتم بالاتفاقيات التي وقعتها من قبل.
{ الخرطوم قدمت مقترحاً لإزالة الخلافات العالقة بين الأطراف إلا أنها ما تزال موضع خلاف؟
_ الحركة الشعبية التي يترأسها “سلفا كير” متعنتة في مواقفها ولم تقدم تنازلات في المقترح للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة، ولا تهتم وتنظر لمعاناة المواطنين، والآن المواطنون موجودين في المعسكرات.
{ المعارضة تقول إن هناك بعض دول (إيقاد) مستفيدة من أزمة الجنوب؟
_ صحيح، عندما تكون هناك فوضى في الدولة والسلطة لا تمتلك برنامجاً للمواطن والنظام لا يستطيع إدارة الدولة بالتالي يكون هناك استمرار للحرب، وفيما يتعلق بعملية السلام كنا نرفض مقترحات هذه الدول المنضوية في منظومة (إيقاد) فلم يعد هناك من حل وباتت الدول تتخوف من المفاوضات التي تم نقلها إلى الخرطوم لأنها قادرة على معالجة المشكلة الأساسية لأن الجنوب كان جزءاً من السودان.
وقد أيدنا نقل المفاوضات من أديس أبابا إلى الخرطوم لأننا شعرنا في مفاوضات أديس بوجود تحيز من بعض دول (إيقاد) لنظام جوبا بخاصة بعض الدول المستفيدة من الوضع بالجنوب، لكننا نتوقع خيراً من خلال هذه المحادثات بالعاصمة الخرطوم فهي تدرك حجم أزمة الجنوب وتفاصيلها لأن الجنوب كان جزءاً من السودان الكبير، وأنا أفضل المباحثات بالخرطوم بدلاً عن مقترحات دول (إيقاد) لأننا نشعر بوجود تحيز لصالح حكومة جوبا وأثناء مفاوضات أديس أبابا كنا نشعر بأن هذه الدول تريد أن تستمر الحرب لأجل المحافظة على مصالحها، وهناك جزء أو بعض قادة (إيقاد) لا يمتلكون قدرة على حل الأزمة بسبب وجود مصالح لديهم في الجنوب، ونتوقع لمحادثات الخرطوم أن تكون أفضل من مفاوضات أديس أبابا.. ونشكر الرئيس البشير والشعب السوداني على هذه المبادرة لأنهم أحسوا بمعاناة المواطنين الجنوبيين.
{ لماذا لم تتحد المعارضة في جسم واحد؟
_ نحن في جبهة الخلاص كنا ومنذ الوهلة الأولى ننشد توحيد المعارضة حسب البرنامج الذي وضعناه لإنهاء الظلم ووقف الفساد في الجنوب، وطالبنا المعارضة بأن تكون موحدة لمواجهة النظام الظالم والآن هناك (9) أو (10) فصائل في تحالف المعارضة قد وقعت على وثيقة التحالف، ونحن نناشد المعارضة والأحزاب السياسية أن تكون تحت مظلة واحدة.
{ كيف تنظر لتقاطعات المعارضة في الدولة؟
_ الحكومة متعنتة ولا ترغب في تقدم تنازلات لأجل الوصل إلى سلام نهائي ووقف تشريد المواطنين والآن لا يوجد مواطنون في جوبا بل موجودون الآن في معسكرات الأمم المتحدة، ونحن في المعارضة ندرس جميع نقاط الخلاف في المقترح لحل الأزمة لأننا التزمنا بوقف الحرب والحوار وإحياء الاتفاقية، وهناك من ينظرون إلى الأزمة نظرة شخصية والجبهة تنظر إلى توحيد جميع فصائل ومجموعات المعارضة في كيان وجسم واحد.
{ هل قدم “سلفا كير” ضمانات للاتفاق الموقع؟
_ لا توجد ضمانات من قبل “سلفا كير” بل ما تم توقيعه هو المبادئ الأساسية لإحياء اتفاق العام 2015م الذي خرقه “سلفا كير”، وما تم توقيعه من المبادئ، من جانبنا نحن ملتزمون بأن تستمر هذه المحادثات لأجل حل الأزمة، وما حدث في مباحثات أديس أبابا نرفض تكراره في الخرطوم من قبل حكومة جوبا في خرقها للاتفاق للمرة ثانية، و”سلفا كير” يتحدث ويوقع اتفاقاً وعند عودته إلى جوبا يتحدث حديثاً آخر، فهذا رجل ذو وجهين والمواقف عنده مختلفة.
{ ما هي مخاوف المعارضة بعد توقيع إعلان الخرطوم؟
_ المعارضة تتخوف من عدم التزام حكومة “سلفا كير” لأن الحكومة ليس لديها إرادة سياسية في الاتفاقية، وهذا ما يخيفنا، وهو عدم التزام الحكومة بالاتفاق والتزامها بالقرارات والاتفاقيات التي تتخذها.. (الكلام الذي يقوله سلفا كير يتراجع عنه)، وأيضاً نتخوف من عدم تنفيذ الاتفاقية الموقعة معه.
{ ما تعليقك على المواجهات المسلحة التي تمت بين الحكومة والمعارضة خلال الأيام الفائتة في عدد من المناطق بجنوب السودان؟
_ المواجهات المسلحة التي حدثت قبل يومين هذه تؤكد أن “سلفا كير” رجل ذو وجهين، وليس له ضمانات ويقول حديثاً في المفاوضات ثم يتراجع عنه.
{ كيف تنظر لإعلان الخرطوم الذي تم توقيعه مؤخراً؟
_ أرى في إعلان الخرطوم الذي وقع بين الفرقاء في جنوب السودان نجاحاً لأنه أحدث تقدماً في الملفات ونحن حضرنا للخرطوم لأجل التوصل لاتفاق سلام مع حكومة “سلفا كير”، ومحادثات الخرطوم نجحت في التوصل إلى تفاهم بشأن الأزمة ونخشى عدم التزام حكومة “سلفا كير” بالاتفاقيات لأننا في كل مرة نتفق ويتراجع “سلفا كير” عن الاتفاق.. هذا ما يخيفنا.. ومبادرة الخرطوم هي جزء من حل الأزمة لأن السودان يتأثر بالجنوب، والخرطوم تدرك الخلافات بين الأطراف.
{ ما هي فرص نجاح الخرطوم في المحادثات؟
_ المباحثات التي تمت في أديس أبابا كان فيها تحيز لحكومة جوبا من بعض دول (إيقاد)، ومبادرة الخرطوم جاءت بحسن نية من الرئيس “البشير” لوقف المعاناة وهو أدرى بمشاكل الجنوب لأنه حكم دولة السودان عندما كانت موحدة لأكثر من عشرين عاماً.
{ كلمة أخيرة؟
_ أتقدم بالشكر إلى حكومة الخرطوم والرئيس “البشير” الذي يرعى الاتفاق والمحادثات، ونأمل أن نصل إلى سلام شامل وعادل يرضي جميع الأطراف.