أحد المؤسسين لحركة العدل “أبو بكر حامد نور” لـ(المجهر) : ليست لدينا علاقة بالشعبى
لهذه الأسباب اختلفت مع "جبريل إبراهيم" وإدارة "خليل" ممتازة وهنالك مكتب تنفيذي وهيئة أركان
“بخيت دبجو” خرج من الحركة بسبب خلافات مع رئيسها وهذه تفاصيل ضرب معسكر (يوناميد)…
حوار – رشان أوشي
كشف القيادي السابق بحركة العدل والمساواة وساعد رئيس حركة العدل والمساواة السابق “خليل”، وأحد القيادات الإسلامية التي اتجهت للمعارضة المسلحة، مهندس “أبو بكر حامد نور” في حوار الأسرار.. تفاصيل مثيرة عن أسباب خروجهم على الحركة الإسلامية ومغادرة حزب المؤتمر الشعبي، والتوجه لتأسيس أو تشكيل عسكري معارض مع رئيس حركة العدل السابق الراحل “خليل إبراهيم”، “أبو بكر” الذي حمله نداء الحوار والسلام للخرطوم، كشف لأول مرة أسباب الانشقاقات، وخلافاته مع رئيس حركة العدل الحالي “جبريل إبراهيم” وكيف أنها ساعدت مغادرته للعدل والمساواة واختياره للسلام والحوار، ضيفنا تحدث عن الكتاب الأسود وأسراره وكيف أنهم استطاعوا تحويله لكسب سياسي، محاور مثيرة تنتهي بالقصة الكاملة لمقتل “خليل إبراهيم” في دارفور ومحاور أخرى فالي الحلقة الأولى .
{ سيد “أبوبكر حامد نور” أنت من مؤسسي حركة العدل مع الراحل دكتور “خليل”.. أخيراً قررتم للحوار والسلام؟
نحن قبل التفكير في حركة مسلحة، وقبل الإنقاذ عندما كنا في الحركة الإسلامية لدينا قيم وأهداف عملنا من أجلها منذ أن كنا في الثانوية وحتى فترة الجامعة وبالتالي هنالك قيم العدل والمساواة والحرية والشعب كله يشارك في السلطة، ونحن نرى أن السودان بلد يجب أن يكون بمواصفات تليق بأرضه وشعبه، نحن من مناطق ريفية وأبناء رعاة ومزارعين وهذه المناطق ليس فيها الأشواق التي حلمنا بها نريد مدارس وأنا من الطينة وعندما نصل للفاشر باللوري نستغرق أسبوعاً كاملاً، كانت أشواقنا أن تحدث تنمية وعندما ننظر للعالم حولنا نشعر بأن هنالك فارقاً كبيراً، وأيضاً في إطار العمل السياسي نحن رأينا مسألة الأحزاب السياسية من مناكفات في الانتخابات لم ترق لنا لكن انضممنا للحركة الإسلامية بالصدق الذي كان لدى الناس، صحيح الحركة الإسلامية مرت بمراحل حركة الإخوان المسلمين جبهة الميثاق والجبهة الإسلامية وحتى فترة الإنقاذ، وعند قدوم الإنقاذ كان العشم أن تتحقق أشواقنا لكن بعد سنوات، أحسسنا بأنه ليس نفس الاتجاه فتمددت القبلية والعنصرية، لذلك نحن تفاكرنا لإصلاح هذا الخط ولسنا وحدنا لكن بمشاركة من شباب من (26) ولاية، وناقشنا مواضيع كثيرة وتحدثنا عن أنه حدث انحراف للأهداف ولماذا لا نُقوم الأمر، ولكن كان هنالك صدود وكثير من صناع القرار لا يقبلون كثيراً من النصائح من القيادات الوسيطة، إلى أن وصلنا عام 2001 والناس بدأت تتجمع ودكتور “خليل” كان من المؤسسين والتقينا في ألمانيا وناقشنا القضية .
{ تريد القول إنكم خرجتم لأنه مورست عليكم عنصرية؟
لا أبداً المسألة ليست مسألة أبناء دارفور هي مسألة (26) ولاية وكان هناك ممثلين من كل هذه الولايات، ولكن كل الناس كانت أشواقهم أن تسير البلد بالطرح، وقضية دارفور ظهرت لأنه إقليم بعيد وأكثر تضرراً من ناحية البنية التحتية، لكن إشكاليات الهامش موجودة.
{ يعني مشكلتكم كانت تنمية؟
نعم قضايا التنمية بحتة، ولو رجعتي لمنفستو الحركة بالإضافة لمسألة المشاركة في السلطة اصطحبنا التنمية من تعليم وصحة وغيرها.
{ بعد المفاصلة
ذهبت إلى المؤتمر الشعبي
{ علاقة المؤتمر الشعبي بالحركة؟
نعم سمعنا لكن ليس لديهم علاقة
{ هذه شهادات للتاريخ؟
نعم المؤتمر الشعبي ليس له علاقة بحركة العدل والمساواة، ولعلمك حركة العدل والمساواة صحيح هنالك عدد من قياداتها المعروفين كانوا في الحركة الإسلامية والمؤتمر الشعبي، لذلك أخذت هذا الطابع بهذا الفهم، لكن مكون حركة العدل والمساواة فيه ناس من المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي السوداني وحزب الأمة واتحاديين وحزب البعث وهنالك من هم غير منتمين وهم أكثرية بالذات المقاتلين في الميدان، الجانب الآخر في ذلك الوقت كان هنالك خلاف شديد بين المؤتمر الوطني والشعبي والحكومة كانت تريد أن تدمغ أي حركة معارضة في الداخل بحركة حاملة السلاح لأن هذا قانونياً مجرماً، وظل قيادات المؤتمر الشعبي يؤكدوا أن حركة العدل ليست جناحاً عسكرياً للمؤتمر الشعبي، ونحن الذين كنا في المؤتمر الشعبي قبل حمل السلاح تركنا المؤتمر الشعبي ولم نحمل السلاح بأمر منه.
{ أنتم عندما قررتم إنشاء حركة العدل والمساواة هل كان شيخ “حسن” على علم ؟
.. أنا شخصياً لم استشر شخصاً في المؤتمر الشعبي بأننا ذاهبون لإنشاء الحركة، لكن الحديث عن الأوضاع في البلد كنا نقوله للناس في المؤتمر الشعبي والوطني وفي الندوات تحدثنا عن عدم العدالة في توزيع السلطة والثروة وظهور الكتاب الأسود.
{ الكتاب الأسود من كتبه؟
كتبناه نحن في الـ(26) ولاية الذين مثلوا وهي أشياء بينة لا تحتمل الإنكار، ولدينا مثل في دارفور (العشرة ادو قدح عشرة).
{أنتم أبناء الحركة الإسلامية لماذا لم تخاطبوا قيادة الدولة؟
نحن خاطبنا منذ 89 وظلمنا حتى أصبحنا نوصف بأننا ناس قبليين لذلك تركناها، وهذه واحدة من السلبيات التي دعتنا لتأسيس الحركة.
{ كيف كنتم تأمنوا؟
ليس هنالك تأمين وطبيعي في الاجتماع يوجد شخص أو اثنين لنقل هذا الاجتماع، لكن اجتماعاتنا لم تكن تشكيكية والمواضيع التي نطرحها ليس من بينها أشياء انقلابية ونتحدث عن هذا خطأ والصحيح كذا.
{ كيف كان يدير المرحوم “خليل إبراهيم” حركة العدل ؟
إدارة ممتازة وهنالك مكتب تنفيذي وهيئة أركان ومعظم القيادات الموجودة في الميدان كانوا على اتصال وهو نفسه شخص نشط جداً يتحرك في كل المواقع وكل الفرق ويناقش القضايا وهو طلب من الأشخاص البعيدين في أوروبا بأن تكون اجتماعات المكتب التنفيذي في الميدان.
{ دور “جبريل إبراهيم” في تلك الفترة؟
“جبريل” كان قد جاء إلى أمانة العلاقات الخارجية بعدي، وأنا كنت احتل المنسق العام وبعدها العلاقات الخارجية وبعدها أمانة التنظيم، وهو خلفني في العلاقات الخارجية وهو شخص ذكي واستطاع إدارة العلاقات الخارجية.
