حوارات

رئيس لجنة التعليم بتشريعي ولاية كسلا “مُصلحة غانم” أول امرأة سياسية رشيدية لـ(المجهر)

*العادات والتقاليد الشرقاوية ليست عائقاً للعملية التعليمية ولكن..
· لدينا أكثر من (10) بنات دخلن الثانوي لكن التسرب من المدارس أكبر معيق للتعليم
* في سن التمدرس يذهب الطلاب إلى التعدين لتوفير حياة كريمة لأسرهم
· حاورتها – رباب الأمين
رغم تنوع القبائل وتعدد الولايات والمحليات التي تنتمي لشرق السودان إلا أن أهالي الشرق ما يزالون يحافظون على العادات والتقاليد ويصفون المرأة بأنها عِرض القبيلة، ولا يمكن أن تمارس حقوقها في المجتمع، والبعض من قبيلة الرشايدة تحرم فتياتها من التعليم أو ممارسة الع

مل العام.
(المجهر) جلست مع “مُصلحة عبد الله غانم” أول امرأة تنهض بمسؤولية التعليم وهي من قبيلة الرشايدة، ورئيس لجنة التعليم مجلس تشريعي ولاية كسلا، أجرينا هذا الحوار للتعرف على تطورات التعليم في ولاية كسلا، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قضايا ومشاكل التعليم في مجتمع الشرق،

يما يلي نص الحوار:-
*متى تم تعيينك عضواً في المجلس التشريعي؟
عام 2007 بموجب اتفاقية سلام الشرق.
باعتباري ممثلة لجبهة الشرق، كنت في اللجنة المركزية واستمريت لعام 2010 وكنت اشغل موقع أمين المرأة بحزب الأسود الحُرة السودانية.

*المتعارف عليه أن مجتمع الشرق عامة ومجتمع قبيلة الرشايدة خاصة منغلق ولا يقبل بالمرأة السياسية؟

الحمد لله، أنا أول امرأة سياسية برلمانية رشيدية، ومن حسن حظي بأن ميلادي كان في الميرغنية عاصمة ولاية كسلا، والحمد لله أتيحت لي فرصة التعليم، عكس أخواتي الصغار، عندما بدا أهلنا الرشايدة في الاستقرار لم يواصلوا تعليمهم، وأيضاً اغترابي لدولة الإمارات لـ(20) عاماً سهل طريق تعليمي.

*كيف تنظرين للمجتمع الشرقاوي الآن؟
بعد أن كان مجتمعاً رعوياً غير مستقر الآن، بدأ الاستقرار وإظهار الرغبة في التعليم ولدينا أكثر من (10) بنات دخلن الثانوي والمجتمع أصبح يعي أهمية التعليم.
*ماهي أبرز المشاكل التي تؤدي إلى التسرب من التعليم في شرق السودان وولاية كسلا على وجه الخصوص؟

التساقط والتسرب من المشاكل التي تعيق التعليم، وأيضاً الفقر وعدم الوعي بأهمية التعليم، والطلاب في سن التمدرس يذهبون إلى التعدين من أجل توفير حياة كريمة لأسرهم
*كيف عالجتم ذلك؟
والي ولاية كسلا، الأستاذ “آدم جماع”، عقد مؤتمرات عديدة من أجل الصحة والتعليم ولوضع برامج تنموية في كافة المحليات، وتم وضع حلول لكثير من المشكلات، ونسأل الله التوفيق وأن يستقر الوضع وندفع بالعملية التربوية للأمام حتى ننهض بإنسان الشرق، ونحن جميعاً سوف نكون عضداً من أجل البرامج التنموية التي تنمي الشرق.
*كم هي نسبة تعليم المرأة في ولاية كسلا؟
ماتزال الأمية موجودة لكن توجد برامج مدروسة ستكون منتجة وظاهرة للعيان في المستقبل، وبالنسبة للأمية فهي منتشرة في أوساط النساء والرجال ونتمنى بأن توضع برامج متخصصة وبحوث حتى نقضي على الأمية، ونحن في عصر محو الأمية التقنية، وليس محو الأمية الأبجدية، وهو عصر متطور وسوف ينال الإنسان حظه من العلم، إذ ديننا الحنيف حثنا على التعليم
*ماذا أنت قائلة للقيادات ؟
إن تعمل من أجل تنمية أهلها في مناحي الحياة، ولأن الحياة الاجتماعية تحتاج إلى تيسير سبل العيش الكريمة لكل الناس، والتعليم هو سبيل رفعة المجتمع، وينهض بالأمم.
*هل واجهتكم عقبات في الدورة المدرسية ؟
لا لم يواجهنا شيء والحمد لله فالولاية كانت على قدر الحدث وأكثر، كان العدد المتوقع من البعثات مقدر بـ(5600) شخص وتضاعف العدد، بالإضافة إلى الوفود التي قدمت مع تشريف رئيس الجمهورية.

*حدثينا عن ذلك وعن المدارس التي تم افتتاحها؟
بدءاً نشكر المشير “عمر حسن البشير” على هذا التشريف، فقد افتتح بهذه المناسبة عدداً من المنشآت حظينا بأربع مدارس ثانويات، كما تمت صيانة عدد آخر من المدارس..
*هل العادات والتقاليد عائق وسبب لتدني مستوى التعليم في المجتمع الشرقاوي ؟
ليست عائقاً بقدر ما إنه انعدام التوعية بأهمية التعليم، فوعي المجتمع ودور القيادات مهم، إذ لابد من أن يكون لها وقفة في هذا الشأن، نسبة لأن أهالي شرق السودان يستمعون لقياداتهم فلابد أن يكون للقيادات دور فعَّال في نقل رسالة العلم، وحث المجتمع على التعلم ابتداءً بأبنائهم، ونظام الغذاء مقابل التعليم يساعد الطلاب في سن التمدرس على الاستمرار، وقد صدر قرار من رئيس الجمهورية ومن مجلس تشريعي كسلا، بأن مجانية التعليم ملزمة لكل الجهات، وأيضاً لابد من وجود تعليم للرُحل، بالإضافة إلى مساهمات منظمات المجتمع المدني.

*كيف يتم نظام التعليم مقابل الغذاء؟
بالتعاون منظمة “الدبليو اف” وزارة التربية والتعليم بأن يساهم في توفير الوجبة المدرسية للطلاب من خلال توفير بعض المعينات الغذائية.

*وماذا عن تعليم الرُحل؟

لدينا إدارة الرُحل وتساهم في حل مشاكل التعليم بالشراكة مع منظمة اليونيسيف، في حالة التنقل لا يوجد معلم يتنقل معهم وفي حالة استقرارهم بالقرب من المنطقة توجد خيم ويمارسون تعليمهم من على القرب..
*أين صندوق إعمار الشرق من رفع معاناة أهالي ولاية كسلا؟

في السابق كانت هنالك ضرورات سياسية، واجهت الصندوق فنفذ بعض المشاريع من غير دراسة جدوى، ولم يستصحب الأشخاص الذين يعرفون المداخل والمخارج للمناطق، وإنما استصحب أشخاصاً قدموا لهم طلبات بإنشاء مدارس وقاموا بإنشائها مع افتقار المنطقة للاحتياجات الرئيسية، مثل المياه الأمر الذي أدى إلى رحيل السكان بحثاً عن المياه وترك المنشآت التعليمية التي أنشأها الصندوق، فهناك مشاكل عديدة رافقت مشروعات الصندوق.

· هل لازالت المحليات الريفية مثل همشكوريب وود شريفي تعاني من نقص الكوادر التعليمية؟

بعض من محليات ولاية كسلا وظفت معلمين يحملون الشهادة السودانية، ولم تشترط خريجين من كليات التربية للمناطق البعيدة، وتم تعيين طلاب الشهادة السودانية بعد تدريبهم، ويوجد تعاون بين الوزارة وجامعة السودان المفتوحة من أجل تأهيلهم مستقبلاً وتوجد حلول طرحت بشأن نقص الكوادر.

*هل المناهج التعليمية متوفرة في هذه المناطق؟
بحمد الله مطبعة كسلا طبعت الكتب الدراسية، وتم تدشين الكتاب المدرسي الأولي والثانوي، وهذا منهج جديد طبعته ولاية كسلا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية