اعتاد الفريق الاداري الذي يجلس على كابينة قيادة مكتب (الخطوط الاثيوبية ) بالخرطوم سنوياً على اقامة افطار رمضاني على شرف عملاء وأصدقاء (الاثيوبية) من بينهم اصحاب مكاتب ووكالات السفر والسياحة ورجال المال والأعمال ورجال العلاقات العامة والإعلاميين إضافة إلى منسوبي مكتب الخطوط الاثيوبية من قمة الهرم وإلى القاعدة ..
وقيمة ( افطار الاثيوبية ) ليس في كرم الضيافة ولا في حسن الاستقبال والحفاوة ولا في الوجبة الرمضانية كاملة الدسامة ولا في المكان كامل الفخامة وإنما في الاجواء المجتمعية التي ظل يعيشها ضيوف (الاثيوبية ) عبر تحليق عالي في سماء الصفاء والاصطفاء بعيداً عن روتين وهموم العمل ومتاعب ومصاعب السياحة ووعثاء السفر
قبل الافطار وفي لحظات انتظار موعد رفع الاذان لصلاة المغرب وتناول الافطار تحرك بنا مكتب
( الاثيوبية ) بالخرطوم في رحلة معرفية وثائقية انقلت بنا إلى آخر محطات الرقي و التميز المؤسسي الذي وصلت اليه (الخطوط الاثيوبية(
طيلة الوقت كنت مشدوداً مع شاشة العرض التلفازي والمشاهد الباهرة التي عكست تقدم وتتطور كل شيء في عالم الخطوط الاثيوبية (اسطول الطائرات ) والمهابط و( فريق القيادات ) من الاداريين والطيارين والمهندسين النشطين والمضيفات المتألقات
و(المرحلين الجويين ) المتابعين وغير ذلك من صور ومشاهد التطور التي تدعو للدهشة والإبهار والتأمل ..
وضوح أخير :
وأنا اتابع كل تلك الطفرة والقفزة (الاثيوبية ) المنعشة انتابتني حالة من الحزن والآسى والأسف والحسرة حين تذكرت أيام مجد وعز مملكة الخطوط الجوية السودانية ( سودا نير ) واسترجعت ايام ( القدلات الجوية ) ( للطائرة السودانية ) وهي تتجول بالعلم السوداني حول العالم تهبط وتقلع بعزة وشموخ بين المطارات والعواصم والمدن ..
الآن المملكة انهارت وتدمر الاسطول وتشرد العاملين ولم يبق شيء يذكر من حطام (الطائرة السودانية ) وحتى قيمة (خط هيثرو) العتيق في المهبط اللندني العريق راحت شمار في مرقه ..!!
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف .