مدير العلاقات الخارجية بالمعارضة الجنوبية “فوك بوث” في حوار مع (المجهر)
أمريكا فرضت الإبقاء على “سلفا كير” و”تعبان” لمصلحتها.. وتنصيب النائب الأول غير قانوني
“جون كيري” لعب دوراً سلبياً في الاتفاقية.. ونحمّل “إيقاد” ودول الـ”ترويكا” والمجتمع الدولي فشل المفاوضات
“سلفا كير” استأجر منظمة إجرامية لاغتيال “مشار”.. ويوغندا استخدمت أسلحة محظورة دولياً
انتقد مدير الإعلام والعلاقات الخارجية للمعارضة الجنوبية بقيادة “مشار”، “فوك بوث”، دور الإدارة الأمريكية في إحياء اتفاقية السلام بين حكومة الجنوب والمعارضة، وقال إن أمريكا مارست ضغوطاً دولية على الإقليم ودول (إيقاد) لأجل تحقيق مصالحها، واتهم دولة يوغندا بقصف المدنيين في أعالي النيل والاستوائية بأسلحة محظورة دولياً أدت إلى مقتل المئات من المواطنين وإلى تشوهات جسدية للأطفال والنساء.. فإلى مضابط حواره مع (المجهر)..
حوار – فائز عبد الله
{ ماذا حدث في أديس أبابا وأدى إلى انهيار اتفاقية السلام؟
_ أولاً.. ما حدث كانت هناك خروقات، وأتت اتفاقية أغسطس في العام 2015 بسبب مساعي المجتمع الدولي لاحتواء الصراع في دولة جنوب السودان، وأول من وقع على الاتفاقية المعارضة بقيادة “رياك مشار” ورفض “سلفا كير” التوقيع ولم يوقع على الاتفاقية واستمر لأكثر من (15) يوماً للموافقة على التوقيع في الاتفاقية لإنهاء الحرب في جنوب السودان، وقامت المعارضة بإرسال وفد المقدمة إلى جوبا حسب الاتفاقية التي تم توقيعها، وتحدثت عن المدن الكبيرة بأن تكون خالية من الوجود العسكري وأن تكون مناطق منزوعة السلاح، لكن الحكومة لم تنفذ من جانبها الاتفاقية ومضت في وضع العراقيل لإفشال الاتفاقية وهذا ما حدث.
{ على ماذا نص الاتفاق الأخير؟
_ نص الاتفاق على أن يتم سحب قوات الطريفين من داخل جوبا إلى مسافة (25) كيلومتراً خارج جوبا والمعارضة سحبت قواتها حسب نص الاتفاقية، وعندما ذهبنا إلى جوبا كانت هناك مؤامرات لتصفية الحركة الشعبية بالمعارضة، ولم نكن ننظر إلى المناصب السياسية وهمنا كان المواطن الجنوبي، ولم نجد إرادة حقيقية في جوبا ولأن الحكومة تتحدث عن الخروقات وليس لديها إرادة بل تعمل على زيادة معاناة المواطنين، والحكومة لم تنفذ الاتفاقية في الوقت الذي كانت فيه الدولة مهددة بالانهيار قبل الاتفاقية.
{ هناك اتهامات من “تعبان دينق” لـ”مشار” بخرق الاتفاقية وتحريض المجتمع الدولي على جوبا.. ما تعليقك؟
_ “تعبان دينق” رجل انتهازي ولا يملك قراراً سوى الحفاظ على منصبه والكرسي كنائب أول، وإحياء الاتفاقية كان من مطالبات المعارضة برئاسة “رياك مشار” بعد تدبير أحداث القصر وتنصيب “تعبان دينق” نائباً أول وهذا كان خرقاً للدستور والاتفاقية ونعدّه غير قانوني، وبعد فشل مؤامرة اغتيال “مشار” التي تم تدبيرها من قبل “سلفا كير” و”تعبان” ورئيس هيئة الأركان السابق “فول ملونق” وتمتلك المعارضة مستندات تؤكد تورط “سلفا كير” و”ملونق” حيث قام “سلفا كير” باستئجار منظمة (بلاك وريس) الإجرامية لتصفية “مشار” وملاحقته خارج دولة الجنوب. وهذه المنظمة تعمل في تنفيذ الاغتيالات لمعارضي الدول وتقوم بعمليات قذرة.
وبعد فشل الاتفاقية أمر “سلفا كير” رئيس هيئة الأركان السابق “فول ملونق” بقصف منزل “رياك مشار” في منطقة جبل كجور مقر الحركة الشعبية بالمعارضة.
{ مجموعات وفصائل معارضة أشارت إلى أن (إيقاد) رفضت مشاركتكم في عملية السلام؟
_ طالبنا أن يتم إشراك جميع المجموعات، ويجب إشراك المجموعات والفصائل المؤيدة للحكومة والرافضة لها وهذا ما تناوله الاتفاق بأديس أبابا.. وبعد أن تجددت أحداث القصر كان نظام “سلفا كير” يمارس تجويع المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها وهذا أدى إلى فجوة ومجاعة في دولة الجنوب خاصة في ولاية الوحدة، وهذه الظروف فرضت ان نجلس للحوار وضرورة إحلال السلام.
والاتفاقية ناقشت وقف العدائيات والتصعيد العسكري والإعلامي حتى تتمكن المنظمات من أن تقوم بأعمالها الإنسانية، وكانت الحكومة تقوم بعرقلة الجهد التي تقوم بها.
{ من يتحمل مسؤولية فشل الاتفاقية.. المواطن أم الحكومة والمعارضة؟
_ نحمل فشل الاتفاق لـ(إيقاد) ودول الـ(ترويكا) والمجتمع الدولي لأن (إيقاد) كانت تنظر لأزمة الجنوب أنها أزمة سلطة، لكن الصراع أكبر من هذه النظرة والحركة الشعبية بالمعارضة تبنت مشاريع إصلاحية وانتهجنا مشاريع سياسية وتنموية واقتصادية لتنفيذها على أرض الواقع لكي لا يحدث صراع وانشقاق داخل الوسط السياسي، مثلما كما يحدث الآن في الدولة، والـ(ترويكا) لم تراقب الاتفاقية ومن خلال (إيقاد) تم تكوين آلية برئاسة الرئيس البتسواني “فسس موقاي”، ولم تحم الاتفاقية من الخروقات من قبل الحكومة.
{ هل هناك عدم حيادية من (إيقاد) والمجتمع الدولي؟
_ نعم.. هناك تحيز كبير لنظام “سلفا كير”، و(إيقاد) والـ(ترويكا) لم تحميا الاتفاقية، وتستجيبان لحكومة جوبا.. وهناك تحيز كبير من قبل المجتمع الدولي أيضاً لحكومة الجنوب.
{ اتهمت المعارضة حكومة جوبا بخرق الاتفاقية؟
_ هذا صحيح.. نظام “سلفاكير” قام بخرق الاتفاق بأديس أبابا، وأثناء سير الاتفاقية نفذت الحكومة هجمات على مناطق المواطنين، بجانب المماطلات وعدم الالتزام ببنود الاتفاقية، وهذه الخروقات رفضتها المعارضة، والمجتمع الدولي لم يمارس ضغوطاً على جوبا لإنجاح الاتفاق، وقام الجيش الشعبي في جوبا بقتل المدنيين بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة الجنوبية، ولم تعط أي تفسير أثناء سير الاتفاق لهذه الأعمال العدائية، وهذا يدل على أن الحكومة كانت تبيت النية.
{ ماذا حدث بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” إلى جوبا؟
_ الزيارة كان لها ما بعدها وكانت زيارة إقليمية، وبعد اللقاء قامت جوبا بتغيير لهجتها إلى التنسيق مع الإدارة الأمريكية، التي كانت لديها مصالح في دولة الجنوب وهي المستفيدة من الحرب وانساقت (إيقاد) وراء قرارات الإدارة الأمريكية، وهذا القرار انعكس على أرض الواقع وانتشرت الحرب في جميع الولايات، وأصبح للحركة الشعبية بالمعارضة وجود كبير في الاستوائية وبحر الغزال، وما تم نعده انحيازاً من الإدارة الأمريكية، (إيقاد) والمجتمع الدولي لنظام “سلفا كير” وعدم شفافية.
{ لماذا تغيرت نظرة جوبا للاتفاقية بعد الزيارة؟
_ تغيرت اللهجة لأنها كانت تنسق مع الإدارة الامريكية التي ترغب في إحياء اتفاقية السلام، ومارست أمريكا ضغوطاً على (إيقاد) والمجتمع الدولي لأجل تحقيق مصالحها بالإبقاء على “سلفا كير” و”تعبان دينق”.
و”كيري” كان له دور سلبي تجاه (إيقاد) وشهدت البلاد معارك، وامتد الصراع إلى جميع أنحاء الدولة والحرب وصلت جميع أنحاء الدولة وإقليم الاستوائية وازدياد عدد اللاجئين الجنوبيين، وفي الإحصائيات عدد القتلى في الفترة الأخيرة فاق قتلى الحرب قبل توقيع اتفاقية السلام.
وقامت إدارة “أوباما” بضغوط على دول الإقليم و(إيقاد) لإجهاض عملية السلام والحفاظ على مصالحها بالإقليم، واتخذت نهجاً مضاداً للقيادات السياسية التي تسعى إلى تحقيق السلام.
{ اختلف “سلفا كير” و”مشار” في المسمى المستحدث لاتفاقية السلام؟
_ أول من تحدث عن مسمى الحركة الشعبية واقترحه هو “مشار” لإحياء الاتفاقية، والمعارضة تحدثت عن ذلك، وحكومة جوبا تحدثت عن تنشيط الاتفاقية والمعنى مختل، وهذا يؤكد عدم جدية الحكومة في جوبا والإرادة السياسية، وانعكس ذلك على الاتفاقية التي نصت على وقف العدائيات في المناطق التي يسكنها المواطنون، بجانب وقف القتل والنهب للمزارعين والرعاة والتجار.
{ أصبحت الآراء والتعليقات مضطربة عن صحة إطلاق سراح “رياك مشار”؟
_ صحيح.. الفكرة كانت نابعة من (إيقاد) وحكومة جوبا والإدارة الأمريكية، و(إيقاد) لا تملك قرارها ووضع “مشار” كان تنسيقاً بين “سلفا كير” وإدارة أمريكا.
{ ما هو الدور الذي يعلبه الرئيس اليوغندي “موسفيني” في عملية السلام؟
_ “موسفيني” ينفذ مصلحته الشخصية فقط ولا يلعب دوراً في عملية السلام التي يرأسها رئيس الوزراء الإثيوبي السابق “ديسالين”، وجميع دول (إيقاد) مستفيدة من الوضع والصراع لنهب أموال الدولة بالاتفاق مع “سلفا كير”.
وأصبحت (إيقاد) تلعب دوراً سلبياً في دولة جنوب السودان، وهناك دولة أفريقية كانت طرفاً في الصراع وهي يوغندا التي كانت تشارك مباشرة في الحرب مع حكومة جوبا وقامت بمهاجمة المواطنين بالطائرات الحربية واستخدمت أسلحة محظورة، وهناك مصابون من النساء والأطفال بسبب القصف أصيبوا بأمراض وتشوهات جسدية.
وأيضاً الوجود الكيني، فقد لعبت دولة كينيا دوراً قذراً بتسليم الناطق الرسمي باسم “مشار” “جميس قديت” الذي يمر بظروف صحية صعبة بمقر جهاز الأمن بجوبا بعد عمليات التعذيب التي تعرض لها.
ووضع المعتقلين السياسيين سيئ للغاية لأنهم تعرضوا لتعذيب وضرب، وهذا الدور قامت به دولة كينيا في التخطيط لاعتقال رئيس الشؤون الإنسانية “اقري اقري” و”دوم صمويل”، وقامت الحركة الشعبية بالمعارضة بفتح بلاغات ضد حكومة دولة كينيا لكنها أنكرت معرفتها بوجود هذه القيادات بأراضيها.
{ هل هناك تصفيات تمت للمعتقلين السياسيين والعسكريين؟
_ نظام “سلفا كير” إجرامي، قتل المئات من المدنيين والنساء والأطفال والقيادات السياسية والعسكرية، وقام بقتل حاكم ولاية كبويتا بعد اعتقاله من داخل معسكر للاجئين، وتعرض للتعذيب والضرب حتى توفي داخل السجن بجوبا.
{ المنظمات العاملة في الجنوب اتهمت الحكومة والمعارضة بتهديدها.. ما تعليقك؟
_ غير صحيح.. المعارضة الجنوبية قامت بالسيطرة على المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة الشعبية خالية من المواطنين.