زيارة “فيصل” هل تحسم فوضى وطني الجزيرة؟
مدني – زهر حسين
كشف مصدر مطلع أن مخرجات الاجتماع الطارئ للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني بالجزيرة أمس، بقيادة مساعد رئيس الجمهورية دكتور “فيصل حسن إبراهيم” تمثلت في ملء الفراغ الدستوري بالولاية وإقامة انتخابات المجلس التشريعي المحلول بدلاً من التعيين، وعلى الحزب الاستعداد لذلك وعدم اعتماد قرار فصل الـ(19) عضواً الذين فصلهم الحزب سابقاً، واعتبر قرار فصلهم خاطئاً باعتبار أن الحزب بالولاية ليس له الحق في فصلهم وصلاحية الحزب بالولاية تجميد عضويتهم أو يرفع توصية للمركز بفصلهم، وأضاف المصدر أن المكتب القيادي قد ألغى قرار الوالي بشأن تجفيف ودمج (118) مدرسة ثانوية بالجزيرة وعدم إغلاق المدارس فيها.
وقد أصبح الوضع بحزب المؤتمر الوطني بولاية الجزيرة في غرفة العناية المكثفة، وأقرب إلى حالة الموت السريري، مما استدعى تدخل المركز الذي أرسل وفداً للوقوف على الأوضاع بالجزيرة، وبحسب مصادر موثوقة أن الزيارة لا علاقة لها بحضور بعض الفعاليات السياسية والتنفيذية، بيد أن الأمر استعصى على الحل حتى على وفد المركز، في ظل عدم اكتمال تشكيل حكومة الولاية خاصة أن المجلس التشريعي قد تم حله في العام المنصرم، بسبب الخلاف المحتدم بين رئيس المجلس ووالي الولاية “محمد طاهر أيلا”. وبحسب المصادر فإن المركز رفض تشكيلة تقدم دفع بها دكتور “محمد طاهر أيلا” لتحفظه على بعض القيادات التي وردت في الكشف، فيما شكلت أحزاب حكومة الوفاق الوطني كرت ضغط آخر على الوالي، وذلك لتأخر تشكيل الحكومة لأكثر من عامين ولكن لم يعد أمر تشكيل حكومة الجزيرة هو الأهم بقدر احتواء الخلافات داخل الحزب ولا ننسى بالضرورة المشاكل التي تمر بها الجزيرة اقتصادياً وسياسياً والتناحر والخلافات داخل حزب المؤتمر الوطني وغياب فاعليته في ما تمر به الجزيرة من ارتفاع معدلات الفقر والتضخم وأزمة الحكم وقرارات تجفيف ودمج المدارس وإغلاق المدارس الخاصة في ظل ضعف وترهل عام لدور الحزب، ظهر ذلك في غياب الحزب من كثير من الفعاليات وضعف لدور نائب الحزب بالولاية، مع رفض القيادات التي تم فصلها من الحزب الجلوس مع دكتور “فيصل حسن إبراهيم” لحين الجلوس مع الرئيس كما جلس إليه “أيلا”، إذن زيارة وفد المؤتمر الوطني المركزي قد تتضمن عدداً من الملفات الشائكة بالجزيرة، كما فسر ذلك دعوة الحزب لمكتب قيادي طارئ يضع الأزمة بالجزيرة تحت المجهر، وإلا سيصبح الحزب في حالة موت سريري لا يصحو منه إلا بعد انتخابات 2020.
}وفد المركز
وكان قد وصل يوم أمس (الإثنين)، لمطار ود مدني، مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، دكتور “فيصل حسن إبراهيم” ووزير ديوان الحكم الاتحادي “حامد ممتاز” ورئيس قطاع الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني رئيس القطاع السياسي و”عبد الرحمن الخضر” وزير الدولة بمجلس الوزراء “طارق توفيق”، وقد كان في استقبالهم والي ولاية الجزيرة “محمد طاهر أيلا” وعدد من القيادات، وقال عدد من قادة الحزب إن الزيارة تأتي لحضور وتشريف عدد من الفعاليات السياسية والتنفيذية بالولاية، ولكن مصادر تحمل غير ذلك، إذ انحصرت الزيارة في بحث شؤون الحزب بالولاية بصورة داخلية بحتة.
}دعوة لمكتب قيادي طارئ
فور وصول وفد المركز للجزيرة، دعا رئيس الوفد نائب رئيس الحزب، دكتور “فيصل حسن إبراهيم” إلى اجتماع طارئ للمكتب القيادي ترأس جلسته بحضور والي الولاية وأعضاء المكتب القيادي، تعتبر زيارة وفد المركز للجزيرة غير معلنة وتنطوي على أهداف جاءت بموجهات من المركز بعد ملاحظة أداء الحزب الضعيف بالولاية، خصوصاً أن الحزب مقبل على انتخابات 2020 ومحاولة الحزب لملمة الأطراف، ولخصوصية الصراع داخل حزب المؤتمر الوطني بالجزيرة، خصوصاً الخلافات الأخيرة التي أقصت عدداً كبيراً من القيادات الفاعلة داخل الوطني.
}الجلوس لمعارضي الوالي
يبدو أن توجيهات المركز بعقد مكتب قيادي طارئ ثم الجلوس منفرداً مع الوالي “محمد طاهر أيلا” بأمانة الحكومة، لكن البرنامج تغير بعد خروج الوفد من اجتماع المكتب القيادي إلى مقابلة الوالي في قصر الضيافة بود مدني، على أن يجتمع الوفد منفرداً بعدد من القيادات التي تم إقصاؤها من الحزب في الفترة السابقة، على رأسهم رئيس المجلس التشريعي المحلول “جلال من الله جبريل” و”عبد القادر خورشيد” و”محمد أحمد العيص” وغيرهم من القيادات، فقد عادت قضية الجلوس لمعارضي الوالي من جديد بقوة، وتتلخص أسباب الزيارة في محاولة لإنقاذ ما تبقى من حزب المؤتمر الوطني بالجزيرة، واحتواء الخلاف بين المناوئين للوالي والوالي نفسه، ورأب الصدع على اعتبار أنه إذا لم تتفق الأطراف، فإن الحزب بالولاية يظل في حالة غياب تام، كذلك وضع خارطة طريق للحزب بالولاية، خصوصاً مع اقتراب قيام الانتخابات في 2020 وتكوين الآلية المناسبة لذلك، ووضع الترتيبات لخوضها خصوصاً أن دكتور “فيصل” قام بالوقوف على عدد من الترتيبات للحزب ومراقبة الأداء السياسي في عدد من الولايات، لكن الزيارة للجزيرة تختلف وذلك للوضع السياسي المأزوم الذي تعيشه، فلم تتطرق الزيارة لمسألة تشكيل الحكومة لحالة الخلاف التي تعيشها الجزيرة، وسيغادر دكتور “فيصل حسن إبراهيم” الجزيرة تاركاً بقيه الوفد لإكمال مهمته.