.. هكذا فجأة وبمبادرة كورية جنوبية أعلن عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” والكوري الشمالي “كيم جونغ أون”، وبالرغم من الإعلان الأمريكي الرسمي عن حقيقة الأمر والبداية الفعلية لترتيبه كما جاء على لسان متحدثين رسميين في إدارة الرئيس، إلا أن الجدل الكثيف الذي أعقب إعلان الخبر حول إمكانية اعتبار ذلك تنازلاً أمريكياً مخزياً تجاه كوريا.. دفع الأمريكان لمراجعة شكل موقفهم بتوضيحات تم الاجتهاد فيها كثيراً لتؤكد بأن واشنطن لم تهادن مطلقاً في موقفها تجاه (بيونغ يانغ) بل زادت الخناق عليها وإن لقاء “ترمب” “بكيم جونغ” يرتهن بتنفيذ الأخير لخطوات محددة وذلك دون الإفصاح عنها، مما زاد التكهن بضعف الموقف الأمريكي الراغب في اللقاء أكثر من الجانب الكوري، بل إن ذلك دعم التفكير في أن تكون المبادرة في الأصل أمريكية وتم تمريرها عبر حليفتها الكورية الجنوبية.. ولكن أياً ما كان الأمر فإن هذا اللقاء إذا ما تم بين هذين الرجلين المتهمين بالعته والاضطراب النفسي والجنون.. سيعطي مؤشراً هاماً حول الكيفية التي سيدار بها الصراع الدولي خلال الفترة المقبلة خاصة ما يتصل بتحالفاته التي أخذت خلال الخمس سنوات الأخيرة تتشكل من جديد على نحو ينبئ باضطراب مفاهيمي كبير يعصف بالمواقف والأفكار الآيدولوجية والعقدية رأساً على عقب ليولد عالماً جديداً لا مكان فيه لعقل إلا مثل ما يحمله هذان المعتوهان في رأسيهما الأجوفين ..
