حوارات

عضو البرلمان المغربي وحزب العدالة والتنمية “مريمة بوجمعة” لـ(المجهر)

الأحزاب تنظر للمرأة على أنها صوت انتخابي وبنك من الأصوات تخزنه وتحتاجه في الفترات الانتخابية

هنالك سودانيون تزوجوا بمغربيات عبر الانترنت.. والمرأة المغربية تحافظ على بيتها ويمكن أن تصبر على كل الأذى
السودان لديه ثروة حيوانية ضخمة ويتم تصدير الجلود خام وليست هنالك صناعة غذائية مصاحبة ويحتاج أن يستثمر الثروات الطبيعية
حوار – طلال إسماعيل
في اجتماعات جناح المرأة بمجلس الأحزاب السياسية الأفريقية بفندق كورال، التقت (المجهر) “مريمة بوجمعة سرغيني السوسي”، أنا من مواليد 1968، ولدت بمدينة أصيلة شمال المغرب وهي مدينة ساحلية جميلة وفيها تعرفت على الشاعر السوداني “محمد الفيتوري” والروائي العالمي “الطيب صالح”، درست المرحلة الجامعية بمدينة شتوان بشمال المغرب، وهي المدينة الجامعية درست كيمياء وفيزياء وأخذت الإجازة ثم الدكتوراه الوطنية في الكيمياء وبعد الزواج ولدى أبناء انتظمت في كلية الحقوق وأخذت الإجازة في القانون العام، والآن شهادة الماجستير في حكامة الجماعات الترابية.

{أستاذة كيف كان انطباع زيارتك للسودان؟
هذه هي الزيارة الأولى للسودان، وأنا سعيدة بها باعتبار روابط المصاهرة التي تجمع المغاربة بالإخوة السودانية وكذلك العلاقات الحضارية التاريخية والثقافية والروحية التي تجمع المغرب بالسودان، إضافة إلى أن السودان كان قد شارك معنا في المسيرة الخضراء بوفد رسمي وشعبي وهذا سيبقى حاضراً في الذاكرة المغربية لنظراً لأهمية المسيرة الخضراء للشعب، المسيرة الخضراء هو مُصطلح يُطلق على المُظاهرة السلميّة الجماهيريّة التي نظّمها ملك المغرب في عام 1975م وذلك احتجاجاً على الاحتلال الإسباني للأقاليم الجنوبية وهي التي تُمثّل صحراء المغرب. اشترك في المسيرة الخضراء حشد عظيم يُقدّر بـحوالي (350) ألف مغربي ومغربية، وبلغ عدد النساء (10%) من عدد المشاركين، هي كانت تعني أن نستعيد جزءاً من أرضنا وجزءاً من تراثنا كانت مسيرة سلمية شعبية ساندنا فيها مجموعة من أصدقائنا سواء من الدول العربية والأفريقية ومن ضمن هذه الدول المساندة السودان، كان هنالك وفد وعلماء من السودان ساهموا في التعبئة تعبئة الشعب المغربي للمشاركة في هذه المسيرة كذلك لدي ذكريات طيبة مع أسماء سودانية منذ طفولتي وكانت أعلاماً من الشعراء السودانيين منهم “الفيتوري” وكان يزورنا في مدينة أصيلة واستمتعنا بشعره، وكذلك “الطيب صالح” كان يزورنا، إضافة إلى مجموعة من الأعلام الأخرى لذلك أنا سعيدة بتواجدي في السودان والتعرف على مجموعة من القيادات النسائية والتجربة النسائية في العمل النسائي لجناح المرأة في مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية، الاتحاد تأسيسه ليس قديماً وهذا هو الاجتماع الثاني بعد تأسيس المكتب التنفيذي لجناح المرأة ومن خلاله أهدافه يمكن أن يقدم مجموعة من الخدمات من بينها تعزيز سبل التنسيق والتعاون بين مختلف الأحزاب السياسية الأفريقية ومنظماتها النسائية، كذلك يمكن أن يلعب دوراً في دعم القيادات النسائية على المستوى الأفريقي في تدريبهن وتخريج الكفاءات ويمكن أن يكون محضناً لقيادات نسائية مستقبلية.
{ ماذا لفت نظرك في الخرطوم؟

أول مرة أزور السودان، وفي الحقيقة أنا حاولت أن أحصل على معلومات عن السودان قبل قدومي وفي الحقيقة تفاجأت بحجم السكان في مدينة الخرطوم وهي مدينة كبيرة وتحتاج لجهود على مستوى البنيات التحتية، ومن خلال الجولات السريعة التي قمت بها هناك مجموعة التجهيزات الأساسية، وزرت الجامعة العالمية الأفريقية ولو أنها غير حكومية إلا أنها تبقى جامعة أساسية في تخريج الكفاءات الأفريقية خاصة بالنسبة للدول التي فيها صعوبات تعليم، والخرطوم باعتبارها مدينة كبيرة التجهيزات الأساسية غير كافية هناك أحياء ومؤسسات بنكية ومؤسسات تأمين وجامعات خاصة وحكومية وملاعب، هناك مجهود تنموي في السودان ولكن في نفس الوقت هذه المدينة التي يخترقها هذا النيل العظيم أزرقه وأبيضه وبملتقاه أكيد أنها تعتبر السلة الغذائية لمجموعة من دول العالم، لكن نريد أن نشهد قفزة ونهضة صناعية في السودان، لأنني من خلال تجولي في الأسواق السودان ينتج مجموعة من المواد الخام، ولكن يصدرها خاماً ولا يصنعها، أنا سألت عن الجلود باعتبار السودان لديه ثروة حيوانية ضخمة، وقيل لي إنها متواضعة ويتم تصدير الجلود خام، كذلك المواد الغذائية ليست هنالك صناعة غذائية مصاحبة، وكذلك الصناعات البترولية والصناعات الأخرى، المهم السودان يحتاج أن يستثمر الثروات الطبيعية التي حباها به الله وتساهم في عملية التسريع الصناعي بالسودان.
{ تجربة المرأة كيف تنظرين إليها؟
بالنسبة للتجربة السياسية للمرأة المغربية هي تجربة مقدرة وفي لقاءات سابقة في دول عربية أو متوسطية أو أوروبية كانت هي مناسبة لكي نقارن إنجازات المرأة المغربية في المشاركة السياسية مع هذه الدول، وكنت دائماً الاحظ أن هنالك تقدماً ملموساً في تجربة المرأة السياسية في المغرب على كثير من الدول العربية، وهنا تفاجأت بأن هنالك عدداً من الدول الأفريقية لديها تجربة يجب أن يستفيد منها المغرب، وقلت هذه المشاركة السياسية للنساء بالمغرب هي تعززت بالدساتير والقوانين الدستورية التي رمت للرفع من نسب المشاركة السياسية للنساء.
{ هل هي محددة؟
نعم في البرلمان لدينا لائحة من جزئين، جزء فيها (60) امرأة والجزء الثاني فيه ستين من الشباب نساءً ورجالاً، وهم من أصل (395) وهي تشكل (21%)، ولدينا (81) برلمانية إضافة إلى أن هنالك برلمانيات صعدن من لائحة الشباب ومن الدوائر المحلية لأن النسبة المحددة لا تعني أن تشارك النساء في الدوائر المحلية . الآن لدينا (21%) ونطمح في أن ترتفع إلى الثلث.
{ هل تواجه المرأة أي مشاكل أو عقبات في المشاركة العامة بالمغرب؟
العقبات التي قد تحد من المشاركة السياسية للنساء في المغرب هي أحياناً معيقات ذهنية مرتبطة بمجموعة من الرواسب الاجتماعية التي تجد حضورها في الأعراف والتقاليد أكثر من الممارسة الدينية، وهذا بالدرجة الأولى، من المعقيات كذلك الأمية يعني في المغرب لا زال يخوض حرباً ضد الأمية خاصة في صفوف النساء (30%) وهناك مجهودات جبارة للتقليص من هذه النسبة وهنالك كذلك إشكالات أخرى مرتطبة بالممارسة السياسية التي طبيعة عمل الأحزاب وهي لازالت تنظر للمرأة على أنها صوت انتخابي وليس فاعلاً سياسياً حقيقياً في المشهد السياسي لذلك هي تمثل للأحزاب بنكاً من الأصوات تخزنه وتحتاجه في الفترات الانتخابية، كذلك هنالك خروج للمرأة للعمل وتوليها لمجموعة من المسؤوليات والمواقع ولكن هذا لم يصاحبه إعادة توزيع الأدوار داخل البيت، وبالتالي هي تتشتت جهودها ما بين الأدوار داخل فضاء الأسرة والأدوار الجديدة على عاتقها في الفضاء العام، كذلك بعض الأحزاب التي تعرف ضعفاً على مستوى الديمقراطية الداخلية ويستعمل لائحة نسوية ليس للكفاءات النسائية الموجودة بالأحزاب أحياناً يكون فيها مجموعة من الحسابات العائلية وتقريب أسماء معينة ولا تخضع لآليات ديمقراطية حقيقية تخرج قيادات حقيقية.
{ كم حزباً بالمغرب؟
ما بين (35 -40) وهناك أحزاب صغيرة وكبيرة، ولكن هناك أحزاباً كبيرة هي المعروفة وهناك من هو جزء من الحكومة وهناك في المعارضة، حزب العدالة والتنمية هو الحزب التي يترأس الحكومة وبطبيعة الحال لديه تحالف مع أحزاب أخرى، هناك حزب التجمع الوطني للأحرار وهناك أحزاب تقدمية واتشراكية يسارية في التحالف الحكومي، هناك حزبان في المعارضة كأحزاب ذات قوة عددية في البرلمان المغربي.

{ السودانيون يتزوجون من المغربيات؟
لاحظتها كثيراً، وأنا سألت هل يتزوجون عند الدراسة قالوا هذا جزء، كذلك هنالك من السودانيين من تزوج بمغربيات في الخليج، هنالك سودانيون تزوجوا بمغربيات عبر الانترنت، وفي الحقيقة المغرببات يتزوجن من جنسيات مختلفة من خليجي وأفارقة، وأنا اظن أن السبب هي قدرة المرأة المغربية على الانفتاح على الآخر والاستيعاب وربما لا يجد الآخر صعوبة في التعايش معهن، وهي كذلك تستطيع أن تتعايش مع الثقافات الأخرى وهذه طبيعة مجتمعنا منفتح، والمرأة المغربية تحترم زوجها وتخدمه وتحافظ على بيتها ويمكن أن تصبر على كل الأذى حتى تحافظ على حياتها العائلية.
كلمة أخيرة؟
أنا سعيدة بهذه الزيارة وحضرت مجموعة من الدورات التدريبية ولكن إحساسي بهذه الدورة كان مختلفاً كانت فرصة كما قلت أن اجلس مع نساء يشبهوني واشبههن احسست بالانتماء الأفريقي وبالمسؤولية تجاه أفريقيا، كذلك سعدت بالكرم السوداني بشكل عام ونتمنى أن يكون هذا المجلس بجناحه مساهماً في أفريقيا قوية وآمنة ومستقرة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية