إقالة “غندور” فضحت البرلمان!
تقول مسؤولة الأمن القومي الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق أيضاً، “كونداليزا رايس” (واشنطون هي المكان الذي لا تجد فيه صديقاً عندما تهاجمك الذئاب، فما بال أن هاجمك الأسد بنفسه)، مقولة “رايس” تلك انطبقت تماماً على موقف الحكومة وبرلمانها الخائب عندما أعلنت إقالة وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور”، فالرجل الذي وضع مشكلة وزارته أمام برلمان النيام، وقالها صراحة إن منسوبيه لم يستلموا رواتبهم لأشهر عديدة، وقبلها صرح بأن خيار حكومته تجاه قضية (حلايب) لن تشمل أي تنازلات حتى وإن وصلت سقوفات المعركة إلى الخيار العسكري، وصفق له نواب البرلمان، واكتفوا بذلك، وبلعوا جميعهم ألسنتهم عندما صدر قرار إعفائه.
المحك الحقيقي الآن ليس أمام “غندور” المقال، فالرجل دافع عن منسوبيه بروح النقابي قبل الوزير، وإنما المحك أمام البرلمان الذي اشتكى له “غندور” قلة الحيلة وضعف الرجال، فـ”غندور” المقال قدم كل ما يمكنه تقديمه، والآن الكرة في ملعب برلمان التعيين، أن يعيد الأمور إلى نصابها ويساهم في حل أزمة وزارة الخارجية وبنك السودان، وإلا فالأكرم لهم الاستقالة وحل البرلمان وتوفير مبلغ محترم من المال لخزينة الدولة.