ما واجهته الاْردن خلال أسابيع قليلة فقط استرعى انتباه جلالة الملك “سلمان بن عبد العزيز” وأقلقه لدرجة أنه وجه بعقد قمة رباعية عاجلة من المنتظر أن تكون قد تم عقدها أمس الأحد في مكة بين السعودية والكويت والإمارات والأردن، وذلك بهدف إنقاذ الوضع الاقتصادي هناك (بأعجل ما يكون) كما قال الراحل الدكتور “الترابي”، مبتكر التعابير السياسية، وهذا أمر مقبول ويدعو للتقدير أن يتم هذا التعاضد بين الأمة العربية الواحدة .. ولكن أين نحن من هذا الهم جلالة الملك؟.. أين السودان من هذا الهم المشترك؟.. لا ندعو هنا لتسويق المواقف للتسول ومد يدنا للغير فهذا ليس من شيمنا ولا في أخلاقنا ولا أدبنا ولا تاريخنا ولا عقيدتنا ولا ثقافتنا.. نحن شعب كريم قادر على أن يعيش بكرامته وعزته، ولكنكم تتحدثون عن الهم المشترك وهذا هو بلدكم السودان بكل إمكانياته الزراعية والتعدينية والصناعية والبشرية يقف اقتصاده كما هو في مربع واحد منذ أكثر من ستين عاماً عجز خلالها العرب من تفجير هذه الإمكانات المهولة لتصب لصالح الأمة.. الآن تتم الانتباهة للأردن هذا البلد الصغير بحجمه وإمكانياته الاقتصادية بعد أن علا صراخه خلال أسبوعين أو ثلاثة فقط، بينما يظل السودان يصرخ ويئن عشرات السنين ولا يجد من يمد له يد العون من إخوته العرب ليضع قدمه على طريق التنمية والتطور وليصبح بحق سلة غذاء هؤلاء العرب أصحاب رؤوس الأموال الضخمة والخزائن المليئة والأرصدة المليارية – الدولارية.. لماذا اذاً هذه (التفرقة الاقتصادية) ألسنا جميعنا جلالة الملك في الهم والأزمات شرق؟!!
