شهادتي لله

عودة الفريق”قوش”.. ما لا يعلمه المتسطحونَ!

رصف الرئيس “البشير” نصف الطريق إلى انتخابات العام 2020 م بقراره الزلزال أمس تعيين الفريق أول “صلاح عبد الله محمد صالح” الشهير بـ(قوش) مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.
عندما كنت أكتب خلال الأسابيع القليلة الماضية عن ضرورة عودة (الحرس القديم) لقيادة الدولة، كنت أعني وكانوا يفهمون قصدي، أن الحرس القديم صفة لثلاثة رجال يمثلون ثقلاً يعيد للدولة توازنها وهم: الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، الدكتور “عوض أحمد الجاز” والفريق أول “صلاح قوش”، وقد ذكرت ذلك صراحة قبل نحو شهرين في قروب بتطبيق (الواتساب) من أعضائه “الجاز” و”قوش” وقد اطلعا على رأيي هذا مبكراً.
ولتوضيح ما التبس من معلومات بيننا، دعاني الفريق “قوش” إلى جلسة مكاشفة بمنزله، قبل (7) شهور، قابلته بصالون داره الفسيح بحي المجاهدين.. تحديداً في عصر يوم (5 /يوليو /2017)، وكنا اثنين فقط.. لا ثالث بيننا.
استقبلني في حديقة المنزل ثم دلفنا إلى الصالون الماهل، وجلسنا لساعتين من الزمن، انسكبت خلالها الكثير من المعلومات.. والخبايا والأسرار..
واجهته برأيي في ما كنت أراه فشلاً في إدارة عدد من الملفات الأمنية والتنفيذية من العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى العلاقة مع (ليبيا القذافي) وتشاد.. والحوار مع الحركة الشعبية من خلال اللجنة السياسية المشتركة التي كان يرأسها من جانب الحكومة خلال سنوات الانتقال، ثم ملف الاستفتاء، وتقرير مصير جنوب السودان وصولاً للانفصال الأسود.
حدثني عن قضايا ومواقف كثيرة بما فيها كيفية التحاق السيد “طه عثمان” بجهاز الأمن، وتعيينه مديراً لمكتب السيد رئيس الجمهورية، ووصوله لرتبة (فريق أمن)، ثم حدثني عن خلفيات إقالته – قوش – من رئاسة الجهاز وإبعاده لاحقاً من مستشارية الأمن القومي.
كان صريحاً وواضحاً معي، وقد احترمت فيه سرده الموضوعي للأحداث واعترافه على نفسه في بعض الأحداث بشجاعة نادرة !!
لم يحن الوقت لنشر ما قاله لي “قوش” في لقائنا المغلق، ولن يحين.. إلا أن يأذن لي صاحب الحديث وهكذا تعلمنا وتأدبنا.
ورغم أنني انتقدت الفريق أول “قوش” بعد إقالته في العام 2012، وقد أشار إلى ذلك في حواره بصحيفة (السوداني) معيباً علىَّ نقده بعد إعفائه، ولا أدري كيف ينتقد الصحفي مديراً لجهاز الأمن والمخابرات أثناء خدمته، وهذا ما يمنعه حتى قانون الصحافة والمطبوعات (عدم التعرض ونشر معلومات عن القوات النظامية إلا ما يرد من الناطق الرسمي للقوة)، لكنني كنت مؤمناً تماماً بأن ما يتمتع به “قوش” من قوة شخصية و(كاريزما) مختلفة.. وقدرة هائلة على البذل والعطاء.. وشجاعة وجسارة غير متوفرة عند كثير من القيادات السياسية والتنفيذية، يجعل مكانه شاغراً في الدولة، سواء في قيادة جهاز الأمن، أو في دوائر الحزب الحاكم أو في الجهاز التنفيذي.
كان لابد من عودة “قوش” لأنه من أنصار عودة الرئيس في 2020، والذين كانوا يقرأون الأحداث السياسية وبتابعون التصريحات والمواقف داخل الحزب الحاكم قبل وبعد اجتماعات مجلس الشورى القومي كانوا يفهمون أن الرئيس سيضطر إلى ضبط الأمور داخل الحزب والدولة خلال الفترة القادمة، و(قادة الضبط) قلة.. ومعروفون بالاسم والصفة!!
كان لابد أن يعود “قوش”، بعد أن ساءت علاقتنا مع “مصر” وهو رجل التعاون الاستخباري الكبير مع معلم المخابرات المصرية الأول اللواء الراحل “عمر سليمان”. فقد تدهورت العلاقة إلى مستوى الاتهام (الأمني) العلني بحقن (البرتقال المصري) بدم ملوث بفيروس الكبد الوبائي استهدافاً لشعب السودان!! الكذبة الساذجة التي دحضها الاتحاد المهني للمختبرات الطبية في السودان في بيان مطول!!
واتهام ثان عن حشود مصرية في إريتريا!! ثم اتهام ثالث مضطرب وغير مؤسس عن عملة سودانية (مزوَّرة) في مطابع المخابرات المصرية من فئة (الخمسين) !!
سلسلة من الفبركات والتوترات المصنوعة سيئة الطبيخ، نسفت كل ما بناه الفريق “قوش” من علاقات عميقة مع كبرى مخابرات دول المنطقة.
وكان لابد أن يعود “قوش” وقد عاد طقس المواجهة يظلل سماء حدودنا مع “إريتريا”، وما بين “قوش” والرئيس “أفورقي” أعمق مما يتخيل الإريتريون!
نحن – يا سفهاء الداخل والخارج في غرف المؤامرات المظلمة.. أو داخل جحور معارضة الوهم والسراب في الأسافير – مع هذا التغيير الكبير.. مع قرار الرئيس “البشير”.. قلباً وقالباً.. والفريق “قوش” – نفسه – يعلم ذلك قبل (7) شهور..
موتوا بغيظكم.. فإننا حداة المرحلة المقبلة وصولاً لـ(2020)..
الله أكبر.. والعزة لشعبنا الأبي.. الوفي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية