بالنظر إلى مخرجات وما دار في قمة الظهران السعودية الرئاسية العربية، يجعلنا نعود بالذاكرة إلى الوراء.. مستصحبين قمة (اللاءات الثلاث في الخرطوم 1967م) التي أدانت العدوان الإسرائيلي على مصر وحددت موقفها من إسرائيل.. والقصة معروفة.. تقول (من شابه أخاه ما ظلم..!).
أوجه الشبه بين القمتين تبدو لنا في أن القمة الرئاسية العربية في الظهران بالأمس قد جعلت شعاراً لها (القدس).. والقدس كما نعلم كانت في الفترة الأخيرة وعندما أعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” قراره بأن القدس عاصمة للدولة العبرية (إسرائيل) سينقل إليها سفارة بلاده مصدر قلق ورفض للدول العربية وشعوبها.. حيث أن القدس الشريف لها مرجعيتها الدينية الإسلامية.. ومرجعيتها في السلام والاستقرار بين الدولتين الفلسطينية والعبرية، كما تقول اتفاقيات السلام المقترحة منذ سنوات، ولم تجد طريقها للتنفيذ من جانب إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
ما يجدر ذكرة هنا أن الملك “سلمان بن عبد العزيز” رئيس القمة كان قد بادر بإعانات دولارية للسلطة الفلسطينية وللدوائر المعنية بالشأن الإنساني في فلسطين.. وغير ذلك نذكر هنا أيضاً أن القمة في بيانها الختامي وفي كلمات أعضائها كانت إشارة إلى ضعف وتقصير الأمم المتحدة، وأنظمتها في إنصاف الشعب الفلسطيني وسكوتها وصمتها عن التجاوزات الإسرائيلية المسنودة بالفيتو الأمريكي.
ورغم غياب الجمهورية العربية السورية عن القمة، إلا أن الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية عليها قد وجدت رفضاً وإدانة من الحضور، مع علم الجميع وإدانتهم لما يجري من السلطة بحق الشعب السوري الذي يعاني من ويلات السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة، فالضربة إياها تشكل اعتداءاً على دولة مستقلة.. الأمر الذي أعاد إلى الذاكرة ما حدث لجمهورية العراق العربية في 2003م، من الولايات المتحدة الأمريكية ودمرتها وأدخلتها في حالة عدم استقرار إلى اليوم.
الإدانة أيضاً وبالإجماع في البيان الختامي لقمة الظهران العربية وصلت إلى جمهورية إيران الإسلامية التي تؤجج الأوضاع في الجمهورية اليمنية، وتدعم الحوثيين في عدوانهم على المملكة العربية السعودية ومقدساتها بالصواريخ البالستية.. فالعلاقات الطيبة بين دول الجوار العربية والإسلامية مطلوبة ولا بد منها.
وأما عن عدم الاستقرار والسلام في بعض الدول العربية كالجماهيرية العربية الليبية واليمن وسوريا، فلا بد له من حلول سياسية سلمية.
هنا كانت الإشادة بجمهورية السودان ورئيسها المشير “البشير” في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية بوسائل وأساليب ذكرها البيان الختامي للقمة وأشار إليها ومنها:
{ اعتماد الحوار السياسي والمجتمعي ومخرجاته أسلوباً للسلم الاجتماعي.
{ ووقف إطلاق النار مع المحاربين وبذل الحوار معهم ومع غيرهم فالسودان بلد يسع الجميع.
{ ثم مبادرة جمع السلاح في سائر الولايات وذلك ما أشادت به الأمم المتحدة إذ أنه يعزز السلام والاستقرار والأمن في كل البلاد.
لقد شابهت قمة الظهران إلى حد كبير قمة اللاءات الثلاث مما جعلنا نقول اليوم (من شابه أخاه فما ظلم..!) وذلك حق.