أخبار

إذاعات

محمد إبراهيم

{ تجتهد إذاعة “المساء” في تقديم مواد فنية توثيقية بصورة راتبة وبمهنية واحتراف كبيرين.. كان أكثر ما لفت نظري الحلقات التي قدمها الزميل المثقف “الزبير سعيد” ضمن سلسلته التي تناولت تجارب كثير من الفنانين الرواد.. كما أن الإذاعة تحرص على الاحتفاظ بالذوق السوداني الكلاسيكي الذي يطرب لـ”عثمان حسين” ويهيم بخياله مع “وردي”.. ويحتد عشقه مع “هاشم ميرغني”.. ويتجاذبه الحنين مع “مصطفى سيد أحمد” و”أبو عركي البخيت” و”محمد ميرغني”.
وأظنها هي الآن معنية أكثر من أية إذاعة أخرى بالمحافظة على الإيقاع الوجداني القديم .. إلا أن كثرة الإعادة لكثير من برامجها تفقدها جاذبيتها وقدرتها على المواكبة والتجديد.. والإذاعة التي يقودها رئيس جمهورية الحب ويشرف عليها المثقف المختلف “حسين خوجلي” قادرة على أن تكون ضوءاً مبهراً في عوالم إذاعات الـ(FM) التي انغمس بعضها بكليته في لجة الثقافات الوافدة.
{ إذاعة “الرابعة” لا تتقن شيئاً سوى الدفع بمقدمي ومقدمات برامج يُضحِكون ويَضحَكون.. بسبب وبدونه.. ربما هي محاولة (عمياء) لتقليد مقدمي البرامج في إذاعات المنوعات العالمية.. ولكن فات عليهم إدراك أن لكل مجتمع طبيعته وخصوصيته، ومحاولات (الاستظراف) وافتعال التفاعل الإيجابي مع المستمعين بضحكات مصنوعة ستعود عليهم بأثر عكسي.
متى تدرك “الرابعة” وغيرها من الإذاعات أن (الضحك) هو تفاعل فطري مع أحداث ووقائع نتيجة مفارقات طبيعية لا تكلف ولا صناعة فيها.. وأن ما يفعلونه الآن لا يعدو سوى أن يكون مجرد (تهييف) لما تقدمه الإذاعة.
{ ثمة برامج جادة في إذاعات الـ(FM).. بها جهد في الإعداد والتقديم ومواهب في التقديم مظلومون جداً في الأجهزة الإعلامية.. ولكنهم يواظبون على إنضاج تجاربهم على نار هادئة، منهم مذيعة “هوى السودان” “خالدة شاشاب” التي قدمت برنامجاً ناجحاً للغاية في رمضان الماضي بالإضافة إلى “خالد الوزير” الذي يقدم برنامج (افتحوا الأبواب) الذي يناقش القضايا بقوة.
{ إذاعة “حواس” ما زالت تجرّب المذيعين والمذيعات بطريقة غريبة للغاية، فهي لا تفتأ تفاجئ المستمعين كل فترة بمذيع جديد لا يمكث كثيراً في الإذاعة.. كأنها تمارس التجريب للمذيعين المبتدئين على الهواء مباشرة.. كما أنني لا أعرف سر التغيير المتتابع لهم.. لا أظن أن الأمر له علاقة بتغيير جلدها كل فترة.. لأن الفترة التي يمكث فيها المذيع عادة لا تكون طويلة حتى يتيقن القائمون على أمرها صلاحيته من عدمها.
{ إذاعة “أم درمان”.. أظنها الآن فقدت ريادتها في صناعة الأحداث والفنانين والإعلاميين.. (راح زمان) كان للإذاعة الأم الصوت الأعلى والأكثر تأثيراً.. وكان المطرب لا يتم اعتماده رسمياً أو شعبياً إلا بعد موافقة الإذاعة على تسجيل أغانيه وبثها.. الآن أصبح الملعب مكشوفاً على لاعبين جدد.. لاعبون أثروا بشكل كبير في الصناعة والتقديم.. وحليل المقولة الراتبة (هناااا أم درمان).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية