عن تعديلات الحكومة والحزب.. و ثورة (الفيس) !!
1
لا شك عندي أن مشروع التغيير الذي ابتدره الرئيس “البشير” سيتواصل، بلوغاً لغاياته السياسية الشاملة .
هناك حاجة مُلحَّة إلى تغييرات متسقة ومتزامنة في الحزب والحكومة، لتمضي عجلات الدولة بالسرعة المطلوبة دون تعثر أو إبطاء .
فالإخفاقات التي عانى منها الجهازان السياسي والتنفيذي خلال الفترة الماضية تستوجب المراجعة والتعديل والتبديل .
لقد دفع المواطن ثمناً غالياً جراء أخطاء القطاع الاقتصادي الفادحة في موازنة العام 2018، حتى عاد مبلغ همنا وهم حكومتنا أن يعود الدولار إلى محطة (29) جنيهاً، بينما كان السعر دون ذلك بكثير قبل موازنتهم الكارثية !!
هذه الصدمة الاقتصادية الموجعة، كشفت عن خلل منهجي وإداري في قطاعي اقتصاد الحكومة والحزب، والسكوت عن مرتكبي الخطأ والتغاضي عن سقطاتهم، فقط لأن تدخلات الرئيس ومتابعاته أسفرت عن تراجع في سعر صرف النقد الأجنبي، لا يتسق ومشروع التغيير المبتغى سعياً وراء حلول جذرية تحقق استقرار قيمة الجنيه السوداني لسنوات.. وليس أسابيع .
ما كان الرئيس في حاجة للتدخل لو أن القائمين على أمر الاقتصاد خططوا وتابعوا.. وأنجزوا. لكنهم ظلوا متفرجين على سباق الصعود إلى الهاوية، مستغرقين في أسفارهم و كأن الأمر لا يعنيهم !!
التغيير مطلوب وبشدة ليطال بقية الأجهزة السياسية والتنفيذية، حتى تتوقف الدولة عن اللهاث وراء المعالجات اليومية والمؤقتة .
2
استيأس (المناضلون) من تحريك الشارع في احتجاجات الخبز والدولار، فعادوا إلى أسافيرهم خائبين، يحركون غبار (الفيس) إلى عنان السماء !! وفي ذلك خير لهم.. وللشعب السوداني الواعي الحصيف .
لكن الغريب.. العجيب أنهم تركوا (متن) قرار الرئيس “البشير” بإعادة تعيين الفريق أول “صلاح قوش”، وأهملوا الموضوع والدلالة، وتناسوا القضية، ونسوا الرغيف.. والدولار.. وميزانية 2018، وركزوا على مقال العبد لله الفقير قبل (6) سنوات، عن المدير القديم الجديد لجهاز الأمن والمخابرات الوطني !!
كل (الفيس) وليومين متتاليين – حسبما تسامعت، حيث لا أتعاطى الفيس – لا شغل له ولا مشغلة غير “الهندي عزالدين “!!
اللهم كما شغلتهم عن الرغيف بي.. فأشغلهم عن “البشير” بي .
اللهم إنها (ثورتهم).. وهذا جهادهم، فأهدهم سواء السبيل فأنت الهادي.. وأنر بصائرهم.. ووسع مداركهم.. وهديء غبائنهم.. فلا يحرقوا مدائنهم .
اللهم أنت عالم بحالهم.. وهوانهم .. فأغفر لهم ذنوبهم.. وتجاوز عن سيئاتهم.. وتب عليهم.. إنك أنت التواب الرحيم .