“البشير” يعفو عن الإثيوبيين المحكومين في قضايا الحق العام
رئيس الوزراء الإثيوبي يختتم زيارته للبلاد
الخرطوم – المجهر
أصدر رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، أمس (الخميس) قراراً جمهورياً بإسقاط العقوبة عن جميع الإثيوبيين المحكوم عليهم في قضايا الحق العام. وألزم القرار جميع الجهات المختصة وضع هذا القرار موضع التنفيذ.
وجاء قرار “البشير” في ختام زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور “أبي أحمد” للبلاد التي استغرقت يومين.
وأكد الرئيس تطابق وجهات النظر بين السودان وإثيوبيا في القضايا كافة ذات الاهتمام المشترك التي تم طرحها خلال المباحثات، وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي، ظهر أمس (الخميس)، بالقصر الجمهوري: (سنقوم بتنشيط اللجنة العليا بين البلدين ومراجعة كل ما تم الاتفاق عليه والعمل على تنفيذه)، وأضاف إن إطلاق سراح الإثيوبيين المحاكمين والموقوفين بالسودان يأتي تكريماً لرئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” الذي يزور البلاد.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن المباحثات تناولت تعزيز العلاقات التجارية وتسهيل حركة المواطنين وحماية السلع والبضائع الإثيوبية عبر الموانئ السودانية وإنشاء مناطق حرة في عدد من المواقع وتعزيز تبادل المنافع والسلام عبر الحدود المشتركة.
وفيما يتعلق بسد النهضة قال “البشير”: (إننا متوافقون تماماً حول قضاياه وهناك التزام قاطع بأن لا تتأثر حصص مياه جمهورية مصر العربية من قيام السد)، مشيراً إلى أن السودان قد وجد عبر الدراسات أن آثار السد الإيجابية تفوق بأضعاف آثاره السلبية. وأكد سيادته أنه تم التأكد تماماً من سلامة السد وأنه لا يشكل تهديداً للسودان ومصر وأن ملء البحيرة لا يؤثر سلباً على منشئات الري في السودان ومصر.
ولفت “البشير” إلى اتفاق البلدين على التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا السلام في الإقليم وجنوب السودان بوجه خاص عبر (إيقاد).
إلى ذلك، بحث النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” مع رئيس الوزراء الإثيوبي د. “أبي أحمد” العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وأديس أبابا.
جاء ذلك لدى لقائهما، أمس، بفندق كورنثيا بالخرطوم.
كما التقى رئيس الوزراء الإثيوبي د. “أبي أحمد” بمقر إقامته بفندق كورنثيا بالخرطوم الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية، حيث تناول اللقاء العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا وسبل دعمها وتطويرها.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير “محمد عبد الله إدريس” في تصريحات صحافية إن اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة السياسية والاقتصادية وتنشيط التبادل التجاري، مبيناً أن اللقاء تناول أيضاً أنشطة اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين وأهمية تطوير أعمالها لصالح شعبي البلدين، واستفادة إثيوبيا من ميناء بورتسودان ومشروع ربط البلدين بالسكة الحديد بجانب ملفات التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ومحاربة المخدرات وتجارة الأسلحة الخفيفة.
وقال إن “حسبو” قدم تنويراً لرئيس الوزراء الإثيوبي حول حملة جمع السلاح التي انتظمت البلاد واستغرقت زهاء الثمانية أشهر، مؤكداً أن الحملة ساهمت في تحقيق الأمن والاستقرار في كثير من مناطق السودان، فضلاً عن إسهامها في عودة النازحين واللاجئين لمناطقهم. وأضاف إن نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الإثيوبي اتفقا على عقد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في الخرطوم.
ووقف رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” يرافقه رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” على تجربة مزرعة (أسامة داوود) لإنتاج الألبان والإنتاج الحيواني والأعلاف بشرق النيل وكنموذج للإنتاج الزراعي والحيواني الناجح بالسودان.
وأشاد الرئيس الإثيوبي بالتجربة السودانية في الإنتاج الزراعي والحيواني كاستثمار وطني رائد وناجح في مجالات مهمة.