لا تكذبوا.. فالحقيقة ساطعة !
لو أن بنك السودان المركزي سدد ما نسبته (92%) من مرتبات الدبلوماسيين والعاملين بسفاراتنا بالخارج وإيجارات مقارها عن العام 2017 وسدد كل المستحقات عن العام 2018، فما الذي يدفع وزيراً رصيناً صادقاً أميناً مثل البروفيسور “إبراهيم غندور” ليقول ما قاله عن متأخرات الوزارة أمام البرلمان؟! هل هناك مشكلة شخصية بينه ومحافظ البنك المركزي؟ هل “حازم” دفعة “غندور” وابن جيله وكاره، وبالتالي يغار البروف منه، فيسعى لهز مركزه وإظهار فشله للكافة؟!
نحن نعلم أن ما قاله البروفيسور “غندور” عن متأخرات واجبة السداد لوزارة الخارجية بلغت (30) مليون دولار ساعة مخاطبته للبرلمان يوم (الأربعاء) الماضي، صحيح مائة بالمائة، وإن كذب المكذبون، ودلس المدلسون، والمطبلون أصحاب المقولة الشهيرة بأساليب ولغة مختلفة وملونة: (تمام سعادتك) !!
ونحن نعلم أن الدولار انساب بعد إقالة “غندور” خلال اليومين الماضيين للوفاء بالديون، بعد أن فدى الوزير كل السفراء والدبلوماسيين بمقعده الزائل، ليتسلموا رواتبهم بعد كل هذه الضجة !
عندما صرفت (21) سفارة مستحقاتها من الرواتب والإيجارات، كانت (67) سفارة أخرى تنتظر دورها في الصف والصرف ما بين (5) إلى (7) شهور !
وكتب وزير الدولة السابق للخارجية “حامد ممتاز” خطاب شكر لمحافظ البنك المركزي في مارس الماضي، على أداء واجبه الذي لا يشكر عليه أن أداه بحقه كاملاً، لأن البنك صادق على صرف مبلغ (5) ملايين دولار على شيكين، كل شيك يحمل مبلغ (2.5) مليون دولار، بينما بلغت مديونية الوزارة حينها أكثر من (20) مليون دولار!! فعلى ماذا شكر السيد “ممتاز” صديقه السيد “حازم” بخطاب رسمي، ودون علم الوزير الأول بالوزارة البروفيسور “إبراهيم غندور”؟!
إن الحقيقة دوماً ساطعة كضوء الشمس، يتحسسها الجميع، إلا من كان به رمد.
ليس من مصلحة “غندور” أن يكذب وهو يعلم أن منسوبي وزارته منتشرون في دول العالم بالمئات، وفيهم من يحبه وهم أغلبية، وربما فيهم من لا يوده لسبب أو آخر، وبالتالي يستطيع أي فرد من هؤلاء أن يكذب وزيره وعلى الملأ، مؤكداً أنه استلم راتبه عن شهر مارس 2018 (على دائر المليم) بينما لم يستلمه بقية زملائه في السفارة!!
لا تكذبوا على أنفسكم، فقد كذبتم علينا كثيراً حول سيل الودائع والقروض وأسباب أزمات الوقود المتوالية، وكذبتم حول موعد إطلاق سراح أموال المودعين في البنوك، وحددتم أسبوعاً مضى، فمضت أسابيع بعده وما زالت الصرافات فارغة والبنوك يابسة!!
ذهب البروف “غندور” إلى حال سبيله، فأغلقوا هذا الملف، فكلما حاولتم زوراً تكذيبه.. فضحنا نحن أمر كذباتكم.