ربع مقال

تَرَكُوا الزراعة و ذهبوا إلى الذهب .. !!

خالد حسن لقمان

. وقفت خلال الأسبوع الماضي على حادثة إحباط تعرض لها أحد الشباب، حدثته نفسه البائسة بخوض تجربة الزراعة، باعتبارها من المهن التي تعطي مالاً حلالاً لا شك فيه كما يقول .. كما وفيها البركة حاضرة بفضل الله تعالى فالق الحب والنوى الذي يخرج الحي من الميت والميت من الحي، والذي يحيي الأرض بعد موتها .. حماس طاغ بدأ به هذا الشاب مشروعه بأرض الشمال، وقد بذل فيه من ماله الكثير سواءً لشراء الأرض نفسها أو لعمليات تجهيزها وتهيئتها للزراعة، وقد قام بعمل كبير بالفعل عبر حفر بئر إرتوازية تجاوزت تكلفتها المائة ألف جنيه، فضلاً عن تسوية الأرض وشق القنوات الداخلية للري .. حماس كبير ملأ الشاب وهو يمني نفسه بالنجاح والربح الحلال والوفير .. ماذا حدث إذاً .. تخيلوا أن هذا الشاب (التربال) لم يجد وكما قال عمالة لتعمل معه .. لم يجد من أبناء الولاية الشمالية كلها من يعمل معه في مشروعه؟؟؟!! .. لماذا .. أين المزارعون وأين الشباب؟؟
.. أتته الإجابة سريعاً .. الجميع ذهبوا إلى الذهب وتركوا زراعتهم وبيوتهم وأهلهم باحثين عن الثراء السريع العاجل، ومنهم من وفقه الله ومنهم من خسر ماله، وبعضهم خسر حتى حياته لتبقى هذه الصورة التي علق على جدارها هذا الشاب الحائر بين الصبر على أرضه ومشروعه أو اللحاق فوراً بمن ذهبوا إلى الذهب ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية