رئيس مجموعة المعتقلين السياسيين الأمين العام السابق للحركة الشعبية “باقان أموم” في حوار مع (المجهر)
تصريحات "سلفا كير" عن تحسره على إبقائي و"مشار" حيّين غير مسؤولة
(……) لهذه الأسباب رفضنا مبادرة الرئيس “موسفيني” لتوحيد الحركة الشعبية!!
نعم.. مجموعة المعتقلين السابقين اتحدت مع “مشار” ولدينا برنامج مشترك
طالبنا بمحاكمة المتورطين في جرائم القتل ضد المواطنين
حوار- فائز عبد الله
عدّ الأمين العام للحركة الشعبية السابق المعارض لنظام “سلفا كير” “باقان أموم” تصريحات الرئيس “سلفا كير” الأخيرة التي ذكر فيها أنه يشعر بالندم بالإبقاء على حياة “باقان” ود. “رياك مشار”، عدّها غير مسؤولة وتعبر عن فشله وجهله. ووصف “باقان” في حواره مع (المجهر) نظام “سلفا كير” بالفاشل وقد مارس انتهاكات وجرائم ضد المواطنين، لافتاً إلى أن (إيقاد) طالبت بعد تنفيذ اتفاق السلام بمحاسبة القيادات المتورطة في قتل المدنيين، وأشار إلى أن حكومة جوبا تشهد انقسامات بسبب فشل النظام وقبل تمرد رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي “فول ملونق”، ورأى أن سياسات “سلفا” أدت إلى تدمير الدولة وفشل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، مشيراً إلى أن مجموعة المعتقلين السياسيين التي تضم إلى جانبه عدداً من القيادات المؤسسة للحركة الشعبية اتحدت مع المعارضة الجنوبية بقيادة الدكتور “رياك مشار”، كاشفاً عن تكوين تحالف موحد يضم مجموعات وفصائل المعارضة الجنوبية لإسقاط نظام “سلفا كير”.
{ سيد “باقان” طالعت التصريحات المباشرة للرئيس “سلفا كير” وندمه على إبقائك و”رياك مشار” حيّين في وقت سابق؟
_ تصريحات “سلفا كير” غير مسؤولة وتعكس مدى تخلف وجهل نظامه والحكومة في دولة الجنوب، والنظام فشلاً سياسياً ومالياً وفكرياً، وبالتالي فشلت الحكومة في بناء مؤسسات دولة موحدة تقود الدولة بفكر سياسي.
“سلفا كير” مارس انتهاكات وجرائم ضد المواطنين وشرد الأسر والأطفال ودمر الدولة، وأنا أطالبه بالتنحي لأنه فشل كرئيس بسبب سياساته الهمجية التي قادت إلى تدمير الدولة وطردت المواطنين.
{ ما هي مطالبكم كمجموعة معتقلين سياسيين سابقين؟
_ نطالب “سلفا كير” بالتنحي عن السلطة لأنه أصبح فاقداً للشرعية وفقاً للدستور والاتفاقية التي وقعها من قبل.
{ أين مجموعة المعتقلين التي تمثلونها من تحالف المعارضة؟
_ مجموعة المعتقلين ضمن التحالف وأول من رحب بالرؤية، والتحالف يضم جميع المجموعات الجديدة والفصائل المعارضة ويوجد منهج وبرنامج لتوحيد الرؤى لتكون جسماً موحداً وتحالفاً واحداً ضد نظام “سلفا كير”.
{ لماذا لم تنضم لـ”مشار”؟
_ الآن مجموعة المعتقلين تتحد مع الدكتور “رياك مشار” ولا ترفض أحداً في التحالف، ولدينا برنامج موحد هو إسقاط النظام وتغييره.
{ كيف تنظر لخلافات الحركة الشعبية بعد الانفصال؟
_ “سلفا كير” تسبب في تدمير منهج الحركة الشعبية وعمق الخلافات داخلها وكوّن منظومة قبلية داخل الحركة الشعبية، وغيّب الرؤية الحقيقية عن القيادات، ورفض “سلفا كير” انعقاد المؤتمر العام للحركة وفق الدستور، وعمل على الهيمنة وتجاوز القوانين التي تحتكم إليها الحركة الشعبية، وطرحت القيادات بالحركة رؤية لمعالجة الأزمة في بدايتها ووضع حلول ومناقشة للقضايا القومية وفقاً لدستور الحركة الشعبية، وبناء مؤسسات قوية تساعد الدولة، وطالبنا “سلفا كير” بوضع هذه الحلول قبل انهيار الدولة، وتحدثنا أن الدولة ليست بها مؤسسات قوية.
{ هل فشلت (إيقاد) في تنفيذ اتفاقية السلام؟
_ (إيقاد) التقت بتحالف المعارضة وطرحت رؤية لعملية السلام وتنفيذها، وألزمت نظام جوبا بعدم خرق الاتفاقية وتقديم المتورطين في الانتهاكات والجرائم ضد المواطنين للمحاكمة.
و(إيقاد) حددت شروطاً لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد المواطنين بعد تنفيذ الاتفاقية وتنحي “سلفا كير” من السلطة ورتق النسيج الاجتماعي وإزالة النظام القبلي في دولة “سلفا كير”.. وكقيادات سنقوم بمحاسبة الذين قاموا بقتل المواطنين في الدولة.
{ الرئيس الأوغندي قاد وساطة لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة؟
_ الرئيس الأوغندي كانت رؤيته لاستعادة الترتيبات الأمنية والتوجه لانتخابات تعالج الأزمة، والمبادرة الحالية لـ”موسفيني” هي توحيد الحركة الشعبية، وقام بالتحدث مع د. “مشار” وطلب منه أن يحضر الاجتماع مع مجموعة المعتقلين السابقين لإحياء اتفاق (أروشا) الموقع في تنزانيا، وهذا مخطط “سلفا كير” و”تعبان دينق”، فقمنا برفضه، وطالب د. “رياك مشار” بوقف الحرب ومعالجة الأزمة، وهذا الأمر قمنا بطرحه في المبادرة للمجتمع الدولي، وتحدثنا أن معالجة الأزمة الحالية تكون بإحياء اتفاقية السلام ووقف الحرب في دولة جنوب السودان وتوحيد قيادات الحركة الشعبية لأجل المصلحة الوطنية واستعادة الأمن، وقيام نظام يقوم بسياسات فكرية حديثة وبناء الدولة.
{ ما رأيك في المجموعات المعارضة المستحدثة؟
_ المعارضة وضعت برنامجاً لوحدة هذا المجموعات ووقف الحرب والاستهداف الذي تقوم به الحكومة، فهذا النظام يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية، وسيتم تقديم المجرمين لمحاكم عندما يأتي الوقت المناسب.
{ ما هي المبادرات التي قام بها تحالف المعارضة؟
_ تحالف المعارضة لديه برنامج ورؤية لإنهاء الصراع في الدولة وتنفيذ عملية السلام، وأيضاً المعارضة قدمت مقترحاً بإطلاق سراح دكتور “مشار” من الإقامة الجبرية لإنها مؤامرة قام بها “سلفا كير” و”تعبان دينق” لكي لا تستمر عملية السلام.. والسلام سيأتي بمشاركة جميع القوى السياسية والمجتمع المدني.
الوضع المفروض حالياً هو إبعاد “مشار” عن المشهد السياسي بالمؤامرة التي خططتها الحكومة مع الإدارة الأمريكية السابقة، وهذه المؤامرة لم تنجح لأننا قمنا بمبادرة للمجتمع الدولي بمشاركة القوى السياسية لإطلاق سراح “مشار”.
و(إيقاد) الآن تتحدث عن إحياء اتفاقية السلام، وفشلت الاتفاقية الأخيرة في أديس أبابا بسبب خروقات حكومة جوبا في الالتزام بوقف الانتهاكات ضد المواطنين، والحكومة الآن تتحدث عن أن الاتفاقية غير موجودة، و(إيقاد) فرضت على حكومة جوبا تنفيذ الاتفاقية، والآن تم تحديد فترة زمنية لمناقشة الاتفاقية وإيقاف الحرب التي اتسع نطاقها، وإعادة الاستقرار والأمن للمواطنين، وإنهاء هيمنة “سلفا كير” على السلطة وسياساته القبلية.
{ “مشار” رفض مبادرة الحوار الوطني؟
_ هذه مبادرة أطلقها “سلفا كير”، وهي ناقصة، ولا تفضي إلى حلول حقيقية لتحقيق السلام ونعدّ مجهودها من طرف واحد، وهذا الحوار لا يضم قيادات الدولة وإذا لم تتوقف الحرب حتى الآن فكيف يكون هناك حوار في ظل انتهاكات وجرائم نظام “سلفا كير”.. مؤكد أنه لا يمكن الحديث عن الحوار الوطني في ظل هذا الوضع، وما أعلنه “سلفا كير” هو استهلاك للوقت، فهناك متناقضات في الحوار الوطني، وحديث “سلفا كير” عن إبعاد “مشار” لا يؤثر على المعارضة، وهذا يؤكد وجود مؤامرات من “سلفا كير”، وقام د. “مشار” بالرد في خطابه للجنة التسييرية للحوار الوطني التي طالبت في خطاب بمشاركته في الحوار الوطني. و”مشار” يقدر أن الحوار يهم المواطن والشعب في جنوب السودان، ورأى أن الأولوية هي إنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة في البلاد، التي أدت إلى تشريد المواطنين باستهداف من حكومة “سلفا كير”. والآن نبحث عن السلام وإعادة الاستقرار، وقمنا بمبادرة لوقف الحرب.. وهذا الحوار الذي أطلقه “سلفا كير” ناقص ولا يضم القوى السياسية في الدولة.
{ إذن ما هي الحلول لوقف الحرب؟
_ طالبنا أن يشمل الاتفاق جميع قيادات الدولة بالخارج، القوى السياسية حثت المجتمع الدولي على وقف الحرب التي اتسعت وشملت جميع أنحاء الدولة، وشرطنا لإحياء الاتفاقية أن تتوقف الحرب أولاً ثم إحياء اتفاقية السلام التي انهارت.
وقدمنا مبادرة للتواصل مع القوى السياسية المعارضة من أجل الاتفاق ووحدة الصف على وضع حلول تضبط عدم انحراف (إيقاد) عن خارطة الطريق ووضع حلول للأزمة.
{ تصريحات حكومة جوبا بأن المعارضة لا تريد السلام؟
_ “تعبان دينق” انضم لـ”سلفا كير”، وساهم في طرد “رياك مشار” من منصبه لمصلحته الخاصة، وكقيادات لا يهمنا أمر “تعبان دينق قاي”، بل نتحدث عن عملية تحقيق السلام مع المجتمع الدولي وتطوير وبلورة تنفيذ الاتفاق والوصول إلى السلام في ظل اتساع الحرب والمعارضة في الدولة الرافضة لنظام جوبا.
{ كيف تنظر لاتهامات الحكومة و”تعبان دينق”؟
_ حكومة جنوب السودان فشلت في قيادة الدولة، و”تعبان دينق” تآمر مع “سلفا كير” لتدمير الدولة وإفلاسها، وهذه الأفعال لا تفسر إلا إفلاسه الفكري والسياسي فهو غير مؤهل لإدارة الدولة، ورأينا أن يبتعد عن هذا النظام القبلي والجهوي لـ”سلفا كير”، وجمع صف الحركة الشعبية في المعارضة، والآن المعارضة لديها رؤية سياسية شاملة وجميع الاتفاقيات التي تمت بحضور (إيقاد) لحل الأزمة بجنوب السودان كانت من رؤية الحركة وأفكارها في المفاوضات السابقة.. لو كان للحركة الشعبية رؤية لتمسكنا بها.
{ في ظل اندلاع المواجهات وتدفق اللاجئين ما هي المقترحات التي دفعت بها المعارضة لوقف الحرب وحماية المواطنين؟
_ سياسة “سلفا كير” جعلت الدولة طاردة للمواطنين وغير آمنة بسبب استهدافه للأبرياء في مناطقهم الآمنة، وهذا الاستهداف هدد حياة المواطنين وحوّل الدولة إلى فوضى، والآن نقود مبادرات لتحقيق السلام في الدولة التي دمرها “سلفا كير” وبناء ما دمرته الحرب ومساعدة المواطنين في العودة.
{ كيف تنظر للانهيار الاقتصادي الذي يشهده جنوب السودان؟
_ لإحياء الاقتصاد لا بد من بناء مؤسسات اقتصادية قوية ووقف الحرب، وإعادة الاستقرار الاقتصادي والكف عن الصرف البذخي على الدمار من قبل حكومة “سلفا كير” وتحويل الاقتصاد إلى الأزمة الراهنة، وحل المشكل الاقتصادي بوقف الحرب في الدولة، وإحياء الاقتصاد باستقطاب استثمارات وعودة المواطنين والمزارعين لتنمية الدولة، وبتفعيل الآليات التي تحقق التنمية وتساهم في زيادة الدخل القومي.
{ هل يتولى مجلس أعيان “الدينكا” زمام القرار بدلاً عن “سلفا كير”؟
_ مجلس أعيان “الدينكا” منظومة قبلية جهوية تطبق سياسات وهمية، وهو يستغل هيمنة “سلفا كير” على الحكم في الدولة ومجلس “الدينكا”، ويمارس انتهاكات وسياسات قتل المواطنين وتدمير الدولة، و”سلفا كير” لا يملك قراراً في الدولة.
{ كيف تنظر للخلافات الأخيرة داخل قيادات الدولة والجيش الشعبي وآخرها بين “فول ملونق” و”سلفا كير”؟
_ هذا الصراع يؤكد فشل حكومة “سلفا كير” في بناء دولة بفكر سياسي وإدارة قوية، وهذا الصراع نتيجة لمنظومة الإفلاس والفشل الفكري للقيادات التي تقود الدولة، ويؤكد ما وصل إليه النظام من جهل وفشل في بناء الدولة ومؤسساتها، ما أوصلها إلى قاع التخلف والفوضى والدمار بسبب هذه السياسات القبلية والجهوية.