تقارير

حسبو في رحلة (النشوق) إلى البطانة..توجيهات تنتظر التنفيذ

أطلقت حماسته رقصة السيف المثيرة

الصباغ ـ سيف جامع
بالرغم من انعدام كافة سبل الراحة والحياة المعاصرة في مناطق سهل البطانة، إلا أن لها سحرها وجمالها الخاص، الذي كان ملهماً لوجدان إنسان تلك المنطقة، خاصة الشعراء من أمثال “الحاردلو” ،”عبد الله” ، “البنا” ،”أحمد عوض الكريم” ، “الطيب ود ضحويه” ،”طـه الضرير” و”عوض الكريم كشاجم” وغيرهم من الذين نظموا المسادير والدوبيت غزلاً وإطراءً في البادية، وهذا السحر ربما كان هو الدافع لأن يتمسك المواطن هنالك بالأرض، رافضاً مغادرتها إلى المدن ، لما تمثله البطانة من معانٍ عديدة.. وتقع البطانة في مساحة شاسعة تمتد داخل ست ولايات، شمالاً حتى جبال قيلي و اللبيتور، وشرقا إلى كسلا، وجنوباً إلى سنار والنيل الأزرق، وغربا إلى تخوم العاصمة الخرطوم، ولاية الجزيرة
ولأهمية المنطقة ودورها في الاقتصاد، تم اختيارها لعقد ملتقى سهل البطانة في مدنية الصباغ، بمحلية البطانة، التى تتبع لولاية القضارف، بمشاركة ست ولايات بتشريف نائب رئيس الجمهورية (حسبو محمد عبد الرحمن) ـ رئيس اللجنة العليا لجمع السلاح، ورغم أن الملتقى مخصص لمناقشة القضايا الأمنية، ومن بينها جمع السلاح، إلا أنه تناول مشاكل المنطقة عامة، وخرج بتوصيات مهمة ستعمل على تغيير كبير فى واقع الحال هناك، خاصة بتوجيه نائب الرئيس بإنفاذ طريق (الخرطوم ـ الصباغ ـ القضارف)
وتعتبر منطقة البطانة من المناطق الغنية بتراثها الثقافي والأدبي حيث يطلق عليها (بطانة أبوسن) ـ ناظر عموم قبيلة الشكرية.. فضلاً عن وجود مراعي للإبل والماشية والوديان والذهب، حيث انتعش مؤخراً التعدين الأهلي في سهولها
( النشوق) إلى البطانة
في الزيارة التى قام بها نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، ورافقه فيها أعضاء اللجنة العليا لجمع السلاح من ضباط الأمن والجيش والشرطة والقضاء، ابتدرها باجتماع داخل مقر محلية البطانة، ثم عقد لقاء جماهيري حاشد بمدينة الصباغ خاطبه حسبو، مؤكداً التزام الدولة بتوفير كافة الخدمات في مقدمتها المياه والصحة والطرق، لكنه رهن ذلك باستتاب الأمن، داعياً الأهالي إلى قطع الطريق أمام كل مندس وسوس بين الناس، وأضاف: (اقطعوا دابر المتفلتين)، وقال إن البطانة وبتاريخها العريق ظلت تشكل السند لأهل السودان، واعداً بإعادة البطانة سيرتها الأولى، موجهاً وزارة الطرق لتنفيذ الطريق الرابط بين الصباغ – الخرطوم- القضارف، إضافة إلى مشاريع حصاد المياه عبر صندوق إعمار الشرق، وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن ملتقى البطانة، والذي سينعقد دورياً تحت إشراف رئاسة الجمهورية الهدف منه المزيد من إحكام التنسيق بين الولايات المطلة على سهول البطانة، ووضع خطة إستراتيجية تحد وتمنع المهددات الأمنية في عموم البطانة.
ماذا قالوا عن البشير..؟
عبر ناظر الشكرية عن استيائه من ظاهرة تهريب السلاح والبشر والمخدرات، مشيراً إلى استغلال المهربين للمنطقة مستفيدين من انعدام وجود القوات الأمنية، ودعا الناظر إلى إعادة الإدارة الأهلية التي حُلت منذ عام 1973م، وبعدها أسألونا من حفظ الأمن، على حد قوله، وشدد الناظر على أن البطانة في حاجة ماسة لحفظ الأمن، بما أن لها تاريخ ناصع في التعايش السلمي، مؤكداً أنهم باقون على العهد الذي قطعوه مع الإنقاذ من خلال التزامهم التام للرئيس البشير بأن يظلوا حماة لثورة الإنقاذ، وهم على استعداد للموت لحماية الإسلام.
ويزور رئيس الجمهورية المشير البشير سنوياً منذ 18 عاماً منطقة البطانة، حيث يشهد المهرجان الثقافي الذى يتبارى فيه الشعراء في الدوبيت والمسادير، وحول زيارة الرئيس يقول ناظر عموم الشكرية (أحمد محمد أبوسن) إن الرئيس حينما يأتي إلينا لا يستعين بأي حراسة، ويظل بيننا، وتحدث الناظر عن أن أهالي البطانة أحبوا الرئيس البشير، وسيبقون مخلصين له لأنه يتعامل معم بعفوية، ويستلقي على الأرض ليلاً دون حراسة في زيارته السنوية للمنطقة، وكشف الناظر أبو سن عن بداية عودة الأهالي من حلفا والرهد إلى البطانة، بعد أن هجروها في السنوات الماضية نسبة لبداية التنمية بها
شكاوي المواطنين.!!
ويشكو أهالي البطانة من تحديات عدة أبرزها الصحة والتعليم، وعدم وجود شبكة اتصالات، بالإضافة لوعورة الطريق.. لكن والي ولاية القضارف (ميرغني صالح) الذي تتبع له محلية البطانة، كشف عن خطة لتأهيل المنطقة وتوفير الخدمات بها، لأجل استقرار المواطنين، وقال “طلبنا من الهيئة القومية للاتصالات تشييد أبراج في البطانة، ووافقوا على طلبنا، حتى ينعم أهلنا بالاتصالات السهلة، مبيناً أن المنطقة تحتاج لتغطية جوية أيضاً، وتقوية القوات الشرطية، مؤكداً أن حكومة ولايته تبذل جهداً كبيراً لتوفير خدمات التعليم والصحة وتوفير المياه، وأضاف ” جهد حكومة الولاية غير كافٍ، لذلك نحتاج لدعم الجهات الأخرى لجعلها منطقة مركزية لتصدير الماشية، ولفت الوالي إلى أن المنطقة آمنة، كما أنها جمعت فقط (309) قطع سلاح، وكانت في المقدمة مقارنة مع الولايات المجاورة في جمع السلاح.
رقص بالسيوف أمام نائب الرئيس!!
وأمام نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن قدمت فرقة الهبج وأبو حريرة رقصات استعراضية شيقة، أثارت حماسته، وأمر قائد حراسته الجنود بعدم اعتراض الفرقة التي عرضت بالسيوف على مقربة من نائب الرئيس، الأمر الذي دفعه لأن ينهض من مكانه ويهز معهم بالسيف وسط إعجاب الحضور، كما ألهبت رقصات السيوف حماس رئيس تشريعي الخرطوم المهندس صديق محمد على الشيخ، وهو تربطه علاقة جيدة مع أهالي البطانة، لذلك رافق نائب الرئيس في زيارته.
اجتماعات أمنية مغلقة
وعقب انتهاء لقاء المواطنين بالصباغ، غادر الوفد الذى يضم أعضاء لجنة جمع السلاح وممثلي ست ولايات، إلى مقر سد أعالي نهري عطبرة وستيت، حيث التأمت اجتماعات أمنية مغلقة برئاسة نائب الرئيس، امتدت ليومين، ناقشت عدة أوراق عمل بحضور والي القضارف ميرغني صالح، ووالى كسلا آدم جماع، وفي ختام الاجتماعات أعلن نائب رئيس الجمهورية، “حسبو محمد عبد الرحمن”، للصحفيين عن خروج اجتماعات اللجنة العليا لجمع السلاح بقرارات مهمة تسهم في الحد من تهريب البشر وتجارة المخدرات وتأمين الحدود، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش كيفية الاستفادة من سدي أعالي عطبرة والستيت، ومساهمته في الاقتصاد والاستقرار، كما ناقش الاجتماع مدى الاستفادة الاقتصادية من سدي أعالي عطبرة وستيت وما يحققانه من تنمية اقتصادية للولايات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية