القيادي السابق بحركة العدل الساعد الأيمن لـ”خليل إبراهيم” مهندس “أبو بكر حامد نور” في حوار الأسرار مع (المجهر) (2)
(….) هي التفاصيل الكاملة لتجهيزاتنا لغزو أم درمان وانا من اقترح تأجيل العملية من يناير حتى مايو
قذف طائرات (الأنتنوف) لنا أخر دخولنا لام درمان (6) ساعات ولم يكن في الحسبان وصولنا متأخرين!!
عملية الذراع الطويلة فشلت لأسباب كثيرة .. لذلك كانت تقديرات الانسحاب!!
حوار- رشان أوشي
{ سيد “أبو بكر حامد”.. على ذكر الأسرى أفاد البعض منهم بتعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي؟
_ الآن تم إطلاقهم وهم موجودون، أية معاملة تمت لهؤلاء الأخوة كانت قبل إحضارهم لجنوب كردفان، لكن بعد قدومهم كانوا تحت مسؤوليتي وأتحدى أي واحد منهم يقول إنهم تعرضوا لأي نوع من القسوة أو التعذيب. ليس هؤلاء بل حتى بالنسبة للعسكريين وبينهم ضباط كبار هم موجودون وأتواصل معهم وأسرهم، بعض الأسرى بقوا معنا لـ(7) و(8) سنوات ويمكن أن تسأليهم عن معاملتي لهم.
{ غزوة أم درمان معركة الذراع الطويلة.. كيف تم الإعداد والترتيب لهذه المعركة؟
_ بداية نحن كحركة تحمل السلاح ندخل معارك مع الحكومة، وأنت تعلمين قانون المعركة إما منتصر أو مهزوم وبالتالي نحن أعددنا لهذه الغزوة وكنا في منطقة شمال غرب دارفور في وادي “هور” ووادي “مجرور”، وتم الترتيب للغزوة هناك لإسقاط النظام، وكنا نعتقد أن تحقيق أهدافنا لا يتم إلا بإسقاط النظام، في التجهيز لهذه الغزوة كان يفترض أن نصل الخرطوم في شهر يناير ولكن تم تأجيلها إلى شهر مايو وكان هذا بطلب مني وقلت لـ”خليل” نؤجل التوقيت لأن شبابنا المقاتلين موجودون في الخلاء لفترات طويلة ودخولهم للمدينة يمكن أن يحدث بعض التجاوزات ويمكن أن ينتهكوا أعراض ناس ويمكن أن يقتلوا أبرياء أو يضربوا معسكرات غير حكومية، وقلت له لابد أن نقدم لهم تأهيلاً، وأنا أشرفت بنفسي على التأهيل، وسمينا خمسة محرمات وأطلقنا عليها “الممنوعات الخمسة”: عدم قتل النفس البريئة، عدم انتهاك أعراض الناس، عدم أخذ مال الناس، عدم كتم الحريات وعدم قتل الأسير، وأضفنا إليها عند الدخول للمدينة لا يتم ضرب سلاح بدون أمر من القيادة، ممنوع هدم أية مؤسسة مدنية حكومية، لا تأخذوا أي شيء بدون مقابل حتى المياه تدفعوا مقابلها، ونحن اخترنا أم درمان من دون المدن، ولم نكن حريصين على الدخول إلى أية مدينة كبيرة إلا أم درمان لأننا اعتقدنا أننا يمكن نحدث تغييراً.. لكن المسافة إلى أم درمان كانت بعيدة جداً.
{ كيف قطعتم تلك المسافة؟
_ في شهر مايو وكان الفصل (صيف) والإنسان يحتاج لكميات كبيرة من المياه، لكن بالعزيمة والإصرار ولأننا دخلنا الكثير من المعارك وفقدنا الكثير من الشهداء، ولأن المسافة بعيدة اخترنا خط سير غير معلوم، ونحن بحكم التجربة والحركة نعرف تضاريس البلد واتجهنا شمال المالحة متحركين من وادي “هور” إلى وادي “الملك” إلى وادي “المقدم” وحضرنا غرباً إلى منطقة غرب أم درمان.
{ ألم تعترضكم أية قوة حكومية؟
_ أبداً.. كان هنالك طيران للاستكشاف في الليل ونحن وصلنا في اليوم الرابع.. ومن الأشياء التي أخرتنا، وكان يفترض أن ندخل الساعة الخامسة صباحاً لكن دخلنا حوالي الساعة الواحدة، فحين كنا متحركين من هناك، جاءت طائرات الأنتنوف وضربتنا هناك والطائرة تدور بقطر (100) كيلو ونحن حتى نموه اضطررنا للذهاب شمالاً وقطعنا وادي “هور” وعملنا دوران حتى دخلنا خط وادي “الملك” وهذا استغرق حوالي (6) ساعات، وهذا أخرنا لندخل أم درمان الواحدة ظهراً ونحن وضعنا للقتال ثلاثة أيام، لكن هنالك أشياء لم تكن في الحسبان منها دخولنا متأخرين وأيضاً وجود الشبكة ما يجعلنا لا نستطيع الارتكاز لترتيب أوضاعنا ووجود الشبكة جعلنا نتحرك فوراً وغيرنا اتجاهنا من طريق “فتاشة” إلى طريق “دنقلا”، وعند دخولنا وجدنا عدداً كبيراً من عربات المواطنين التي تسببت في إغلاق الشوارع ومنعتنا من عبور الكوبري.
{ كيف كنتم تحصلون على الأخبار من داخل أم درمان؟
_ هذه المسألة كان مكلفاً بها شخص واحد.
{ هل هو “الجمالي”؟
_ لا ليس “الجمالي”، بل “عبد العزيز عشر”.
{ قيل إنكم استخدم خطاباً عنصرياً؟
_ (يضحك).. هذا غير صحيح، قلت لك أجلنا هذه المسألة من يناير إلى مايو فهذا غير ممكن.
{ أحد منسوبيكم قال إنه وُعِد بتزويجه من “ندى القلعة”؟
_ والعسكري هذا لو سألتيه عن “ندى القلعة” لن يعرفها.
{ ما علاقة فخامة الرئيس التشادي “إدريس دبي” بعملية الذراع الطويلة؟
_ “إدريس” ليست له علاقة مباشرة، لكن الفترة التي حضرنا فيها كانت العلاقة بين السودان وتشاد ليست جيدة، وانتهزنا الفرصة وطلبنا منه مساعدات وأعطانا بعض المساعدات اللوجستية مثل الوقود والإعاشة، واستفدنا من حالة الغضب التي كان يعيشها “دبي” وطلبنا منه الدعم اللوجستي.. وانطلقنا من داخل مناطقنا، منطقة وادي “هور”.
{ في تقديرك لماذا فشلت عملية الذراع الطويلة؟
_ فشلت لأسباب كثيرة، السبب الأول عدم معرفة المقاتلين لكثير من معالم المنطقة نسبة للتحديث الذي حدث في الشوارع، ودخولنا متأخرين عن الوقت المحدد ولو دخلنا في الصباح الباكر والشوارع خالية كان يمكن ان تتغير النتيجة، الاتصالات أيضاً كانت سبباً في الفشل لأننا للسرية جمعنا أجهزة الاتصال.. النقطة الرابعة حصل اشتباك بين جهاز التوك بوك مع أجهزة الأمن، أيضاً حلول الليل سريعاً كان من عوامل الفشل.
{ كيف ومتى غادرتم أم درمان؟
_ حوالي الساعة الواحدة صباحاً قررنا الانسحاب.
{ أين كنتم كل تلك الفترة؟
_ أنا كنت في قيادة الفرقة و”خليل” كان في الكوبري حتى أدى صلاة المغرب هناك.
{ كيف غادرتم؟
_ غادرنا ليلاً، وأول قوة غادرت الساعة الثانية صباحاً.
{ كيف خرجتم من أم درمان؟
_ اعترضنا قوة صغيرة في كردفان في اليوم الثاني حوالي (20) عربة فتجاوزناهم وأخذنا جزءاً من عرباتهم، وكان هنالك طيران يحلق من فوقنا فقط.
{ معركة الذراع الطويلة أصابتكم بخسائر فادحة في العتاد وسياسياً؟
_ نعم، لا شك خسرنا، لكن أوصلنا رسالة.
{ فترة وجود “خليل إبراهيم” في ليبيا حدثت مشكلة وقيل إنه تمت محاولة اغتياله؟
_ “خليل” في ليبيا كان موضوعاً تحت الإقامة الجبرية، ولم يكن يتصل كنا نتصل نحن به، وهو موجود هناك حدثت مشكلة ثوار ليبيا وكانوا قد انطلقوا من جهتين الشرق والغرب متجهين إلى طرابلس، وأنا في ذلك الوقت كنت في دارفور، والقائد كان “سليمان صندل” وتفاكرنا في كيفية إنقاذ رئيس الحركة، ووضعنا ترتيباتنا، وكما تعلمين المسافة من وادي “هور” إلى طرابلس بعيدة جداً، ووجدنا حماساً منقطع النظير من المقاتلين لإنقاذه.. عملنا حوالي خمسة فرق وعلى بعد كل (400) كيلو عملنا محطة لتخزين المياه والوقود، وبهذه الطريقة حتى وصلنا إلى وادي “سبها”، ووصلنا حتى طرابلس، وكان الأسهل أن نذهب عبر الكفرة لكن وصلت إليها القوات الليبية السودانية، وعند وصولنا طرابلس وجدنا أن الثوار اقتربوا منها فكان لابد أن نرسل قوة لإيقافهم في شرق وغرب طرابلس، وفعلاً حدث هذا وأرسلنا مسؤول الاستخبارات وسحبوا دكتور “خليل” من فندق “باب البحر”.
{ مقتل “عز الدين بجي”؟
_ هذا سمعت به، لكن ليست لدي أية معلومة، سمعنا أنه تم تسميم دكتور “خليل”، وأنا حينها كنت في دارفور، وهو كان مرافق لدكتور “خليل” في طرابلس.
{ هل تم اغتيال “بجي” بواسطة حراس د. “خليل”؟
_ ليست لديّ معلومات سمعنا بعملية التسمم.
{ “القذافي” هل كان يدعمكم؟
_ لا، لم يكن يدعمنا، أو ليس بالفهم الواضح للدعم لكن بعض الدعم القليل.