{ لماذا اختلفت مع العدل والمساواة ؟
أنا لم اختلف مع خليل ولا مع العدل والمساواة أنا اختلفت مع دكتور “جبريل” كرئيس للحركة وذلك في طريقة إدارة الحركة، الخلاف كان في طريقة إدارة الحركة أو الثورة وكما قلت إدارة الحركة ليس أمراً سهلاً، وأنت حتى تدير حركة مسلحة تضم ألوان الطيف السياسي المختلفة أناس بأعمار مختلفة وتعاليم متباينة وهذا ليس مثل أن تدير جيشاً نظامياً في أعمار محددة ومستوى تعليم محدد، هنا يأتيك الشخص المتقدم في العمر والأمي إدارة هذا النوع من البشر ليس كل شخص يستطيع، دكتور “خليل” كان مميزاً في إدارة هؤلاء الناس بحكم تجربته كطبيب وعمل دراساته العلمية في طب المجتمع ويعرف الناس، أخونا “جبريل” خلاف ذلك، بالتالي لم تكن هنالك مساحة لـ”جبريل” في إدارة الحركة، لذا هذه نقطة من أسباب الخلاف، النقطة الثانية مسألة الجنوح للسلاح، أنا كنت مقتنعاً تماماً أننا حملنا السلاح لمدة (14) سنة الرسالة التي تخص المطالب وحتى الدستور يقول إن الحكومة لو جنحت للسلام الناس تترك الحرب، وأنا قلت لهم الآن خلاص الحرب انتهت لأن مصلحة البلاد والحكومة استجابت في إطار طرح النقاط الأساسية في مؤتمر الحوار وهي من الأشياء التي جعلتنا نعارض النظام، والنقاش كان مفتوحاً لفترة طويلة وأنا كنت في القاهرة وتابعت هذا الحوار، وإذا كانوا يتناقشوا في كيفية الحكم والاقتصاد والهويات وكل هذه الأشياء، و”جبريل” رفض التوقيع بالرغم من أنني طرحت هذا الكلام كثيراً جداً ولديه قناعة بأن لا يذهب للسلام، وما ترتب على ذلك أن حركة العدل والمساواة وصلت قمة القضية وبعد القرارات التي اتخذها منفرداً في قوز دنقو هذه كلها نقاط خلافية لأنه لم يستشر أحداً وهو ما أدى إلى التدهور الحاصل الآن.
{ حركة العدل والمساواة تشظت وغادرها أبرز القيادات ؟
أنا افتكر صحيح “بحر” غادر في حياة دكتور “خليل”، والخلافات لم تكن جوهرية، وكان القائد “عبد الله بنده” تمرد على الحركة ودكتور “خليل” طلب منه التراجع ولكنه رفض و”خليل” ذهب في اتجاه فصل القائد، و”بحر” كان يرى خلاف ذلك بأن يعطى فرصة وهذا سبب الخلاف الذي خرج بعده “بحر”.
{ لكن هذا خلاف بسيط؟
نعم هم اختلفوا، لأن رئيس الحركة أعفى القائد العام و”بحر” يفتكر إعفاء القائد العام ليس صحيحاً وكان يرى أن رئيس الحركة كان يجب استشارة أمين الحركة في مثل هذا القرار.
{ حقيقة ضرب معسكر اليوناميد؟
العدل والمساواة قوة “خليل” لم تكن موجودة، والقوات كانت في حسكنيتة، اليوناميد ضربت بواسطة القوة الموجودة هناك،
قوات بحر.
نعم..
{ يعني “بحر” ضرب قوات اليوناميد؟
المعلومة التي سمعتها أن القوات التي كانت موجودة هناك بقيادة “عبد الله بندة”، لكن من الذي ضرب؟ لا أعرف.
{ هنالك معلومات عن مؤامرة ضد “بحر إدريس أبو قردة” ؟
لا أنا لم اكن قريباً من هذا الموضوع، لكن الجهة الشاكية هي اليوناميد وهي موجودة بقواتها الشرطية وأمنها والعدل والمساواة لم تكن هي الشاكية.
{ لماذا غادر “دبجو” الحركة؟
بسبب خلاف بين مجموعة “بخيت” وبين رئيس الحركة، و”بخيت” عندما غادر كان القائد الميداني للحركة وقبله كان “صندل” وفي حياة “خليل” أقاله وعين “دبجو .”
{ حادثة بامنا؟
نحن في بامنا لم نكن في الشمال وكنا في منطقة شمال كردفان وهي حصلت في بانما في شمال غرب دارفور، المعلومات التي وصلتنا أن هنالك قوة من المجموعة التي انسخلت من العدل والمساواة كانوا في مفاوضات في الدوحة ورجعوا عبر تشاد إلى الأراضي السودانية، وحدثت المعركة في المنطقة الحدودية مات من مات وأسر من أسر حوالي (18) واحضروهم في منطقة جنوب كردفان، وأنا ذهبت لاستقبالهم وكنت الرئيس المكلف في المنطقة ومكثوا معنا هناك وأطلق سراحهم.