حوارات

معتمد بورتسودان (أبو علي مجذوب) في حوار الساعة مع (المجهر)

قمنا بمعالجات عاجلة بزيادة المياه في الخط الناقل وتأمين خط الكهرباء للآبار في سد أربعات
استمرار الشكاوى من الأزمة تكمن في المياه داخل السد ونضوبها منذ شهر ولكن..
نعم.. هناك دراسات اكتملت لقيام سد عروس في إطار المشروعات الخاصة بحصاد المياه

انفجرت أزمة العطش في مدينة بورتسودان منتصف الشهر الفضيل وظلت تتفاقم حتى عيد الفطر المبارك، مما دفع المواطنين على الاحتجاج متهمين حكومة الولاية بالتلكؤ والفشل في توفير حل جذري لقضية ظلت تؤرق أهل المدينة، خاصة مع زيادة التعداد السكاني خلال السنوات الأخيرة، ونزوح المواطنين من الريف إلى المدينة بحثاً عن سبل العيش بعد تعثر الزراعة والعزوف عنها، والجفاف الذي ضرب مناطق طوكر والقاش، حيث ازداد الضغط على الخدمات الأساسية بمدينة بورتسودان وخاصة خدمة المياه التي تعتمد على مصادر موسمية عبر سد أربعات وبعض الآبار الجوفية التي لا تكفي لسد حاجة السكان، ومع موسم الجفاف وفصل الصيف تتفاقم الأزمة، ولكنها استفحلت هذه المرة حتى انفجرت الأوضاع، (المجهر السياسي) أجرت حواراً مع معتمد مدينة بورتسودان (أبو علي مجذوب أبو علي)
حاورته: رشان أوشي
*ماهي آخر المعالجات التي تمت بشأن أزمة المياه في مدينة بورتسودان؟
تمت معالجات في محورين، أولهما مصادر المياه، والذي عملنا فيه على زيادة المياه في الخط الناقل، إضافة إلى كافة المعالجات الهندسية من خلال زيادة عدد طلمبات الضخ، وتأمين خط الكهرباء المشغل للآبار في سد أربعات، وكانت من المشاكل التي واجهتنا هي تأثر المياه بالقطوعات التي تطرأ على خطوط كهرباء المدينة المرتبطة ببرمجة الهيئة القومية مما يؤثر على عمليات الضخ، وينتج عنها ارتجاع للمياه ويخلق إشكاليات فنية بدخول الهواء في الأنابيب ويعرضها للتلف، ظللنا نعمل طيلة الأيام الماضية على زيادة كمية الضخ في الخط الناقل عبر الطلمبات الغاطسة بدأنا بـ(18) – (26)-(34)، وفرت كمية معقولة تحقق الاستقرار داخل المدينة، ومن ثم قمنا بتقسيم المدينة إلى ثلاثة محاور: شرقي، غربي، أوسط، وظل الانسياب خلال الأيام السابقة يمضي بصورة جيدة، ولكن ظلت بعض المعضلات في القطاع الغربي نسبة لبعده الجغرافي من الآبار، ومن الجزء الأوسط للمدينة، ولكننا نعمل على تحسين الخدمة خلال الأيام القادمة.
*لا يزال المواطنون يشتكون من استمرارية الأزمة.. أين تكمن المشكلة بالضبط؟
تكمن المشكلة في المياه داخل السد، نضبت منذ قرابة الشهر، وهي مشكلة ظلت تواجهنا طيلة فصل الصيف، وقمنا بتحريك احتياطي المياه وهو الآبار، أي الحوض الجوفي لأربعات، من خلال عمل دءوب قمنا بإدخال أكبر عدد من الآبار إلى داخل الخط، ولكن المشكلة تكمن في نضوب مياه السد والاعتماد على الآبار الجوفية.
*ماهي توجيهات المركز بشأن المعالجة؟
المركز تدخل من خلال محورين، أولهما دعم الولاية بطلمبات ذات سعات كبيرة حققت نقلة كبيرة على مستوى توفير المياه من خلال (34) طلمبة غاطسة تم نقلها بطيارة خاصىة، المحور الآخر هو فصل خدمة الكهرباء التي تخص السد والآبار عن كهرباء المدينة التي تتعرض لبرمجة قطوعات، وفر المركز خطاً ساخناً منفصلاً يخص السد لا يتأثر بخطوط الكهرباء، نسبة لمضاعفة استهلاك المواطنين للكهرباء خلال فصل الصيف مما يضاعف الضغط عليها، حيث كانت أربعات جزءاً من المدينة في برمجة الكهرباء والآن انفصلت، والآن لن تتأثر بالمدينة باستثناء انقطاع في كل أنحاء البلاد كما حدث خلال الـ(26) ساعة التي انقطعت فيها الخدمة، لأنه إذا انقطعت الكهرباء ستكلفنا جهداً وزمناً طويلاً لإجراء إصلاحات للطلمبات، إضافة إلى أنه في السابق كان هناك بعض المناطق لا تصلها المياه لشهور خلال فترة الشح.
*إذا تمثلت مساهمة المركز في توفير عدد من الطلمبات.. هذا ليس حلاً جذرياً؟
وصلنا (34) ألف متر مكعب من المياه، وهو موقف جيد خلال فصل الصيف الذي يحدث به انحسار، كما أننا نعتمد على مياه تخزن خلال موسم الأمطار في سد وليس لدينا مصدر دائم، والآن نعتمد على الله تعالى ونتوقع أن يمن علينا بالأمطار ونصلي صلاة الاستسقاء، لنصل إلى حل نهائي للشح الموجود، إضافة إلى انخفاض أسعار براميل المياه من الارتفاع الباهظ الذي شابها خلال الأيام الماضية، وقمنا بتوفير المياه في أحواض في بعض المناطق البعيدة ويسكنها ذوي الدخل المحدود، أدت إلى نتائج جيدة، إضافة إلى انسياب المياه في الخطوط الناقلة ووضع كافة التحوطات الفنية.
*هناك فرق من هيئة الكهرباء، ووزارة الري زارت المدينة ماذا قدمت؟
فريق الكهرباء قام بتوصيل الخط الساخن لسد أربعات، وبدئ العمل به مباشرة، ومن ثم تركيب الطلمبات، ظللنا نعمل ليل نهار بإشراف الأخ والي الولاية، ووزير التخطيط العمراني وتم احتواء الأزمة بكافة تداعياتها، حتى الاحتجاجات الشعبية التي نشبت خلالها، عملنا طيلة فترة عطلة العيد، وأدينا صلاة العيد في الميدان لإرسال رسائل بعينها خاصة للمواطنين بأننا نعمل بجد لحسم الأزمة.
*هناك حديث عن إنشاء سد آخر؟
نعم.. هناك دراسات اكتملت لقيام سد عروس، في إطار المشروعات الخاصة بحصاد المياه، تشرف عليه وزارة الكهرباء والسدود، وهو مقترح توافقنا عليه مع الجهات الفنية في الولاية والمركز، كما هناك سعي لتحريك محطات التحلية التي تعطلت نتيجة لارتفاع سعر العُملات الصعبة حيث طلبت الشركات المنفذة زيادة التكلفة، ولكن وزارة المالية التزمت.
*هناك حديث عن اختفاء مبلغ (102) مليون جنيه خصصت لمشروعات (زيرو عطش)؟
الناس ظلت تطلق الحديث على عواهنه، تم صرف تلك الأموال في الآبار ومصادر المياه في أربعات، والأمور ليست بالصورة التي يتخيلها البعض، فمن يتحدث عن اختفاء هذه الأموال هو لا يعلم شيئا، أموال الدولة عليها رقابة ومتابعة، تمول مشاريع عبر دراسات وإشراف فني، ومعلوماتها متوفرة وتنفق عبر إجراءات مالية، أي أن الأمور ليست بالصورة التي يضخمها الإعلام لينال من هذا المشروع، فهناك جهد كبير بذل وأموال صرفت في حل أزمة المياه.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية