بكل الوضوح

رحيل زول ليهو قيمة أسعد الناس بي وجودو

عامر باشاب

{ قبل أن نفيق من صدمة رحيل أستاذنا الصحفي الرياضي “صلاح دهب” الذي جاء رحيله مفاجئاً وفاجعاً.. باغتنا المصور الصحفي الفنان صاحب العدسة “علم الهدى” برحيله عن هذا الفانية بعد صراع مع المرض.. وقبل أن تجف دموع ألم الفراق على هذين الفقيدين فاجأتنا صدمة مباغتة وعنيفة تعلن رحيل الكاتب والشاعر الرقم “قاسم الحاج” الذي تنوع وتوزع إنتاجه الأدبي في معظم مجالات الإبداع الكتابي ما بين الكتابة للكبار وللأطفال قدم (الشعر والقصة وأبدع في السناريوهات والمؤلفات الخاصة بدراما الأطفال وكتب للمسرح وللإذاعة والتلفزيون.
{ و”قاسم الحاج” للذين لا يعرفونه هو الذي أبدع كلمات الأغنية الشهيرة ذات القيمة المضافة التي قدمها الفنان الراحل “عبد العزيز العميري” (عايز أعيش زول ليهو قيمة أسعد الناس بي وجودي.. زي نداوة غصن طيب كل يوم يخضر عودي).. أبدع كذلك أنشودة (التلفون) وأبدع شعار برنامج جنة الأطفال الشهير (كلنا تامين وإن شاء الله كمان دائماً تامين ..) وأغنية (جبار الكسور) قدمها الفنان الكبير “علي اللحو” وغيرها من الإبداعات.
{ و”قاسم الحاج” بالفعل عاش حتى مات زول ليهو قيمة، وأسعد الناس بي وجوده وأكثر ما أسعد شريحة الأطفال التي ظل حتى آخر لحظة من عمره يكتب لهم كل ما يتعلق بالأدب التربوي والأدب القيمي والأدب التثقيفي الذي ربى وعلم وشكل وجدان أجيال وأجيال متعاقبة من أطفال السودان منذ الخمسينيات وحتى .2018
{ “قاسم الحاج” مبدع من طراز فريد عاش في صمت الكبار ورحل صباح الأمس في صمت الكبار، ورغم تجربته الحافلة بالأعمال الإبداعية إلا أنه ظل بعيداً عن الأضواء يقدم للساحة الإبداعية والإعلامية بسخاء لا ينتظر جزاءً ولا شكوراً ودون أن يحدث حوله هالة أو (هيلمانة) كما يفعل الكثير من المبدعين المهوسين بالشهرة والمتهافتين على مساحات الظهور والإطلالة.
{ للأسف الشديد المسؤولون عن ملف الثقافة في بلادنا ابتداءً من وزير الثقافة الاتحادي وزير الثقافة الولائي، لا يعرفون قيمة وقدر “قاسم الحاج” ولذلك لم يفكر أحد منهم أن يصعد به إلى منصات التكريم والوفاء والعرفان .
{ أما مديرو الأجهزة الإعلامية (فضائيات وإذاعات) المنتفخين الآن بالمناصب والمكاسب يعرفون جيداً القيمة الإبداعية لـ”قاسم الحاج” بكل تفرعاتها لكنهم للأسف الشديد لم يستفيدوا من تجاربه في مجال الكتابة للأطفال وقدراته في مجال الإعداد البرامجي .
{ والمؤسف كل هذه المحطات لا يوجد في خارطتها ما يفيد الأطفال أو يتقدم بهم إلى الأمام وما يحميهم من الاستلاب الثقافي .
{ وضوح أخير
{ صاحب القيمة المضافة الراحل “قاسم الحاج” هاتفني قبل أيام قلائل كعادته متفقداً أحوالي ووعدني بالكثير والمثير من الموضوعات التي يريد أن يتحدث عنها ويعلق عليها عبر صحيفة (المجهر) بالإضافة للكشف عن مشروعاته الإبداعية القادمة، ولكن مشيئة الله العلي القدير أرادت أن يغادر دنيانا الفانية قبل أن يكتمل ذلك الوعد. والحمد لله على ما أراد الله.
{ اللهم ارحم الرجل العظيم “قاسم الحاج” بقدر ما قدم وأعطى لهذه الأمة كبارها وصغارها وبقدر ما قدم وأضاف، واجعل الجنة متقلبه ومثواه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية