عضو المجلس الوطني المستقل نائب الدائرة (7) السوكي “عبد الجليل عجبين” في حوار مع (المجهر) (1 – 2)
أنا شخصياً مع التمديد لرئيس الجمهورية وهناك جزء كبير من كتلة التغيير مع التمديد
الكتلة غالباً ستجتمع في مقبل الأيام للتصويت وحسم الأمر
ليست لدينا تقاطعات مع الوطني وسبق أن صوّتنا معه وضده! وأبواب الكتلة مفتوحة لعضوية الوطني
هذه هي مبررات أعضاء الكتلة الذين يريدون التمديد لرئاسة الجمهورية…!!
حوار- سوسن يس
تواترت خلال الأيام الفائتة أنباء كثيفة عن خلافات داخل كتلة (التغيير) التي تتألف من النواب المستقلين إلى جانب نواب أطراف الحوار الوطني بالبرلمان، وحملت الصحف تصريحات متضاربة حول إبعاد رئيس الكتلة النائب المستقل “أبو القاسم برطم” وتعيين “عبد الجليل عجبين” بدلاً عنه.. وفي غضون ذلك صوّب رئيس الكتلة “أبو القاسم برطم” اتهاماته تجاه من وصفهم بأذيال حزب المؤتمر الوطني وقال إنهم يحاولون شق الكتلة.
(المجهر) حملت مجموعة من التساؤلات حول القضية ووضعتها إلى جانب محاور أخرى على منضدة النائب المستقل الدكتور “عبد الجليل عجبين”.. فماذا قال؟ هذه هي مضابط الحوار..
{ الصحف خلال الأيام الفائتة تناولت أخباراً متضاربة عن الأوضاع داخل كتلة التغيير بالبرلمان.. ما الذي يجري داخل الكتلة؟
– طبعاً نحن نستشرف مرحلة افتتاح دورة برلمانية جديدة، لذلك تكون هناك اجتماعات تنسيقية حول بداية الدورة وكيفية بدئها وكيفية تناول موضوعاتها والتحديات المحيطة.
{ تعني اجتماعات داخل الكتلة؟
– اجتماعات داخل الكتلة، نعم.
{ وظهرت داخل هذه الاجتماعات خلافات حول استمرار “برطم” في الرئاسة وحول القضايا الأخرى.. أم ماذا؟
– لا ليست هنالك خلافات، لكن نحن متوافقون على أن يحدث كل فترة تغيير في رئاسة الكتلة.. هذا هو العام الثالث لنا بالبرلمان وفي العام الأول كنت رئيساً وجرت العادة أن يجري تغيير للرئيس كل عام. فالتغيير نحن متوافقون حوله، لكن في هذه المرة صاحب النقاشات الموضوع الذي طرأ حديثاً المتعلق بالتمديد لرئيس الجمهورية من خلال البرلمان، وهذه المسألة لم نحسمها داخل الكتلة حتى الآن لكن بعض أعضاء الكتلة صرحوا بموافقتهم على التمديد كرأي شخصي، وذلك حتى يتم التمديد آلياً لرئاسة الجمهورية. وهذه المسألة حُسبت على الكتلة، وبدا كأنما الكتلة موافقة على التمديد، بينما قرار الكتلة لم يحسم حتى الآن. الإعلام تناول هذه التصريحات الشخصية باعتبارها تصريحات الكتلة، ثم جاء تصريح من رئيس الكتلة “أبو القاسم برطم” متناقض ومتباين مع هذه التصريحات، فبدا كأنما هناك خلاف وانشقاق بين أعضاء الكتلة.
الكتلة غير منشقة، لكن طبيعي أن يحدث اختلاف بين بعض الآراء. هذا يحدث كثيراً على فكرة، فنحن نختلف كثيراً جداً في بعض المسائل وسبق أن الناس في داخل هذه الكتلة صوّتوا ضد بعضهم في البرلمان لأنه لم يكن هناك تنسيق. فنحن عندنا بعض التباين في بعض الأشياء، ولا تنسي أن هذه الكتلة تضم (11) حزباً، الأغلبية هم المستقلون وحتى المستقلين كما تعلمين عندما دخلنا البرلمان كان كل منا يمثل نفسه ولم يكن لدينا مشروع سياسي مشترك، لكن الآن نحن لدينا مشروع سياسي مشترك وهناك تحالف بيننا. وهذا التحالف أنشأناه بعد سنة من دخولنا البرلمان، لكن في البداية كان عندنا تباين كبير جداً في وجهات النظر وفي كثير جداً من المرات نحن المستقلين صوتنا ضد بعضنا.
{ أفهم من ذلك أنه ليس هناك الآن توافق كبير بين أعضاء كتلة التغيير؟
– هناك توافق.. ونحن نصل في الحد الأدنى من درجات التوافق في النقاش إلى أكثر من (90%).. لكن الناس عادة يركزون على الصوت النشاز وعلى الصوت الضد.. ولا تنسي أن بعض الأحزاب الموجودة معنا في الكتلة لديها ائتلاف مع المؤتمر الوطني وهي مشاركة في حكومة الوفاق الوطني.
{ لكن ألا يعد هذا وضعاً غريباً يا دكتور “عجبين”.. أن يكون لهذه الأحزاب ائتلاف مع الوطني وتكون متحالفة معه وفي نفس الوقت تكون تابعة للكتلة والكتلة ليس لها تحالف ولا ائتلاف مع الوطني بل هي مستقلة.. ألا يعد هذا وضعاً غريباً؟
– الكتلة مستقلة.. إذن من كلمة مستقلة هذه فنحن في الكتلة لسنا ضد المؤتمر الوطني ولسنا معه ولسنا ضد الأحزاب ولسنا معها، نحن مستقلون عن كل ما يدور في الساحة. الحزب المؤتلف مع المؤتمر الوطني من أحزاب الكتلة هو الحزب الليبرالي، هو حزب متحالف مع الحكومة وعنده ممثل في حكومة الوفاق الوطني، لكن رأي هذا الحزب لا يبدو لنا نشازاً.. نحن دائماً نستمد رأينا من موقفنا الوطني تجاه الأشياء.. على سبيل المثال الآن هناك عدد كبير جداً من أعضاء الكتلة مع التمديد لرئاسة الجمهورية.. نعم هناك جزء كبير من أعضاء الكتلة مع التمديد وأنا لا أذيع سراً.. فهل هذا التمديد لا يتوافق مع المؤتمر الوطني؟!
{ إذن أنتم متوافقون مع المؤتمر الوطني؟
– متوافق، ولكن هذه قناعة الكتلة.
{ قناعة الكتلة أنها مع التمديد لرئاسة الجمهورية؟
– (ما الكتلة.. أنا قلت لك جزء كبير منها).
{ إذن لا نستطيع أن نقول إن الكتلة مع التمديد لرئاسة الجمهورية ولكن هناك جزءاً كبيراً منها مع التمديد؟
– (نعم.. ما بنقدر نقول الكتلة مع التمديد) لكن في جزء كبير جداً مع التمديد، مستقلون وأحزاب وأحزاب حوار وطني.. أقل من نصف الكتلة يعني أقل من 50% مع التمديد. وهذا الموقف متطابق مع موقف المؤتمر الوطني لكن رغم ذلك لا نقدر أن نقول نحن متقاطعون مع المؤتمر الوطني.. (ما عندنا تقاطعات معه). نحن سبق في يوم من الأيام أن صوّتنا كمستقلين في تعديل الدستور مع المؤتمر الوطني لأن رؤيتنا السياسية كانت هكذا.. هذا مهم جداً، هذا يؤكد استقلاليتنا. وفي مرات أخرى نحن صوّتنا ضد الوطني.. نحن معارضة دستورية.
{ موقف الكتلة النهائي المتوقع من مسألة التمديد لرئاسة الجمهورية.. هل من الممكن أن يكون مع التمديد؟
– نعم.. من خلال رؤيتي الشخصية.. (أنا شايف إنو بعض الأعضاء ميالين للتمديد لرئاسة الجمهورية لثلاثة أسباب).. الموقف السياسي للكتلة نحن لم نصدره حتى الآن ولكن أنا أكشف لك عن مؤشرات داخلية.. من خلال مناقشاتي معهم وجدت أن بعض الأعضاء ميالون للتمديد وبعضهم صرحوا بذلك، وعندما سألتهم وجدت لديهم ثلاثة مبررات يرتكزون عليها.
{ ما هي هذه المبررات؟
– الأول، هم يريدون مزيداً من الوقت لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. ثانياً، يريدون إتاحة أكبر وقت لاستقطاب الذين لم يشاركوا في الحوار الوطني.. ثالثاً، يريدون لكتلة التغيير أن تأخذ الوقت الكافي لبناء مشروعها السياسي بشكل قوي.. أيضاً نحن نستشرف تعديل لائحة البرلمان التي من ضمن مقترحاتها أن يكون هناك زعيم للمعارضة.. هذه هي مبررات الأعضاء الميالين للتمديد. وهناك أيضاً أعضاء غير ميالين للتمديد لأنهم يرون أن هذه الحكومة فشلت في أن تحقق أشواق الشعب السوداني في الرخاء والإصلاح الاقتصادي والسياسي والحريات.
{ أنت شخصياً ميال للتمديد؟ أم ما هو موقفك؟
– أنا ميال للتمديد. وإن كان رأيي هذا لم أطرحه داخل الكتلة لأننا لم نصوّت على المسألة داخل الكتلة.
{ وهل سيتم التصويت عليها في مقبل الأيام؟
_ والله غالباً الكتلة ستجتمع لتحسم هذه النقطة.. (صمت برهة).. هناك نقطة مهمة جداً يا أستاذة “سوسن”، أنا لا أمثل كتلة التغيير في هذا الحديث الذي أجريه معك الآن، أنا أمثل نفسي كنائب في البرلمان.
{ وكنائب في كتلة التغيير؟
– لا.. أنا نائب في البرلمان ولا أتحدث باسم كتلة التغيير، أستاذة “سوسن”، هذا مهم جداً حتى لا يحدث لبس في هذا الحوار الذي سينشر بـ(المجهر)، أنا لا أتحدث بصفتي عضواً في كتلة التغيير أنا أتحدث كنائب في البرلمان.
{ أستاذ “عجبين” ما هي النقاط الخلافية أو القضايا الأخرى التي تختلف حولها الكتلة؟
– نحن ما عندنا خلافات، نحن عندنا اختلاف في الرؤى وهذا نابع من أن الناس مرجعياتهم السياسية مختلفة، وهم يحاولون أن يصلوا لتوافق سياسي ولمشروع سياسي مشترك حول رؤى وطنية. ونحن كتلتنا مفتوحة حتى لعضوية المؤتمر الوطني، نحن على استعداد لأن نقبل حتى عضوية المؤتمر الوطني نفسها إذا رغبوا في الانضمام إلينا. وعلى استعداد أن نقبل أي حزب سياسي إذا آمن برؤانا وبمشروعنا.
{ ما هو السقف الأدنى من نقاط الاتفاق التي يجب أن تتوفر لدى أعضاء حزب المؤتمر الوطني إذا رغبوا في الانضمام للكتلة؟
– الحريات، الحقوق المدنية، التوزيع العادل للسلطة والثروة، الهوية والهوية الثقافية.. هذه هي النقاط التي نتفق حولها. فإذا آمن أي شخص بهذه المرتكزات فهو يعدّ عضواً معنا.
{ دكتور “عجبين” أنت نائب مستقل؟
– أنا نائب مستقل نزلت في انتخابات الدائرة (7 السوكي – ولاية سنار).. وفزت على (9) من الأحزاب كلها مسنودة، وهي تشارك الآن في حكومة الوفاق الوطني.
{ لكن البعض عندما يقرأ هذا الكلام قد يستغرب من مسألة وجود نائب مستقل لا يمانع من التمديد لرئيس الجمهورية؟
– أنا لا أريد التمديد للرئيس من أجل الرئيس، أنا أريد التمديد للرئيس من أجل المرتكزات التي ذكرتها لك، تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، دعوة أبناء الوطن الذين بالخارج والذين لم ينضموا للحوار الوطني وثالثاً حتى نتمكن من الحصول على وقت إضافي لنتمكن من تنفيذ مشروعنا السياسي في كتلة التغيير وحتى نجمع أكبر تحالفات حوله. هذه هي الأسباب، فأنا تفكيري إستراتيجي بحت.
{ لكن يا دكتور كيف تطلب التمديد للبرلمان ولرئاسة الجمهورية من أجل تنفيذ مخرجات الحوار والتمديد في حد ذاته يعني تكسير مخرجات الحوار؟
– التمديد لا يعني تكسير مخرجات الحوار.
{ يرى البعض أن التمديد فيه عدم التزام بمخرجات الحوار لأن المخرجات حددت 2020 كموعد لانتهاء أجل هذه المؤسسات وإقامة الانتخابات؟
– الناس الذين اقترحوا التمديد يا أستاذة “سوسن” هم أعضاء الحوار الوطني أنفسهم، هم يرون أن الحكومة لم تنفذ لهم مخرجات الحوار الوطني (وبالتالي هم عايزين زمن أكبر عشان الحكومة تقدر تنفذها).
{ لكن كيف يدعون الحكومة لتكسير مخرجات الحوار، ويدعونها لتنفيذ المخرجات في آن واحد؟! المخرجات حددت أجل انتهاء هذه المؤسسات وقالت شرعيتها تنتهي في 2020 فإذا تم تكسير المخرجات في هذه الجزئية فما فائدة البحث عن زمن إضافي لتنفيذ المخرجات؟؟
هذه المخرجات مجموعها (985) توصية ومنذ إجازتها مرت سنة واحدة، فناس الحوار رأوا أنه من خلال ائتلافهم مع حكومة الوفاق الوطني لا يقدرون على تنفيذها وما تم تنفيذه منها حوالي (10%)، فرجعوا باعتبار أن ميثاق الحوار الوطني هذا ميثاق غير مقدس ويجوز الرجوع عنه لأنه ليس دستوراً.
{ ولأن مخرجات الحوار الوطني ميثاق غير مقدس الكثيرون سيرون أنه ليس هناك ضرورة للتمديد من أجل تنفيذها كلها.. يمكن الذهاب لمرحلة الانتخابات حينما يحين أجلها مثلما قال الدستور ومثلما قالت المخرجات نفسها؟
– لكن هذه التوصيات التي جاءت في الحوار الوطني تؤسس للدستور لأن فيها كل شيء، فيها الهوية وفيها التوزيع العادل للسلطة وللثروة، وفيها الهوية والمرجعية الثقافية والفكرية، فيها نظام حكم متكامل.