أخبار

بين بيتين!!

اخترنا وصديقي “الصادق الرزيقي” زيارة منزل القياديين في المؤتمر الوطني د.”فيصل حسن إبراهيم” والمهندس “إبراهيم محمود حامد” في عطلة (السبت) القصيرة.. كان الخيار المتفق عليه أن نبدأ برجل يستحق التهنئة على عطائه وصبره واحتماله للأذى طوال السنوات الماضية في منصب نائب رئيس الحزب ومساعد الرئيس في القصر، ثم بعد ذلك نهنئ د.”فيصل” بثقة الرئيس وثقة المكتب القيادي في شخصه لاختياره كابتناً لفريقه الوطني ورأس حربة صريح يحرز الأهداف.. ويحدث الفارق وينفذ خطط المعلم “البشير” الذي يقول: “عبد الماجد عبد الحميد” إنه يشبه الأسباني “غردويولا” مدرب المان ساتي.
في الطريق من منزل اللواء “صافي النور” الذي يجمع شتات وتناقضات الساحة الفكرية والسياسية كل (سبت) في منتدى هو الوحيد في الوطن اليوم يرطب الكبد وينعش الروح بالأمل في زمان الهم والغم والفزع والنكد.. اختار د.”عيسى بشرى” أن يقود السارة بطريقة شباب شارع النيل سرعة فائقة وتخطي أقرب للتهور و”محجوب فضل بدري” بسخريته الجميلة يقول لـ”الصادق” أما غرق أو جيت حازماً!! في منزل “إبراهيم محمود حامد” كل شيء هادئاً عدد قليل من الضيوف.. أغلبهم من شرق السودان أهل الوجع والأصدقاء الحقيقيين والصادقين “موسى محمد أحمد” مساعد الرئيس بتواضعه وحيائه و”صلاح علي آدم” والي كسلا الأسبق وخليفة “أيلا” في البحر الأحمر طال الزمن أم قصر.. رضى من رضى وأبى من أبى إنه “حسب الله صالح”.. الباب مفتوح على الشارع الحراس (هاشين باشين) في وجوه القادمين على قلتهم.. في صالون “إبراهيم محمود” تجوب أكواب القهوة والشاي وعصير التبلدي العدد القليل من الضيوف.. البيت غادره أصحاب (الحاجات) الخاصة.. والطارقين لأبواب السلاطين والركع السجود.. والمنتظمين. لم يبقَ إلا “محمود” بابتسامة وقدرته الفائقة في استعادة ذكريات الأمس والرجل من (البدريين) في الإنقاذ من محافظ في شمال دارفور زحف صعوداً إلى القصر مساعداً للرئيس وحينما ترجل تذكر العصبة التي خاض معها وبها معاركه في كل الميادين.. المهندس “إبراهيم محمود” يتأمل الآن (في العيش الملا القندول)!!
المسافة بين حي المنشية حيث منزل “إبراهيم محمود” وحي النزهة بالخرطوم لا تبعد إلا بضعة كيلومترات لكنها تكشف عن وجهين مختلفين.. هناك وجدنا صعوبة بالغة ومشقة في الحصول على بضعة أمتار لركن السيارة.. مئات الفارهات معتمات الزجاج الأسود.. كل سيارة تئن من شدة حرارة الشمس لتنفث الهواء البارد إلى حين حضور (سعادتو) من الوزراء ووزراء الدولة وقيادات الحزب الذين يطوفون على منزل د.”فيصل حسن إبراهيم” يقدمون أنفسهم كأصدقاء مخلصين وما هم إلا مخلصين لمصالحهم وباحثين عن موقع ومناصب.. زحام بالمناكب.. بعض الرجال تجردوا من كل فضيلة وحياء يقدمون الشاي والقهوة.. للضيوف.. وروائح شواء لحم الضأن يعبق بالمكان.. والصالون الفسيح يضيق بالزوار، وقد نصب صيوان كبير جداً لاستقبال حشود المهنئين من كل حدب وصوب.. وبعضهم يحمل خرافاً وماعزاً وربما نوقاً وليت هؤلاء قدموا شيئاً من تلك العطايا والهبات لضيوف المساعد السابق على قلتهم.. لكن هنا (الزيت) والدنيا التي أقبلت على الدكتور “فيصل حسن إبراهيم”.. وقديماً قال الإمام “الشافعي”..
إذا أقبلت الدنيا على امرء أعارته محاسن غيره.. أما إذا أدبرت عنه فتلك قصة أخرى.. المهم تركنا وصية عند حراس البيت ولم نذعن لإلحاحهم بالوقوف مع المنتظرين ريثما يعود د.”فيصل” لنقدم لهم التهنئة.. ورغم أن د.”فيصل حسن إبراهيم” رجل شديد التهذيب وكريم الخصال إلا أن حشود الراكعين بأبوابه في هذه الأيام تجعل منه “حمزة بن عبد مناف” جديد في دولة المشروع الحضاري، الذي ما لبث البعض ممسكاً بتلابيب شعاراته وبعض آخر ممسكاً بخزائن أمواله وفريق ثالث يترقب ما يحدث فيه من إعلاء لشأن الوظيفة العامة حد (العبادة) وغداً تنهال التهاني في الصفحات للقادة الجُدد والثوار القادمين لكراسي الحكم وزراء ووزراء دولة وولاة بهم ينتفع البعض وللشعب الصبر والسلوان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية