عز الكلام

لا بتتلحق لا بتستحق

ام وضاح

كما العادة جلس أحدهم أو بعضهم من المتعطلين عديمي الشغلة الما عندهم لازمة، كما العادة جلسوا على رصيف الفارغة لينسجوا إشاعة وفاة الدكتور “عمر محمود خالد” الرجل الشفيف والشاعر المترف بالجمال وجزالة المفردة وأناقة الطلة لدرجة أنه حول برنامجاً تلفزيونياً طابعه طبي وعلمي ، إلى لوحة من متعة المشاهدة بشخصيته المحببة وتلقائيته التي لا يدعيها، وشاعريته التي تفيض غصباً عنه، ولا أدري أي منطق يجعل أحدهم يطلق شائعة سخيفة ويتمنى الموت لشخص ليس بينهما عداء أو خصومة أو ربما حتى سابق معرفة، في حالة مرضية وسادية غريبة تحتاج أن نتوقف عندها طويلاً، أن كيف يتلذذ شخص ما بجرح آخر بهذا الشكل القاسي والمؤلم، المهم أنني أمس، كنت في رويال كير بالصدفة ولم أدرِ أن دكتور “عمر محمود خالد” يرقد مستشفياً بها، وما أن لمحته إلا وهرولت نحوه أسلم عليه وأتمنى له الشفاء والعافية، وقلت له إن دعوات مرضاك ومشاهديك ومحبيك ستعبر بك المحنة إن شاء الله، وكعادته كان وسيم الابتسامة، وضّاح المحيّا، صدّاح العبارة وحاضر الذهن، فما أن لمح الأستاذ “صلاح دهب” قادماً للسلام عليه، إلا وبادره قائلاً: “وين يا صلاح يا أخي لينا زمن ما اتلاقينا”، ثم قال له: “عارف أنا ح أهديك آخر قصائدي بعنوان (لا بتتلحق لا بتستحق)”، وطبعاً لم يكن خافياً عليّ حداً يجعلني اسأله عن تلك التي لا بتتلحق لا بتستحق، وواضح أن دكتور “عمر” يقصد (الدنيا)، هذه الرحلة العجيبة التي نبدأها جميعنا من نفس المحطة بأيادي خالية لا نحمل متاعاً ولا ثروة، ونلتقي في نهايتها أيضاً في نفس المحطة بأيادي خالية لا نحمل متاعاً ولا ثروة، وما بين المحطة الأولى والمحطة الثانية نستحق أن نتأمل حقيقة إن كانت بتتلحق واللا بتستحق، ويبدو أن دكتور “عمر” قد خرج من تجربة مرضه القصيرة بحالة وجدانية فيها كثير من الشجن والتفكر والتدبر لتخرج مثل هذه القصيدة التي عنوانها وحده يكفي أن يشرح فلسفتها وأبعادها الوجدانية العظيمة، ليت من أطلق هذه الشائعة على الرجل الشفيف، سمع قصيدته (لا بتتلحق لا بتستحق) ليدرك كم أخطأ في حقه وحق أسرته، وكم جرح مشاعر أصدقائه وعارفي فضله، ليته رأى نظرات الأبوة والبنوة الحانية التي كان يتبادلها مع ابنه المرافق له.
في كل الأحوال دكتور “عمر” بألف خير وصحة وعافية، ندعو له بطول العمر ليعود كما الهمسة التي لا تزعج أذناً، وكما النسمة التي لا تزكم أنفاً، وكما الوردة التي لا تجرح خداً، ويا مطلقي الإشاعات اتقوا الله وما دوامة اللا بتتلحق لا بتستحق!!
}كلمة عزيزة
الآن كل أنظار الشارع السوداني تتجه نحو ما يدور من همس عن تعديل وزاري وشيك نرجو أن يخرج عن المألوف في التشكيلات الوزارية والتي غالباً ما تكون مفاجئة وصادمة وهي تقوم بتدوير بعض الأسماء التي أكدت فشلها في كل المواقع التي أوكلت إليها، ولكأن بلدنا دي عقمت عن أصحاب الكفاءة والخبرة القادرين على استنباط الحلول وإيجاد الأفكار التي تحول الفشل إلى نجاح، والتأخر إلى تقدم حثيث، لذلك أرجو أن يأتي التعديل الوزاري بحجم الآمال وبحجم القضايا والأزمات التي تعاني منها البلاد.
}كلمة أعز
أعجبني حديث معتمد الخرطوم الفريق “أبوشنب” وهو يخاطب الباعة المتجولين قائلاً إننا جئنا لخدمتكم وليس للتضييق عليكم، واعداً إياهم بإيجاد مواقع ثابتة للعمل لا تخل بالضوابط الجمالية والصحية والأمنية للمحلية، ومضى في إطار دعمه للشرائح الضعيفة بإهداء ركشة لأحد الأعمام من أصحاب الاحتياجات الخاصة لتكون هذه ضربة البداية لدعم هذه الشريحة المهمة.
وخلوني أقول إن معتمد الخرطوم ومنذ أن جاء إلى منصبه شكل حراكاً لافتاً، وخلق حالة من العمل والنشاط حرك الركود والسكون في المحلية المهمة، بل إن الرجل حقق وفي ظرف عام، إنجازات يقف غيره عاجزاً أمامها لعشرات السنوات، لذلك أتمنى أن تدعم حكومة الولاية هذا الرجل ليمضي بثبات في مشروعه الخدمي الكبير!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية