تقارير

بدء مفاوضات تمتد لأسبوعين بين “سلفا كير” و”مشار” و(28) فصيلاً معارضاً في الخرطوم

بمبادرة من رئيس الجمهورية

الدرديري: الخرطوم لا تدعم “مشار” ولو كانت كذلك لما قبل “سلفا كير” مبادرتها
الخرطوم – ميعاد مبارك

ينخرط فرقاء جنوب السودان اليوم (الإثنين) في مفاوضات تمتد لأسبوعين في الخرطوم، بمبادرة من رئيس الجمهورية “عمر البشير”، أعقبت جولة مفاوضات وصفها وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد” بالمبدئية في أديس أبابا، تليها جولة أخرى في كينيا، وأبدت الخرطوم تفاؤلها بنجاح جولة التفاوض بيد أنها آثرت ألا تفرط في الآمال، حيث قال “الدرديري” (كل الخيارات مفتوحة لكننا متفائلون)

قال وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد” في مؤتمر صحفي أمس بمباني وزارة الخارجية، لقد فوضت الايقاد رئيس الجمهورية “عمر البشير” برعاية مفاوضات الخرطوم بين الفرقاء الجنوبيين، والتي تهدف إلى حل القضايا العالقة بين الطرفين حول قضايا الحُكم والترتيبات الأمنية، وستناقش الإجراءات المطلوبة لإعادة تأهيل الاقتصاد في جنوب السودان بالدخول في ترتيبات ثنائية بين الخرطوم وجوبا، وقال إن التفويض جاء استناداً على المبادرة التي أطلقها “البشير” والتي أبلغ بها “الدرديري”، “سلفا كير” في 5 يونيو الجاري، وتم إبلاغ رئيس وزراء إثيوبيا ورئيس ايقاد، “أبي أحمد” والرئيسين الكيني واليوغندي.

ترحيب إيقاد وشركائها،

وقال الوزير إن “سلفا كير” رحب بالمبادرة، مؤكداً دعمه ومساندته لها، سواء كان بشقيها السياسي أو التعاون الاقتصادي، وأعرب رؤساء إيقاد عن تقديرهم ومساندتهم للمبادرة، موضحاً أنه تم إطلاع شركاء إيقاد خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، والنرويج وتم الحصول على دعمهم وترتيبهم لها، وأضاف أن المباحثات تنطلق في العاشرة من صباح اليوم، بقاعة الصداقة إنفاذاً للمبادرة، بحضور الرئيس “سلفا كير” وزعيم المعارضة “مشار”، بمشاركة الرئيس اليوغندي، مشيراً إلى أن ذلك يحمل رسالة تضامن مع المبادرة وللتأكيد على وقوف الإقليم مع المبادرة وسعيه لانجاحها وأضاف أن الجولة الأولى ستستمر لأسبوعين على مستوى قيادي بين “سلفا كير” و”مشار” و(28) فصيلاً معارضاً بواقع رئيس وشخصين من من كل فصيل، برعاية وإشراف “البشير” في القصر الجمهوري وبيت الضيافة، حيث سيكون “البشير” هو الوسيط المباشر بين الجانبين، فيما تكون هناك مفاوضات بين أعضاء الطرفين بأكاديمية الأمن في ضاحية سوبا، وأوضح “الدرديري” أن “مشار” سيكون خلال فترة المفاوضات الأولى بالخرطوم، فيما يغادر “سلفا” إلى جوبا ليعود من وقت لآخر خلال الأسبوع، مشيراً إلى أن “مشار” سيكون بالخرطوم، حتى الوصول إلى حل شامل للقضايا وزاد (هذا هو قرار القمة الاستثنائية للإيقاد)، وأضاف أنه بعد انقضاء الأسبوعين أو خلالهما سيسافر “الدرديري” إلى نيروبي لتنوير الرئيس الكيني بمسار المفاوضات، وبحث إمكانية استمرار التفاوض في الخرطوم أو نقلها إلى نيروبي.

وجهة “مشار”: وفي رده على سؤال حول وجهة “مشار” بعد المفاوضات إذا لم يصل الطرفان لحل، قال “الدرديري” (عليه اختيار دولة غير الدول المجاورة لبلده للإقامة فيها، وأشار إلى أن سكرتارية الإيقاد ستتولى مهمة تسهيل الترتيبات للأطراف المشاركة كما كانت تفعل في أديس أبابا.

تفاؤل حذر..

وابدى “الدرديري” تفاؤله بأن تحقق الجولة تقدماً، لافتاً نحو السلام خاصة مع وجود “سلفا كير” شخصياً بجانب “مشار”.
وأكد الوزير أن المبادرة هي رسالة قوية وآخر فرصة لحل مشكلة الجنوب، لأنها تتناول جانب انعاش اقتصاد الجنوب الذي يعاني من أزمة حقيقية. مبادرة “البشير” وتحقيق السلام في السودان..
وفيما يلي تأثير نجاح وساطة الخرطوم بين فرقاء جنوب السودان، على مستقبل تحقيق السلام في السودان وعلى الحوار بين الخرطوم وواشنطن ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب قال “الدرديري” (إن روح السلام ستدب رويداً رويداً وستعم ونحن متفائلون بأن مسألة السلام مسألة ماضية نحو نهايتها، وهي كل لا يتجزأ وأضاف (خلال قمة الإيقاد دار حديث بأن يكون إقليم الإيقاد خالياً من الصراعات والنزاعات، ونحن نرغب كإقليم في حل مشكلة بين إثيوبيا واريتريا، ونرغب في حل النزاعات في الصومال وهذه الروح السائدة الآن. وبالتأكيد على مستقبل السلام في السودان وبالتالي، لا يمكن القول إن مبادرة الخرطوم لن تؤثر على مصالح السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وزاد الوزير (ستدرك بأن السودان لديه دور إقليم إيجابي وبالتالي إذا شاءوا أن يراعو ذلك فليكن ولكن السودان لا يقوم بذلك من أجل أحد، ولكن لمصلحة الإقليم والسودان) وأكمل (الإقليم يتأثر يومياً بما يحدث من أحداث في دولة الجنوب، ونحن متأثرون فهنالك أعداد من أبناء دولة الجنوب بالسودان، ونرغب في استقرارهم وعودتهم لبلادهم ونحن أيضا نتأثر سلبا فيما يلي عوائدنا من البترول وكذلك لفقدان التجارة مع دولة جنوب السودان، فضلاً عن تضررنا بوجود جار غير مستقر أمنياً وعسكريا، كلها اعتبارات نضعها في الحسبان ابدا لاستبعد وجود انعكاسات على التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية). وقال “الدرديري” (الاستقرار في الجنوب يصب في مصلحة السودان، لتسيير الاتفاقات الاقتصادية واتفاقيات النفط المبرمة بين الجانبين خاصة والتي تعثرت بأسباب الحرب).

دعم “مشار”

نفى وزير الخارجية أن تكون الخرطوم قد فرضت أجندة بعينها على “سلفا كير” و”مشار” للموافقة على المشاركة في الجولة، وأضاف (سعي الخرطوم لتسريع الاتفاق بين “مشار” و”سلفا كير” ليس عيباً، ونحن نسعى لتحقيق مصالحنا ومصالحهم اقتصادية كانت أو سياسية، مشيراً إلى أن جوبا تمر بأزمة اقتصادية خطيرة وأن السودان لديه إشكالات اقتصادية. وزاد (من حقنا أن نبحث عن حلول وهذه الحلول مقبولة لنا وللآخرين طالما أن فيها مجالا للتعاون بيننا وهي حلول طبيعية جدا لا ينبغي أن نخجل منها) نافياً أن تكون هناك دوافع سرية حركت السودان، وقال الوزير(لدينا مشاكل ليس ذلك بسر).

دعم “مشار” وفي رده على سؤال حول دعم الخرطوم “لمشار”، أكد وزير الخارجية أن هذا الحديث غير صحيح، لافتا إلى أن الرئيس “سلفا كير” لو كانت الخرطوم تدعم “مشار” ما كان ليستجيب لوساطة الخرطوم، وزاد الوزير (“مشار” كان بالكنغو بمعرفة الأمم المتحدة، واستضفناه وعندما تعافى أخرجناه، نحن نرغب بأن تكون علاقتنا مع جنوب السودان علاقة سوية علاقة دولة بدولة جارة ليس هنالك أجنده فرضت على “مشار” وليس هناك تغيير في موقفنا وفيما يلي ديون السودان على الجنوب، قال “الدرديري” بأنها من الأشياء التي ستناقش في اللقاءات، وأضاف: (فيما يتعلق بالتفاؤل بنجاح المفاوضات هنالك متغيرات حقيقية إيجابية)،
وزاد الوزير (ليس هنالك ضمانات لنجاح الجولة، ولكن لا يمكن أن تتحح ظروف أكثر مثالية مما هو موفر الآن في مبادرة الرئيس)،
وأكمل (هدفنا جمع الفرقاء ولن ندخل في مسألة تقاسم السلطة والعلاقات الثنائية، لابد من مخاطبة الأسباب الجذرية للصراع وأن نتحدث عن الأسباب الحقيقية لتجييش القبائل وكيفية انهاء ذلك وعن أهمية جمع الأسلحة الصغيرة بشكل أساسي وجذري في الجنوب).
وقال الوزير (نرغب في الحديث عن كيفية توظيف عائدات البترول لأغراض أخرى خلاف تغذية آلة الحرب وبحكم تجربتنا هذه المسائل يجب أن لا نتقاضى أو نخجل عن الحديث عنها).
وأكد أن الخرطوم لا ترغب في فرض خيارات على الفرقاء وتحترم سيادة دولة الجنوب)، مشيراً إلى أنها هي من تحدد خياراتها وأن مبادرة الخرطوم ليس فيها إملاءات ولا شروط أو محاولة لفرض أي معادلة.

شركاء إيقاد
وأشار “الدرديري” إلى أن الخرطوم تواصلت مع شركاء إيقاد وأشارت إلى انشغالهم في الأيام الأخيرة على الإصلاح بين الفرقاء، بل ركزوا على فرض عقوبات،
وأضاف التقيت بمجموعة الترويكا التي رحبت بمبادرة الخرطوم، وأوفدت عدد من سفرائها الذين سيصلون الخرطوم اليوم منتظرا أن يقوموا بأدوار كثيرة في تذليل الصعاب ودفع الأطراف وحثها على المشاركة.

“مشار” حُر

وقال “الدرديري” إن “مشار” حُر في اختيار مكان إقامته، وإنه مستضاف فقط في جنوب أفريقيا، بناءً على طلب الإيقاد، وأضاف (كان قرار قمة إيقاد واضحاً أنه بعد انتهاء قمة أديس ينبغي أن يعود “مشار” إلى جنوب أفريقيا وكذلك بعد انتهاء مفاوضات الخرطوم وانه من حق “مشار” أن يختار البلد الذي يريد البقاء فيه بشرط يتعين أن يخرج “مشار” من الخرطوم، وذات الشيء عند انهاء جولة نيروبي يعود إلى جنوب أفريقيا ومن ثم يمكنه الذهاب إلى مكان آخر ماعدا دول جوار دولة جنوب السودان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية