المشهد السياسي

لم يعد يعرف السياسة.. أم ماذا؟

موسى يعقوب

(الأربعاء) الماضي كنت قد تعاطيت في هذه الزاوية (المشهد السياسي) ما حسبته سيكون رد فعل من الحزب الشيوعي لقرار السيد “ياسر عرمان” الخاص بانتقاله من العمل بالسلاح الذي كان ديدنه وهو يتعاطى بالعمل العام والسياسي إلى العمل بالسياسة أي بعيداً عن العنف المسلح الذي كان ركناً ووسيلة من وسائل الحركة الشعبية لتحرير السودان splm التي كان “عرمان” أحد منسوبيها الكبار وأحد رموز اليسار والحزب الشيوعي السوداني، الذي كان ينتظر من حراكه ذلك الكثير من العائد لحراكه السياسي.
وسؤالي في ذلك المشهد (أين الحزب الشيوعي بعد قرار عرمان؟) كان في محله، ولكن بعد رحيل الأستاذ “محمد إبراهيم نقد” – أمام الماركسية الوسطية – عليه الرحمة لم يعد الحزب في عهد أمينه العام الحالي وطاقمه المساعد في ذلك المستوى الذي يدرك أن (السياسة فن الممكن) والوسطية في الأطروحات هي (القميص) الذي يناسب العصر . ويبدو أن الحزب الشيوعي الآن قد فقد ذلك (القميص) كما عبر الإمام “الصادق المهدي” قيل أيام، وكما قال الراحل “نقد” قبل رحيله وهو يذهب إلى (ميدان أبي جنزير) للمشاركة في نفرة حزبية أنه (حضر ولم يجد أحداً ..!) العبارة التي تركها مكتوبة على (كرتونة) أو لوحة ورقية – وغادر المكان ..!ّ
أعود إلى هذا كله الآن.. وقد حملت صحيفة (اليوم التالي) في صفحتها الأولى صباح (الخميس) – خطاً عريضاً فحواه أن الحزب الشيوعي يرفض طلباً للقاء المؤتمر الوطني ..!) والتصريح – أي الخبر- كان مصدره الأمين السياسي للحزب المهندس “صديق يوسف” .
فالمهندس “صديق يوسف” قال لـ(اليوم التالي) :
{ السكرتير العام للحزب “الخطيب” رفض في بيان له سابق من قبل أي لقاء مع الحزب الحاكم.
{ عليه – أضاف “صديق يوسف” أنه عندما اتصل أحد قيادات الوطني يطلب لقاءً مع الخطيب كان الرد لن نلتقي بهم ونرفض أية حوار مع النظام.
ذلك علماً كما جاء في (اليوم التالي) أن المؤتمر الوطني قد كون لجاناً للاتصال بالقوى السياسية للتوافق على متطلبات المرحلة التي من أبرزها الدستور والانتخابات.. ونريد على ذلك أن (الوطني) قد بادر من قبل بالحوار الوطني السياسي والمجتمعي الذي ولد حكومة قومية كبرى وبرلماناً أوسع.. ومبادرات لوقف إطلاق والحوار والتفاوض..
في ظل ذلك كله وأطروحة “عرمان” الأخيرة نقول إن ما جاء على لسان الناطق السياسي للحزب الشيوعي – المهندس “صديق يوسف” .. يجعلنا نكرر السؤال في (المشهد السياسي)..اليوم :
الحزب الشيوعي السوداني بخبرته السياسية الطويلة لم يعد يعرف السياسة أم ماذا ..؟!
إن الوطن اليوم بحاجة إلى تكاتف الجهود وتكاملها للخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية الماثلة والحوار والتفاهم ورسم خريطة المستقبل هو المفتاح كذلك كله .
علاوة على ذلك وفضلاً فإن الحرية والانتخابات النزيهة والواسعة هي الوسيلة المثلى للإحلال والإبدال في النظام الماثل وليس أية وسيلة أخرى ولا كل يجمع السلاح ويطرحه جانباً (اختياراً) أو بفعل (الواقع والمتغيرات) وعلى الشيوعي وغيره أن يدركا ذلك .. فالسياسة هي فن الممكن..
والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية