.. قضى” ابن تيمية” رحمه الله جُلّ حياته في الدعوة والجهاد ومناكفة أهل البدع، فلما سُجن في آخر حياته أقبل على القرآن تلاوة وتدبراً ثم قال: (ندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن ).
وعاش العلامة “محمد الأمين الشنقيطي” رحمه الله مع القرآن حتى قالَ عن نفسه :-
(لا توجد آية في القرآن إلا ودرستها على حِده ).
وأفنى الشيخُ المحدّثُ “أبو إسحاق الحويني” زهرةَ عمره، وميعةَ شبابه في التدريس والخطابة والتصنيف .
فلما منع في آخره أقبل على القرآن تدبراً فعاش مع كلام الله أجملَ عيشٍ وأهنأه وانغمس في معانيه.
*فلاحتْ له أنوار هداياته، وانكشفت له أسرار دلائله فقال بعينٍ دامعةٍ، وصوتٍ متهدجٍ، ونبرةٍ حزينة.
(فيا ليتني أعطيتُ القرآنَ عمري ) .. ويقول الله عز وجل : {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
وَعَنْ عُثْمَانٍ بنِ عَفَّانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِم
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولِ اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ من بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشَيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدِهِ». أخرجه البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ.