نوافذ

بين طيات البحر!

نضال حسن الحاج

كمعظم من تربطهم علاقة بشتى أنواع الكتابة وضروبها.. أو الفن وأبوابه الواسعة.. كنت كلما ضاقت بي (الواسعة).. لأي ظرف كان.. أتجه نحو البحر.. كان هذا حتى وأنا خارج حدود النيل وخارطة الوطن.. ولا زلت أبحث عن الهدوء بين طيات البحار وتلاطم أمواجها.. وللبحر سحر لا يخطئه العقل.. يشعرني بالطمأنينة والخوف معاً.. مما يوقظ حساً كامناً بالأمن والحيطة في آن واحد.. وهذا جل ما نحتاجه في الحياة.
نجد كثيراً منا يعتمد في تصنيفه للآخر على حدسه.. وكثيراً ما يخذلنا الحدس..
لذا كنت في أمس الحاجة للقراءة في هذا الشأن .. أنا التي أعتمد على حدسي بشكل أساسي.. والحقيقة للذات وللتاريخ.. لم يخنِ حدسي البتة.. حتى وأنا في أحلك الظروف.. وحتى وأنا أتعاطى به مع من لا يخصونني شخصياً..
وكثيراً ما يؤلمك صدق حدسك.. خاصة حين الخذلان.. الخيانة والفراق – الفراق بمعنيه القريب والبعيد –
فيجيء دور الطاقة الإيجابية التي تحتاجها حاجة الجنين لحبله السري.. لتنكشف أدوار من حولك.. ومقدرتهم على انتشالك من جب الهم إلى لب الفرح والتفاؤل.. أو تفننهم في إشعال جحيمك بمزيد من (حطب) التشاؤم وفقدان الثقة..
وهنا يظهر جلياً دور البحر..
البحر هو مأوى العشاق وقبلة المهمومين.. يرمونه بالحجارة فيزداد عمقاً ليكتم أسرارهم إلى الأبد.. يغسلون فيه مشاعرهم فلا يتغير لونه أبداً.. ليس كأولئك الذين نحملهم أسرارنا فيحملونا وزر بوحنا.. ونودعهم أفراحنا فيستبدلونها أحزاناً وآلاماً.. ويبتسمون في وجوهنا بعد أن أكلوا أجسادنا بنهم يحسدون عليه..
في عمق كل منا جرح ميت.. يؤلمنا كلما اقتحمت جسده شوكة غدر أخرى.. يرتجف دمعاً.. ويبكي دماً لا تبصره عدسة الميكروسكوب..
والجرح الذي لا يؤلم هو أسوأ من هذا المؤلم.. لأن انقطاع الألم يعني انقطاع الحس.. الحس والألم متلازمان.. ينبضان معاً كتوأمين بمشيمة واحدة.. يربط بينهما ذات الحبل السري.. ذات النبض وذات الدماء..
إذن لماذا لا يقتسمان الفرح فيمتلئ الحس زهواً.. ويفرغ الألم نبضاته ويفتح بابه للفرح..
لماذا نصر على بقاء أولئك الذين
يقتاتون على أشلائنا ويمشون في أرض ذلنا مرحاً ويتقاسمون الضحك عند مدافننا؟ …
لماذا لا ننبت لهم من كل جرح نسيان ومن كل خذلان نصر؟
لماذا نأتمنهم على سعادتنا رغم وأدهم لها؟
ولماذا نعبيء أوردتهم بالحُب ليجرعوننا الهوان والألم؟
….
وأنا بريد البحر ….
أنا بريد البحر …

عشان كلما تشتهي الضفة قيفة. ..

بشيل موجو ويغسل مساحات نزيفه. …

ومحل تضعف الروح …ويهد حيلا زيفا. ..

تجيو لافحة توبا. ..

ملانات مساماتا لي روحا توبة

تغسل ذنوبا. ..

تفرتق ضفاير أساها وتتلب على الشط نضيييفة. ..

أنا بريد البحر. ..

وأريدك متل ما بريد البحر. ..

سمح. ..لامن الشوق يفج موج دواخلك ….تطير في فضا الريدة جنحيهو فر…

أريدك. ..حنين حاوطنو القصايد…طمح موجو …كسر قيودو ودفر. ..

عشق …ما لحق غير طرف توب عيونك. ..

ملا الدنيا ….فجر براكين جنونك…

هجر ضجة الألفة في أغنياتو. ..وبراك. ..حارب الخوف. وما كان بدونك . .

ولا…جيت. …خبارك.
وكت نحن آمنا بي طيفك. ..البينا. ..صد وكفر. ..

أنا بريدك متل ما بريد البحر .

البحر …وححدو الكلما جيتو بي جرحي
تافق سحاباتو صبن دمع. ..

وححدو المستحيل في قوانينو. ..طول سكتك. ..واشتهاي الشديد تجتمع. ..

وححدو الحنسنو الحروف راودن ليلو …بققن رقابن رتينة وشمع. ..

وححدو الكلما جيتو مكسورة. ..
سكت صغار المحار في حشاهو

نكت حزني من نبتو. ..بالحب حشاهو. ..

ودرب وجعتي الخايفة امشيهو طول. .نفض ايدو من نومو صببح مشاهو. ..

وبراهو الولا بالغلط داس مشاعري. ..
الولا بالغلط فيني فد يوم طمع. ..

..
ورغم انو مابتشبه الريدة زيك. ..
ولا بتستحق أنت ريدي البريدو. ..

غصب. ..فاتحة لي نبضي خشم الحياة الفيك. ..
غصب قلبي فاتح عليك باب وريدو. ..

غصب. .رغم أنك بتفتح مكامن ابتساماتي للوجعة…همي بتزيدو…

بسيك….للهموم التفج قلبي مسرح….

محل شفع البيت يبكوني بفرح. ..

ومحل انجرح. ..عااارفة ما بقدر اجرح. ..

عشان …البحر. ..قال وكت عبا جرحك
…نضال….مهما يهجر ديارك ويغادر….

بجيك..حاري قلبك…حوارو ومسيدو. ..

بجيك. …وانتي. ..وحدك. ..من الوجعة ضللو. ..

بجيك. ..وانتي دون الخلق. ..كنتي كللو. ..

بجيك. …للغنا الفي ضراك مابمللو. ..

بجيك حااري قلبك وسط حزنو عيدو. ..

وعشان بعشقك ياحبيبي البحر. ..

بريدك….محل تكفت الغصة حلقي. ..ومحل يملأ بردك سحاباتي حر. ..

بصبك. ..مطر. .

مطر قاعدة أريدو .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية