بكل الوضوح

انتبهوا أيها السادة .. !!

عامر باشاب

{ من الملاحظ في زماننا هذا زمان العجائب والغرائب والمحن، رغم وفرة وانتشار وسائل المعرفة والإطلاع الورقية والإلكترونية إلا أنه امتد فراغ ثقافي هائل في أوساط الشباب، وبمعنى أدق نجد أن الغالبية العظمى من الشباب خاصة المؤهلين أكاديمياً يعيشون حالة من الخواء الثقافي والفكري، بعد أن وقعوا أسرى للغزو التكنلوجي، وتأثروا سريعاً بالسلوك الأخلاقي والتربية الاجتماعية الصهيونية، حيث انحصرت اهتمامات شبابنا في التواصل الإكتروني على (الفارغة والمقدودة) التي نجح الغرب في الإكثار من رواجها، فأضاعوا وقتهم وأهدروا طاقتهم في أشياء تافهة لا تفيد ولا تضيف لهم شيئاً غير أنها (تلحس أمخاخهم) وتسلب صحتهم وهذا هو الخطر الداهم الذي استهدف بالتحديد شريحة الشباب صناع المستقبل
{ أثر ذلك الخطر الذي (دخل حوش) من هم معنيون برسم خارطة المستقبل الثقافي لبلادنا .. وكانت النتيجه الفجوة الثقافية والابتعاد عن مسار التواصل الإبداعي والخروج عن خط الاستمرار في الإنتاج الثقافي والإبداعي المتميز.
{ حتي وقت قريب وقبل انتشار وسائل التواصل الحديثة والخبيثة ظل مبدعو بلادي في مختلف مجالاتهم في حالة تنافس لأجل الإعلاء من النشاط الفكري والثقافي والإبداعي، وكان التركيز على التمسك بالتراث والعادات والتقاليد، وبالتالي كانت المؤسسات الثقافية هي الأخرى ترتفع وتسمو وترتقي كلما زادت حدة التنافس بين (قادة الفكر والثقافة) من الشباب لرفع قيمة المنتوج الإبداعي والثقافي.
{الآن في زمان تعطيل دور الثقافة وتسيد (قادة السخافة) صار التنافس في الأوساط الإبداعية على الهبوط والتردي وعلي سبيل المثال: فالقصائد والأغاني التي كانت تتلألأ في سماها سابع دور لتسمو بالوجدان، نجدها نزلت من علاها البعيد وهبطت إلى مستوى التليب والسرقة والخطف والدقيس والمقصات والحركات الجبانة و(الطعن بي ورا) وقس على ذلك الهبوط الذي اغتال روح الجمال في جميع المجالات الإبداعية وساهم في طمس هويتنا الثقافية .
{ وضوح أخير :
المطلوب من الدولة الانتباه لهذا الخطر القاتل، والسعي الجاد لرفد المؤسسات الثقافية والإعلامية بكوادر مؤهلة .. وعلى رأسها (وزارتا الثقافة والإعلام الاتحادية) ونظيراتها بالولايات، وتحريرها من أسر الموزانات الحزبية والترضيات السياسية .
{ عززوا الموسسات الثقافية والإعلامية بكوادر واعية لما يحدث حولنا وكفاءات من طينة المبدعين الحقيقيين، وأن يكونوا بعيدين كل البعد عن الانتماءات السياسية والحزبية .
{ لابد من توجيه المؤسسات الاقتصادية والتجارية العامة والخاصة (ذات المال) وحثهم لدعم المؤسسات الثقافية والإعلامية وتعزيز دورها عبر تبني مشاريع ثقافية وإبداعية هادفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية