.. أليس من الغريب أن يعود هذا المشهد من جديد بعد مضي ما يناهز الثلاثة عقود من عمر التغيير السياسي الذي جاء في 1989م.. حيث صفوف السيارات والناقلات الكبيرة على مداخل ومخارج الطلمبات بما أعاق حركة المرور وعقدها تماماً!!.. شيء بالفعل محزن ومثير للحيرة.. فإن كان من المفهوم و(المهضوم) للجميع تفهم تلك السنوات العجاف في بداية التسعينيات.. حيث الحروب والمقاطعات والوضع الاقتصادي المتأزم تبعاً لذلك.. فما الذي يمكن أن يقال الآن.. أيعقل أن نكون وطوال هذه السنوات قد مضينا كدولة بحكومتها هكذا بلا رؤية ولا أفكار ولا أية أهداف لندور وندور ونعود الآن لنقطة البداية لنجد أنفسنا في صف وقود لا تعرف نهايته؟؟!!.. المحزن أن هنالك آخرين كانوا بالنسبة لنا (طيشة).. بل كنّا لا نذكرهم أبداً.. نجدهم الآن وقد حققوا نقلة تنموية واقتصادية تجاوزونا بها.. دول العراة واللاجئين والمجاعات والحروبات الأهلية الطاحنة.. مضوا بعيداً بحالهم ووضعهم.. ما الذي حدث لنا وما الذي يحدث لنا الآن وماذا سيحدث لنا غداً؟؟
بالطبع لا إجابات ولكن وبالتأكيد فقد دخلنا جميعاً في الوقت الحرج ولامست أقدامنا المنطقة الحمراء ولا سبيل لمغادرة هذه الرمال المتحركة سوى بوقفة وطنية حقيقية تستقدم القادرين على إحداث التغيير المنشود وتقصي الفاشلين وتستأصل الفاسدين ولا سبيل للمزايدة والمراوغة وقد بلغ السيل الزبى.