عز الكلام

إنما الأمم الأخلاق!!

عاد إلى الواجهة من جديد مسلسل طبيب الإجهاض وزوجته اللذين تمت إدانتهما من قبل في عمليات لا أخلاقية وخرجا إلى المجتمع على ما يبدو، بحقد جديد وغبن كبير لم تردعهما العقوبة ولم يخفهما السجن، ولم تأخذهما رحمة بطفل صغير أنجباه سيكون للأسف مصيره العار والفضيحة، ودعوني أقول إن اكتشاف الجهات الشرطية والأمنية لهذا الوكر هو إنجاز يضاف لإنجازاتها الكبيرة والعظيمة، ورغم فرحتي وسعادتي بهذا الإنجاز إلا أنني بالجد حزينة أن تحدث هذه الكارثة في مجتمع كالمجتمع السوداني عرف حتى وقت قريب بترابطه وعفته وتماسك بنيان الأسرة فيه وأوعى ثم أوعى زول يقول لي إن الفقر أو العوز أو الحرمان المادي هو السبب في ما وصلنا إليه من انحدار أخلاقي وما محتاجة أكرر وأعيد وأقول إن الحرة تجوع وتموت وتروح في ستين داهية ولا تأكل بثديها، لأن الفقر ليس وليد الإنقاذ ولا مايو ولا حتى نوفمبر، الفقر هو حالة تاريخية على مر العصور والأزمان، وهو ليست مبرراً للانحراف والتفسخ الأخلاقي، لأنه البتشتري حبوباً للإجهاض بتلاتة ملايين جنيه ليست فقيرة، ومن تجري عملية إجهاض بعشرة آلاف جنيه ليست فقيرة والطبيبة التي باعت أختها لمفترس العذارى ليست فقيرة، فرجاءً أتركوا الفقر في حاله وابحثوا عن أسباب أخرى أصابتنا بهذا الطاعون الفتاك الذي ضرب مجتمعنا في مقتل، وهي دعوة لعلماء الاجتماع وعلماء الدين أن يطرحوا هذا التحول لنقاش مستفيض، لأن هبوط الدولار مقدور عليه، أما هبوط الأخلاق فهو ابتلاء وغضب إلهي سيخسف بنا إلى سابع أرض. وخلوني كمان أقول إن الأسر للأسف أرخت قبضتها على بناتها وأولادها وتركت الحبل على القارب حداً يجعل الفتاة حبلى في شهرها التاسع والأم غبيانة ولاهية ولا تلاحظ التغيير النفسي والجسدي الذي طرأ على ابنتها، والأسر أصبحت بعيدة عن تفاصيل بعضها البعض، فلا يكتشف إدمان الأبناء وانهيارهم إلى لحظة السقوط في الهاوية، هذا للأسف الحال الذي وصل إليه مجتمعنا في غفلة من الزمان، وهو سقوط يعتبر تجارة رائجة وحالة كسب عالية الربح لمثل هذا الطبيب الذي لم يراعِ أخلاق المهنة ولم يراعِ حساب المولى عز وجل ليصبح مشجعاً ومحرضاً على الرذيلة طالما أنه يساعد البنات في درء الفضيحة والتخلص من ثمرة الحرام، وهو ما يجعلنا نطالب أن تطبق عليه وزوجته أقسى العقوبة ليكون عبرة لمن يعتبر ولمن تحدثه نفسه التربح من هذا الطريق المعبد بالأجنة والمرشوش بالدماء.
الدايرة أقوله إن النقطة التي وصلنا إليها، هي حقيقة نقطة الخطر ولا بد من حدوث مراجعات عاجلة حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن نصل حداً تشيع فيه الفاحشة ويتحول المسكوت عنه والمدسوس إلى جهر لا يخجل فاعله من التباهي به وعندها ملعون أبوكي بلد حتى لو أصبح الدولار بقرشين.
{كلمة عزيزة
التحية لأهل حي شمبات العريق وهم يؤسسون لفكر جديد وأدب إنساني ومجتمعي بتوحيد نفقات ومستلزمات الزواج للحد الأدنى منه، والخطوة برأيي جريئة تحتاج للالتفاف حولها وتشجيعها والتوافق عليها بلا تراجع أو خذلان، لأن الزواج هو المؤسسة الوحيدة التي يكون الربح فيها بمقاييس الرحمة والمودة والاحترام وليس مقاييس البورصة أو السوق.
لذلك أتمنى أن تنداح الفكرة لبقية الأحياء وتعم كل المجتمع السوداني قانوناً أهلياً ذاتي التوجه ومتفقاً عليه من الناس أنفسهم، فالتحية لأهل شمبات أصحاب الفكرة والمبادرة التي أهم منهما التنفيذ على أرض الواقع.
}كلمة أعز
التحية للإخوة في مباحث المعلوماتية وهم يلقون القبض على منشئ قروب إباحي معيب ومسيء للأخلاق، ومثل هذه القروبات هي التربة الخصبة للانحلال ولتفشي الرذيلة، مزيداً من الانتصارات لحماية المجتمع.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية