صباح الجمعة – 13 رجب 1439 هـ- 30 /مارس/ 2018م كان تشييع الشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد” المراقب العام السابق لحركة الأخوان المسلمين بالسودان والصحفي والمعلم والسياسي والتشريعي، ومن يعرف عنه في تلك المقامات أنه كان رجل وسطية وزهد وقبول وجهاد في كل الأحوال.
الشيخ “صادق” وقد درس بحلوان الثانوية بمصر ثم جامعة “فؤاد الأول” حيث درس القانون كان التحاقه بحركة الأخوان المسلمين في عهد مؤسسها الشيخ “حسن البنا” (عليه الرحمة) وذلك بصحبة صديقه وزميله يومئذ الأستاذ “محفوظ عزام” – حفظه الله.. ونعزيه في فقده الكبير.
تشييع الراحل إلى مقابر “البكري” ذلك الصباح (الجمعة) وقد كنا من شهوده ونحن طلابه وتلاميذه في المرحلة الثانوية، كان كبيراً بل أمه الألوف من السودانيين وأبناء الحركة الإسلامية وغيرهم، ويذكر تحديداً حضور السيد رئيس الجمهورية المشير “البشير” وهو من المقربين من شيخ “الصادق” شأن الأستاذ “علي عثمان محمد طه” الذي ألقى كلمة طيبة بحق الراحل وهو أهل لذلك، فالشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد” رمز وطني وإسلامي ودعوي كبير وله فضله في منافحة المستعمر بالقلم واللسان مما دفع ثمنه يومئذ.
دار الشيخ “صادق” بشارع الدومة وعربته (اللاندروفر) البسيطة كانا (مرتعاً) لتلاميذه ولأبناء الحركة الإسلامية الوليدة يومئذ، فالرجل كان يجمع ولا يفرق في الداخل والخارج معاً، ولابد أن نذكر الآن أن تلك الدار التي ورثها الراحل عن والده – عليه الرحمة- قد منحها ووهبها لتصبح مسجداً للجوار والمنطقة بفعل خيرين – تقبل الله منهم.
الشيخ “الصادق” بفضل جهوده واجتهاده في تأسيس حركة الأخوان المسلمين وقد عاد يومئذ من القاهرة ورث المرحوم “علي طالب الله” في موقع – المراقب العام- للجماعة.
ولكن بعد ثورة أكوبر 1964م وقد بدا للحركة الإسلامية السودانية دور سياسي أكبر كان بنادي الخرطوم بحري اجتماع للحركة تقرر فيه من هو الأمين العام للحركة في الظروف المستجدة (الشيخ “حسن الترابي” أم الشيخ “الصادق”)؟
ولأن الشيخ “الصادق” بطبعه ونهجه لا يميل إلى الصراع والخلاف في البيت الواحد، شأن أحزاب أخرى، اعتذر عن أن يرشح للموقع المذكور وانسحب ليصبح الدكتور “حسن الترابي” هو المراقب أو الأمين العام للحركة.. وظل على ذلك الحال يعمل في الإطار الوطني العام والحركي الإسلامي بعيداً عن الخلافات فكان نعيه وتشييعه صباح (الجمعة) من الجميع.
ألا رحم الله الشيخ الراحل “الصادق عبد الله عبد الماجد” الذي كان موقع عزائه في شارع الدومة أمام المسجد الذي لم يكتمل بناؤه بعد، وقد توافد إلى هناك الكثيرون وباستمرار إلى مساء (السبت) حيث رفع صيوان العزاء.. فنتنمني للراحل الكريم حسن القبول عند الله تعالى وقد آل إلى رحمته التي كان رحمه الله يرجوها ويعمل لها، فالعزاء للأسرة والوطن وأهل الحركة الإسلامية والدعوة ونخص بالذكر الأخوين “الحبر نور الدائم” و”علي جاويش” ومن معهما، فالراحل، رحمة الله، رمز وطني وإسلامي له ذكره..