عز الكلام

اخجلوا يا ناس الكهرباء!!

للمرة الثالثة خلال أقل من ثلاثة أشهر ينقطع التيار الكهربائي بشكل كامل.. وهي المرة الـ(ما بعد العشرة) خلال ست سنوات، ومن لم يعايش هذا الحدث واقعاً حقيقياً كما حدث أول أمس سيظنني أبالغ وأشطح بالخيال لأن هذا الانقطاع غير مبرر ولا منطقي ولا مقبول بهذه الكيفية التي لو حدثت في أي بلد من بلاد الدنيا لحدث ما لا تحمد عقباه من انفلات أمني وحوادث مرور و(بلاوي زرقاء)، لكن كما العادة تحمينا إرادة السماء ويغطي علينا المولى عز وجل.
وخلوني أقول إن هذا الانقطاع الكبير بهذا الشكل المتكرر يشي أن ثمة إخفاقاً كبيراً على مستوى الإمكانيات البشرية والعينية من أجهزة وخلافه، ويشي أيضاً أنه ليست هناك خطط بديلة للكهرباء ولا احتياطي من البدائل يحل محل الوضع الأساسي في حالة حدوث طارئ يؤدي لمثل هذا الإظلام الكامل.. والمصيبة الكبيرة أن وزارة الكهرباء ووزيرها وفي كل المرات السابقة لم يملكا المواطن الأسباب الحقيقية لهذا الانقطاع.. خليكم من المواطن المسكين الذي أصبح يبلع الزلط من إخفاقات المسؤولين ولا مبالاة بعضهم، وينو (برلمان الهنا) الذي يفترض أن يستدعي الوزير المسؤول ويحمله مسؤولية ما حدث؟ معقولة يا جماعة بلد حدادي مدادي يعمها الظلام التام لمدة ثلاث ساعات.. يا ربي الناس ديل بجربوا في شنو؟
بالمناسبة انقطاع التيار الكهربائي من سكات وعودته من سكات يؤكد أننا دولة لا يُحاسب مسؤولوها ولا يُسألوا، لذلك من حقهم أن يغلطوا ويفشلوا بقلب قوي طالما (مافي زول بقول ليهم تلت التلاتة كم)! من حقهم أن يكرروا مشهد الظلام الدامس بدل العشرة عشرين طالما الحكاية مرت زيها زي أي حكاية بايخة ودمها تقيل على قلب المواطن.
على فكرة تمنيت لو أن هناك جهة بحثية موثوق بها أجرت دراسة حقيقية عن خسائر هذا الإظلام الكامل من ناحية اقتصادية وأمنية واجتماعية، لتتحمل الجهات المقصرة مسؤوليتها وتدفع الثمن حتى لا يتكرر الخطأ والتقصير.
الدايرة أقوله إن وزارة الكهرباء التي ظلت تبشر كل موسم صيف أنه سيشهد استقراراً في التيار الكهربائي، وغالباً ما يحدث العكس، تؤكد أنها وزاره تبيع الأحلام والآمال المبنية على حيثيات افتراضية بدليل ما حدث أمس الأول وهو ما أصبح متوقعاً حدوثه في أي يوم آخر بلا مقدمات و(جهزوا بطاطيركم).
{ كلمة عزيزة
ويمتد مسلسل الإهمال وسياسة رزق اليوم باليوم التي تمارسها جهات كبيرة معنية بضروريات تخص المواطن، حيث أعلنت الإمدادات الطبية عن عدم وجود مصل الحمى الصفراء الذي هو ضرورة قصوى لأي شخص مغادر عبر بوابة مطار الخرطوم.. وطبعاً سيمر الحدث كأنه لم يحدث، بغض النظر عن ما أصاب المواطن الغلبان من خسائر ويعني شنو تقطع الكهرباء.. يقطع المصل.. يقطع الهواء ذاته.. والحال في حاله!
{ كلمة أعز
رغم ما نسمعه يومياً عن انخفاض سعر الدولار أتحدى أي شخص يقول في دولار متوفر إن كان في البنوك أو الصرافات.. هذه التحولات الاقتصادية للأسف في عالم افتراضي على الورق لا يشعر بها المواطن ولا يحسها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية