حوارات

رئيس كتلة التغيير بالبرلمان النائب المستقل أبو القاسم برطم في حوار مع المجهر ( 2 – 2 )

* صاحب الجلد و الرأس لم يعلن مرشحه للرئاسة، فالنواب ديل بتشالقوا لشنو ؟!!
* سنخوض انتخابات 2020 على كل مستوياتها إبتداءً من رئاسة الجمهورية.
* اقتراح هؤلاء النواب عبارة عن بالونة اختبار، وعليهم ألا يتعاملوا معنا بإعتبارنا أغبياء سياسياً !

*الخلل ليس في المؤتمر الوطني! .. الخلل في هذه الأحزاب السياسية التي تعودت على فتات الموائد !
تواترت خلال الأيام الفائتة أنباء كثيفة عن خلافات داخل كتلة (التغيير) التي تتألف من النواب المستقلين إلى جانب نواب أحزاب الحوار الوطني بالبرلمان، وحملت الصحف تصريحات متضاربة حول إبعاد رئيس الكتلة النائب المستقل أبو القاسم برطم، وتعيين عبد الجليل عجبين بدلاً عنه .. وفي غضون ذلك صوب رئيس الكتلة أبو القاسم برطم اتهاماته تجاه من وصفهم بأنهم أذيال حزب المؤتمر الوطني، وقال إنهم يحاولون شق الكتلة .
المجهر السياسي حملت مجموعة من التساؤلات حول القضية ووضعتها إلى جانب محاور أخرى على منضدة النائب المستقل رئيس كتلة التغيير أبو القاسم برطم.. الذي وضع النقاط على الحروف عبر هذا الحوار، وقال إن ما تناقلته الأنباء عن تنحيه وعن خلافات بداخل كتلة التغيير هو أحاديث عارية تماماً عن الصحة .. وهذه هي مضابط الحوار :

0 أستاذ برطم كيف تقيم أداءكم كنواب مستقلين داخل البرلمان خلال هذه الثلاث سنوات التي مضت .. هل أنت راض عن أدائكم؟
– نسبياً أنا راضٍ عن أدائنا كنواب مستقلين، وعن أدائنا كنواب كتلة، ومواقفنا أنا أعتبرها مواقف تصب في مصلحة المواطن السوداني، فنحن لم تكن لنا مواقف تختلف عن مواقف المواطن السوداني .

0 مواقفكم مع مصلحة المواطن السوداني نظرياً، لكن فيما يلي العمل والتنفيذ والتطبيق لا يوجد هنالك شيئ قمتم بإنجازه في مصلحة الشعب السوداني. أليس كذلك؟
– بالنسبة للتطبيق والعمل أنت محكومة بنظام أنت ارتضيته، هي (الديمقراطية بصورتها بتاعة الأغلبية الميكانيكية دي) .. فبهذا النظام من الديمقراطية، الذي ارتضيناه، نظام الطرف الآخر سيطبق ما يريد، ففي النهاية هذه هي الديمقراطية التي ارتضيناها .

0 لكن هل هذه تعتبر ديمقراطية حقيقية؟

– نحن عندنا فيها رأي واضح جداً – أن هذه لا تمثل ديمقراطية، وأنه لو كانت الدولة رشيدة، الرأي المعارض ينبغي أن يؤخذ به، و أن يعطى قيمته، وأن يعد رأياً مؤثراً في مسار الدولة، لكن للأسف المطبق عندنا الآن هو هذه الأغلبية الميكانيكية الصامتة.

0 هناك سؤال عن جدوى الاستمرار في مثل هذا النظام من الديمقراطية.. وهل هذا معناه أن الأوضاع ستستمر هكذا حتى لو الفترة الحالية انتهت وأجل المؤسسات الحالية انتهى . فهل في الفترة الجديدة ستمضي الأوضاع هكذا أيضاً؟؟

– شوفي يا أستاذة سوسن، هنالك شيء يفترض أن نسعى جميعنا من أجله، الناس ربما يعتبرون أن صوت المستقلين هذا صوت ضعيف ولم يحقق تأثيراً إيجابياً عملياً .. لكن أنا أقول لك هذا التحليل غير صحيح، لسبب واحد هو أن صوت المستقلين وصوت كتلة التغيير لامس الآن وجدان المواطن السوداني، واستطاع أن يعبر عن الشعب السوداني، وأهم ما فعله هذا الصوت الذي نعتبره صوت حق، هو أنه استطاع أن يكسر حاجز الخوف لدى المواطن، بل و حتى لدى البرلمان .
نحن نتكلم عن مبدأ بسيط جداً، هو أن هدفنا في النهاية هو مصلحة المواطن، ويفترض على كل نائب داخل البرلمان أن يكون هدفه هو مصلحة المواطن قبل مصلحة حزبه، وهذا المبدأ نحن الآن نعمل فيه، وحققنا فيه نجاحات .. فهناك قضايا نثيرها ونجد أن عدد النواب الذين يصوتون معنا فيها أربعة أو خمسة أضعاف عددنا كنواب مستقلين .. كمثال مسألة تصدير إناث الإبل، فالذين صوتوا معي فيها عددهم كان 93 صوتاً بينما كان عدد الذين صوتوا ضد صوتي 94 صوتاً بفارق صوت واحد .. هؤلاء الـ 93 الذين صوتوا معي ليسوا كلهم مستقلين، وليسوا جميعهم أحزاب حوار .. بل فيهم مؤتمر وطني و حزب أمة واتحاديين وأصوات من أحزاب مختلفة، لكنهم انحازوا للمنطق السليم، و هذا نعتبره انتصاراً، فهؤلاء الـ93 نائباً ونائبة استطاعوا أن ينظروا للمسألة نظرة غير حزبية، وهذا هو الهدف الذي أسعى شخصياً له .. أن يتعامل الناس مع القضايا و ينظروا لها بنظرة ليست حزبية، فإذا تعاملوا مع القضايا بنظرة غير حزبية أنا في تقديري سيصب ذلك في النهاية في مصلحة المواطن .

0 بالمناسبة هناك من يرى أنكم لم تحققوا شيئاً على المستوى العملي سوى أنكم أعطيتم هذا البرلمان غير الحقيقي شرعية، وجملتم مظهره، فأصبح يبدو وكأنه “برلمان ” تحكمه ديمقراطية حقيقية رغم أنه محكوم بالأغلبية الميكانيكية ..أستاذ برطم إذا ما قمتم بعمل موازنة بين خياري استمراركم ووجودكم في البرلمان، وغيابكم و مغادرتكم أي الخيارين سيكون الأفضل؟
– الأفضل استمرارنا، لسبب واحد .. لو كانت هناك أحزاباً حقيقية لما استطاع المؤتمر الوطني أن يفوز في الانتخابات الفائتة بنسبة عالية جداً .. أنا شخصياً أعتبر أن هذه الأصوات التي تقول مثل هذا الكلام هي أصوات تدعو لليأس و للإحباط ..فالخلل الآن ليس في المؤتمر الوطني، الخلل في أحزابنا، هذه الأحزاب التي لا قدرة لها على المواجهة .. أنا دخلت الانتخابات و أنا إنسان مستقل إنسان فرد، وهزمت المؤتمر الوطني، ومثلي هناك عدد لا يستهان به ! مبارك عباس نزل في نهر النيل وهزم المؤتمر الوطني، وهو فرد وعندنا مجموعة من المستقلين 15 أو 16 شخصاً نزلوا فرادى واستطاعوا أن يهزموا هذا البعبع !
شوفي يا سوسن، عدم مشاركة الأحزاب في انتخابات 2015 أنا أعتبرها هي التي أعطت المؤتمر الوطني شرعية الاستمرارية وليس شرعية الانتخابات .. و أنا الآن أتمنى وأدعو كل الأحزاب للتواصل مع جماهيرها، والاستعداد لـ2020 .. وأدعوها لوضع تجربة المستقلين نصب أعينها .. هؤلاء مستقلون أفراد لا معهم أحزاب لا تنظيمات لا أموال ليشتروا بها أصوات المواطنين لا غيره ! و استطاعوا أن يفوزوا ، إذن هذا يعني أن الخلل في هذه الأحزاب ! هي الفاشلة و هي العاجزة .. للأسف هؤلاء الآن يمثلون ( … ) و أنا عندما أقول كلمة أذيال البعض بيزعلوا، ولكن دائما نحن نقول إن الأحزاب السياسية المهترئة هي التي أعطت المؤتمر الوطني الفرصة لأن يعيش 30 سنة في السودان، باختصار .. هذه الأحزاب كانت أمامها انتخابات 2015 و قبلها انتخابات 2010 فإذا هي كانت أحزابا سياسية لها جماهيرها وعندها رؤية كنت تنافس و تخسر الخسارة ما مشكلة فأنت لن تخسر إلى الأبد ) .. لكن أحزابنا اختارت الطريق السهل طريق المحاصصة والترضيات .. و الجزء الآخر من أحزابنا إختار الوقوف في الجانب الضعيف ووقف بعيداً (يكورك و يقول والله ياخي المستقلين والذين يشاركون في الانتخابات ديل أعطوا الوطني شرعية) ! و و و ) .. هذا كلام غير صحيح) وهذه أنا أعتبرها رؤية عجز يجب على الناس أن يتجاوزوها !
الآن المؤتمر الوطني الذي يحكم البلد منذ 30 سنة ، و الذي يستقل امكانيات الدولة و له تنظيمه الحديدي ، الآن عنده برنامج أسماه برنامج (الألف يوم) و يعمل على عقد مؤتمرات تنشيطية و و و .. فأنتم ماذا عملتم يا ناس الأحزاب السياسية ؟؟ لم يعملوا شيئا لأنهم تعودوا على الفتات .. أحزابنا السياسية تعودت على فتات الموائد . أنا أتمنى أن تتحمل هذه الأحزاب السياسية مسؤوليتها التأريخية وأن تواجه الواقع الموجود، فالواقع إذا هي لم تعمل على مواجهته لن يتغير، وإذا لم نغير ما بأنفسنا لن يتغير الوضع و سيتسمر هكذا 500 سنة .. فالفشل من أحزابنا السياسية و أنا أحملهم مسؤولية كل هذا الضنك الذي نعيش فيه منذ 30 عاماً، الدور الرئيسي فيه والمسؤولية الرئيسية في رقبة أحزابنا السياسية .
0 أستاذ برطم الصحف في الأيام الفائتة حملت أنباءً عن اقتراح تقدم به 100 نائب برلماني بتعديل الدستور وإعادة ترشيح الرئيس .. كيف قرأت موقف هؤلاء النواب ؟
– هذا الخبر أنا قرأته قبل أيام وتفيد مصادري أن الشغل دا شغل أطراف في المؤتمر الوطني، فالآن هناك أطراف داخل المؤتمر الوطني ضد ترشيح البشير وموقفها واضح جداً، وهناك أطراف أخرى مع ترشيح البشير، فالشغل دا بيكون شغل المجموعة دي .. و هناك نقطة مهمة يا سوسن، عشان ما نغطي الشمس بغربال .. نحن بنخدع في نفسنا وللا في منو) .. إذا المؤتمر الوطني أراد أن يعيد ترشيح البشير فهو يستطيع أن يفعل ذلك بحكم أغلبيته الميكانيكية، ولا يحتاج لأن يخرج 100 نائب ، أو 150 أو 200 نائب ليقولوا نحن نريد ترشيح البشير !! ( فالناس ما يتعاملوا معانا بإعتبار إننا أغبياء سياسياً .. القصة كلها في النهاية هي نوع من السيناريوهات .. بالونة اختبار يريدون أن يقيسوا عبرها مؤشرات الشارع .. و إلى الآن المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني لم يعلن مرشحه فإذا كان صاحب الجلد و الرأس ما أعلن مرشحه فالباقين ديل بتشالقوا لشنو؟.
و في الإتجاه الآخر الوطني شغال بكرعينو و بإيدينو و بيستعد للإنتخابات بالرغم من أنه جاء بإنقلاب عسكري لكنه يستعد للانتخابات .
أنتم هل ستخوضون انتخابات 2020 ؟
– نعم سنخوض الانتخابات .
0 كيف ستخوضونها هل ككتلة أم كأفراد أم كتحالف مستقلين أم ماذا؟

– سنخوضها وفقاَ للقانون .. إذا القانون أتاح لنا خوضها ككتلة سنخوضها ككتلة، وإذا قال لا إلا أحزاب، بنشكل حزب، لكن نحن حريصون جداً على خوض الانتخابات على كل مستوياتها إبتداءً من رئاسة الجمهورية ،ووفقاَ لما يحدده قانون الانتخابات .. .فنحن عندنا مرونة لأن نتحرك في مساحة واسعة، وهذا سيكون على كل المستويات و في كل الولايات .
ثم أردف بعد برهة من الصمت : هل عرفت الآن لماذا هم يريدون إبعاد برطم يا أستاذة سوسن ؟
0 إذا خضتم الانتخابات وفقاً لما يتيحه لكم القانون ككتلة أو كحزب، فهل من الوارد أن تتحالفوا مع أحزاب أخرى ؟؟ أم أن المستقلون لا يتحالفون مع الأحزاب السياسية ؟

– نتحالف مع الشيطان ما عندنا مشكلة ) .. من أجل مصلحة المواطن السوداني ما عندنا مشكلة في ذلك . نحن الكتاب عندنا مفتوح و يمكن لكل أحد أن يضع بصمته فيه، و أحزابنا السياسية هذه متفقة حول 90% من التفاصيل، وليس هناك خلاف بينها في المباديء، فما الداعي لأن يكون عندنا 130 حزباً سياسياً؟ أنا أقول لك ما الداعي لذلك ! هذه واحدة من أساليب المؤتمر الوطني، وأنا بلف وأرجع للمؤتمر الوطني .. المؤتمر الوطني و حتى يستمر، فهو يعمل دائماً على تفتيت الآخرين .. كل حزب يعمل على تفتيته لأربعة أو خمسة أجنحة، و كل مجموعة يعمل على شقها و تفتيتها ليضمن استمراريته بهذا المنهج الغريب .. فاسلوب زرع الفتنة وزرع الشقاق هو الذي خلق كل هذا العدد من الأحزاب .. و إن شاءالله هذا الإسلوب لن ينجح معنا .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية