الخرطوم ـ نهلة مجذوب
صدر حديثاً ديوان “لحظات باقية” للشاعر الباذخ “إدريس جماع” شاعر الحب والإنسانية والحرية، وبتعاون مثمر من معهد البروفيسور “عبد الله الطيّب” للغة العربية وشركة زين راعية ندوة العلامة التي شهدت انطلاقة الديوان بقاعة الشارقة، وصدر الديوان من دار مدارك للطباعة والنشر في (123) صفحة.
وتحدث مدير المعهد الدكتور “الصديق عمر الصديق” قائلاً إن جماع انفرد ببيان شعري متميز فأصبح علماً من أعلام السودان، كما تناول بيانه الشعري والنثري واتجاهاته الفكرية الخصبة في عدد من قصائده.
وأوضح “الصديق” أن “جماع” كان يرفض تصنيف الناس له بأنه شاعر رومانسي، مشيراً إلى اهتمامه كشاعر بالقضايا الوطنية، وقال إن شعره أقرب إلى شعر التونسي “أبو القاسم الشابي” من حيث رصانة اللغة، وذهب إلى أنه يشبه شعر “التيجاني يوسف بشير” في نزعته الإنسانية والنزوع نحو الطبيعة والذات وكذلك طريقة الأداء، فضلاً عن أنه أقرب إلى شعر “محمد أحمد المحجوب” في قصيدته “شاعر”.
وأشار د.”سعد عبد القادر” دلالة البحر في شعر “إدريس جماع”، مبيناً أن البحر يعد من مظاهر الطبيعة التي علقت بنفوس البشر بقوة، وأن الخوف من المجهول والاضطراب والحزن تمثل الدلالات المهمة في شعر “إدريس جماع”، وأضاف أن هذه الدلالات الشعرية التي اقترن بها البحر هي متأصلة في نفسية الشاعر “جماع” والمتأملة لمشاهد الطبيعة.
ممثل”زين” الأستاذ “أحمد إبراهيم” قال إن الشركة قامت بطباعة ديوان “جماع” دفعاً لمسيرة العمل الثقافي بالسودان، وكونه فخراً ورمزاً من رموز السودان الأدبية.
وعن الأسرة تحدث الأستاذ “حسب الرسول أبو القاسم” وقال إن “إدريس جماع” يعد شاعراً لكل أهل السودان، وكان فيلسوفاً يعشق الجمال والحرية والبحر أحد مواضع واهتمامات إبداعاته الشعرية، وإن تجربته تحتاج إلى الكثير من البحث والتنقيب من قبل الباحثين والنقاد.
وشهدت إحتفائية لحظات باقية حضوراً غفيراً لأسرة “جماع” من حلفاية الملوك وقامت بدق طبول النحاس إعلاناً وفرحاً بالمناسبة العظيمة، كما تخللتها إفادات نقدية من “أبوعاقلة إدريس” حول إعجابه واهتمامه بمعاني الصوفية، بجانب العاطفية الرومانسية والوطنية، وقراءات شعرية لـ”أسامة تاج السر” و”عبد الرحمن عبد العظيم”، و”الأمين الشيخ جماع”، بجانب أغاني من شعر “جماع” قدمها المطربان “إبراهيم خوجلي” و”عاطف عبد الحي”.
