حوارات

المحقق وكابتن الطيران “سليمان عبد الرحيم” في حوار مختلف مع (المجهر)

(75%) من الحوادث سببها الطيارون وضعف مجهودات بعض الشركات في الإنفاق على طائراتها

ليس هناك ما يسمى عبور أجواء إقليمية دون قصد.. وهذه قصة الطائرة العسكرية التي أمسكنا بها داخل أجوائنا
نعم للطيران مسارات معينة مثل الشوارع و(الاستوبات) كما لأي مطار خط وموقع معين

حوار- رباب الأمين
التحق بالطيران المدني عام 1968 بوظيفة كاتب بوحدة المراقبة، كما أنه فاز بأهلية مراقبة البرج والاقتراب عام 1975م.. عمل في الهيئة القومية للطيران المدني، وامتدت إنجازاته لمطار الملك عبد العزيز الذي عمل به لمدة سبع سنوات ونال من خلاله العديد من الدورات التي أهلته، ومن ثم عاد إلى السودان وعمل مساعداً في المجال الجوي السوداني عام 1987م، كما أنه ساهم في فصل المجالين الجوي الإريتري من الإثيوبي، كان مقرراً للبحث والإنقاذ ووضع سيناريوهات لخطط الطوارئ في عدد من المطارات في ولايات السودان، كما أنه أنشأ نقاط تبليغ في مطار الخرطوم تسير تحت الطرق الجوية في مسارات معينة.. (المجهر) جلست إليه تقلب أوراق مختلفة في عالم الطيران.

{ نبدأ بكواليس عالم الطيران وما لا يعرفه الكثيرون عنها؟
_ هو عالم متقدم جداً، وتوجد خمس شركات تعمل في مجال الطيران مع وجود تنسيق بين إدارة المطارات الولائية، وفي مجال التدريب.. ما لا يعرفه المواطن هو وجود برج المراقبة وعمله لا يتعدى (25) ميلاً، ومركز المراقبة مسؤول عن جميع خطوات الطيران في السودان (مليون ميل مربع).. في خارطة الطيران لم يتم فصل دولة الجنوب وهذا تطور ملحوظ في عالم الطيران.
{ كيف تسقط الطائرة على الأرض؟
_ الطائرات مجهزة بآليات تقنية السلامة، ونحن نقول إن أي سقوط من فعل الإنسان وهنا تكون مسؤولية الطيران المدني من ناحيتين الطائرة التي تتعرض لحادث بعد (5) كيلو هي مسؤولية (البحث والإنقاذ) وكل الطائرات التي تقع حول المطارات (9) كيلو هي مسؤوليتنا في إدارة المطار.
{ حوادث الطيران معظمها إخفاق من الطيار أم لأعطال تقنية؟
_ (75%) من الحوادث سببها الطيارون وضعف مجهودات بعض الشركات في الإنفاق على طائراتها الخاصة.
{ أثناء عملك كمسؤول للسلامة والإنقاذ ما هي الحوادث التي لفتت نظرك؟
_ طائرة جاءت من واو نزلت الأبيض، كان الجو غير مناسب، نُصح الكابتين بأن يأخذ (500) جالون، لكنه أصر أن يأخذ (200) جالون، وغادر على الفور وعند وصوله الخرطوم وجد الغبار يكسو السماء ما جعله يدور لفترة من الزمن حتى نفد الوقود وسقطت الطائرة في منطقة عد بابكر بشرق النيل.
{ في حالة وجود طقس غير مناسب في مطار الخرطوم أين تهبط الطائرة؟
_ الخيار الأمثل هو مطار بورتسودان.. أذكر في إحدى السفريات وأنا قادم من نيروبي تحركت الساعة السادسة مساءً ومن المفترض أن أصل مطار الخرطوم التاسعة والنصف.. عند هبوطنا رأى الكابتين أن الطقس غير مناسب للهبوط فذهب بنا إلى مطار بورتسودان وجلسنا لمدة (3) ساعات ووصلت الساعة السادسة والنصف في صبيحة اليوم الثاني.
{ كثير من الحوادث تكون نتائجها في رحم الغيب؟
_ نتائج الحوادث معظمها لعدم وجود الوقود الكافي.
{ الطيران في السودان متقدم؟
_ في الوقت الحالي يقوم على مجهودات ضخمة من قبل أشخاص يحملون المسؤولية على عاتقهم، وأية طائرة تدخل مطار الخرطوم يكونون على علم بها.
{ ماذا عن استجلاب الطيارين الأجانب مثل الروس وغيرهم؟
_ هذا الاختيار هو اختيار الشركات التي تعمل في الطيران وليس من مسؤوليتنا ولكن من الأفضل أن يستعينوا بالسودانيين.
{ ماذا عن عبور الأجواء الإقليمية دون قصد؟
_ ليس هناك ما يسمى عبور أجواء دون قصد، فالعبور يتم من خلال اتفاقيات بين الدول.. أذكر ذات مرة تمكنا من الإمساك بطائرة ليبية عسكرية تحمل موانع خطرة كانت تستهدف دولة ما ومرت بالسودان، فتمكنا من السيطرة عليها.
{ متى تكون الطائرة غير صالحة ومن يقرر ذلك؟
_ المهندسون في القسم الفني بالطيران المدني، يفحصونها ومن ثم تُحدد هل هي صالحة أم لا، ويتم التأكد من آلياتها.
{ هل للطائرة (بوري)؟
_ مرة واحدة سمعت (بوري) طيارة حربية!
{ سودانير في عهدكم؟
_ كنت المحقق في حادثة بورتسودان ولم أتعامل معها كشركة.
{ هل للطيران مسارات معينة مثل الشوارع والأستوبات؟
_ نعم للطيران مسارات، وأي مطار لديه خط وموقع معين، ويتم تسليم الكابتن الخارطة.
{ لماذا لا يكون الملاح الجوي كابتناً في حين أن الكابتن يمكن أن يكون ملاحاً جوياً؟
_ (كل واحد عمله براه)، لكن في الوقت الحالي الملاحون الجويون نزلوا معاش، ويوجد في الطائرة كابتن ومساعد كابتن، والاثنان دارسان للملاحة.
{ حادثة الطائرة القادمة من أمريكا وهي تحمل (50) ضابطاً مصرياً وبعض السودانيين ما تزال ملابسات سقوطها غير معروفة؟
_ نعم .. لم تُعرف بعد، وحتى اليوم مكان سقوطها مجهول، وكذلك الطائرة القادمة من روسيا.
{ حدثنا عن حادثة تلك الطائرة التي سقطت في بورتسودان ونجا منها الطفل “محمد الفاتح”؟
_ بعد أن تحركت الطائرة أحس الكابتين بأن هناك عطلاً وعندما نظر وجد ناراً تشتعل في الطائرة، فضغط على جرس الأطفاء، لكن عربات الإطفاء وصلت بعد (40) دقيقة نسبة لرداءة الطريق ونجا الطفل “محمد”، وفي اليوم التالي جاءت طائرة من الإمارات أرسلها الشيخ “زايد” حملت “محمد الفاتح” وتكفل بعلاجه.
{ كيف يتم إجلاء المتضررين من الحوادث؟
_ مهمة الدفاع المدني الخط المعاكس للشرطة (100) متر، والعكس (200) حماية غير المصابين.
{ هل لعبت الإحداثيات دوراً سالباً في وقوع بعض الحوادث؟
1984 الـ(دبليو أس تونتي فور) هو النظام الجديد ويعمل على الدقة ومتوازن مع القمر الصناعي، والإحداثيات أصبحت دقيقة جداً وليس بها إخفاقات.
{ ما هو الفرق بين الطيران العسكري والمدني؟
_ ليس بينهما علاقة سوى التنسيق أو عندما نطلب منهم المساعدة في الحوادث.. ذات مرة أعطونا طائرة هليوكوبتر وذهبت لأبحث عن الصندوق الأسود التابع لطائرة وقعت جنوب غرب الأبيض.. فجهودهم دوماً متكاملة معانا.
{ المواقف الطريفة التي مرت بك في عالم الطيران؟
_ مع شغلنا دا مافي مواقف طريفة.
{ إذن أذكر لنا مواقف حزينة؟
_ جاء تنبيه بسقوط طائرة، الإدارة أعطتني طائرة وتوجهت بها إلى مكان الحادث ووجدت أحد الذين أعرفهم وهو بلا رأس وبلا أيدٍ، حتى أن أبناءه لم يتعرفوا عليه.
{ كلمة أخيرة؟
_ أتمنى أن نسعى إلى إيجاد حلول سريعة مثل الإنقاذ السريع في الحوادث.. في سنغافورا عندما تشير العلامة إلى وجود حادث يتحركون بسرعة، أما نحن نتأخر عند وقوع الحوادث وهذه إشكالية.. وعلى المواطن أن يتبع الإرشادات في المطارات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية