شهادتي لله

لجنة “اليسع” و”محمد الشيخ”.. اختطاف (المريخ) بليل !!

كيف سمح وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الأخ “اليسع صديق التاج” لنفسه أن يحل مجلساً (منتخباً) هو مجلس إدارة نادي (المريخ)، ويعين محله لجنة تسيير برئاسة رجل بلغ من العُمر عتياً هو “محمد الشيخ مدني”، بينما هي وزارة (للشباب) وليس للشيوخ.. يا سيادة الوزير المبجل !!
قابلت الوزير “اليسع” مرتين مصادفة خلال الأشهر القليلة الفائتة، واحدة في مناسبة رسمية والأخرى اجتماعية، وكلما سألته عن أزمة رئاسة نادي المريخ بعد قبول مفوضية الهيئات الرياضية الطعن في الرئيس المنتخب للنادي “آدم سوداكال”، وجدته بلا إجابة شافية، وخطة واضحة للتعامل مع السيناريوهات المختلفة، ومن بينها عودة “سوداكال” بأمر المحكمة !!
لم يكن حاضر الإجابة، ليس لأنه متكتم على قراره ورؤيته، بل لأنني شعرت – وقد يكون شعوراً خاطئاً – أنه لا يملك القرار، مع أن اتجاه القرار واضح لا لبس فيه، فهل كان وما يزال القرار عند والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس مستشار “عبد الرحيم محمد حسين”؟!
قلت للأخ “اليسع” في حواري معه: لو ثبت أنه لا مجال – قانونياً – لعودة الرئيس المنتخب، فالصحيح أن تعلن المفوضية عن قيام جمعية عمومية لانتخابات (تكميلية) لانتخاب رئيس جديد للنادي، لأن جميع أعضاء مجلس الإدارة منتخبون ولم يفقد المجلس شرعيته ولا أهليته. أمَّن الوزير على كلامي وإن بدا مشوشاً !!
أمس الأول (الجمعة).. وخلال العطلة الرسمية للدولة، أصدر وزير الشباب والرياضة بالخرطوم قراراً بحل مجلس إدارة نادي المريخ، وتعيين لجنة تسيير برئاسة “محمد الشيخ مدني” رئيساً، و”عبد الباسط سبدرات” نائباً له، ومساعدين للرئيس من بينهم مستثمر (تركي) اسمه “أوكتاي” قيل إنه منح الجنسية السودانية، لإسهاماته (المقدرة) في دفع عجلة الاقتصاد السوداني (النايمة) !! ما علاقة (الأجانب) بكرتنا.. وشبابنا.. ومجالسنا.. ومريخنا العظيم؟! وكم مليون دولار سيدفع “الأوكتاي” للقلعة الحمراء؟ هل سيدفع كما دفع “الكاردينال” للهلال.. جوهرة زرقاء.. وفندقاً.. وقناة ومستشفى؟! أشك ثم أشك في ذلك.. لن يدفع “أوكتاي” (عشر) ما دفع “كردنة”. إذن.. فلِمَ تخرقون القوانين وتلوون عنق اللوائح لتحقيق رغبات فرد أو مجموعة؟!
من حق المجلس المنتخب بقيادة السيد “محمد جعفر قريش” أن يطعن في قرار “اليسع” في كل المؤسسات العدلية والرياضية، ليعرف هؤلاء المتجاوزين للقانون أنه لا يجوز حل المجالس المنتخبة إلا في حالة فقدانها الشرعية باستقالة غالبية أعضائها، وهذا ما لم يحدث .
ولو كانت هناك عقول إدارية فطنة وواعية تدير أمر الرياضة في بلادنا، وكان “محمد الشيخ مدني” (أبو القوانين) فعلاً.. لا قولاً جزافاً، لأشار عليهم بضرورة استقالة عدد من أعضاء مجلس المريخ الموالين للحزب الحاكم، ثم يصدر بعده قرار “اليسع”، ولكن من يفهم؟! ومن يستوزر؟! ومن يدير؟!
ليس عندي أدنى شك أنه قرار معيب.. كامل العيب، مثقوب.. ومعطوب قانونياً، رغم أنه أتى بزمرة من القانونيين وكبار الضباط أعضاء بلجنة التسيير، والمفروض أنهم حماة القانون وخدام العدالة !!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية