ربع مقال

لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ؟!

خالد حسن لقمان

وصلني من الصحفي السوداني بالدوحة سليم عثمان أحمد خيري مقال  للدكتور مصطفى محمود يحمل ذات العنوان الذي أستعيره منه اليوم، يقول فيه: { لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي
بدلا من شهر روحاني؟ لست شيخاً ولا داعية، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان .. كنت طفلاً صغيراً ناقما على أمي التي منعتني وإخوتي من مشاهدة الفوازير بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلي إجابتها  المقتضبة
“رمضان شهر عبادة مش فوازير”
لم أكن أفهم منطق أمي الذي كنت كطفل أعتبره تشدداً فى الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير للفوازير على شهر رمضان؟
ومرت السنوات لتأتيني الإجابة من رجل أمريكي مسن غير متعلم فى الركن الآخر من الكرة الأرضية، وجدته  منهمكاً في وضع أقفال على ثلاجة للخمور،  فسألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا: ”لماذا تضع أقفالاً على هذه الثلاجة؟؟” فأجابني: (قوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح) نظرت إليه مندهشاً قائلاً: أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة فى شيء مثل ذلك؟.. قال الرجل: (الاحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متديناً .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء)
(الاحترام) ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لأيام وأيام بعد هذه الليلة … فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا .. ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام .. إنها مسألة احترام … فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام .. وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف … فلتسكر ولتعربد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك … أنت حر … ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا لذلك ..
أتمنى أن نحترم شهر القرآن.. ونعرف ماذا نشاهد فيه
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
رحمك الله يا دكتور مصطفى محمود..  وأتمنى أن يقرأ كلماتك هذه وزراء  إعلامنا النائمون.. ومسؤولونا الجاهلون.. وبعض ممن هم على قنواتنا البائسة من الضالين والمضلين  ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية