رأيعز الكلام

القطط السمان!!

كل الظروف والشواهد تؤكد أن حديث السيد الرئيس في بورتسودان الذي توعد فيه القطط السمان بالدخول إلى جحورها ليس حديثاً للاستهلاك على الإطلاق وإنما هو الحديث المناسب في الوقت المناسب في الظرف المناسب، لأن استشراء الفساد والمحسوبية هو أمر لا يختلف عليه اثنان، وكثيرون جداً استغلوا ما في أيديهم من سلطة أو قربى أو نفوذ ليمتلكوا ما ليس ملكهم، وليستحوذوا على ما ليس حق لهم، مما مثل ردة حقيقية للإنقاذ التي جاءت وهي ترفع شعارات إنقاذ الشعب السوداني، والأخذ بيده نحو مرافئ الخير والنماء، لكن للأسف انحرفت هذه الأهداف وحادت السفينة عن المسار الذي كان يفترض أن تمشي فيه لأسباب كثيرة وعديدة، ربما يأتي الوقت المناسب لمحاكمتها في محكمة التاريخ، لكن خلونا من ما مضى باعتبار أننا أولاد الليلة، ولنأخذ العبرة من الماضي ونجدد ثقتنا في ما تقوله القيادة السياسية التي لابد لها أن تنحاز للشارع السوداني، وهو ما يؤكده حديث السيد الرئيس الذي قال إنه سيمضي في المعالجات الاقتصادية للآخر والقطط السمان البمصوا دم الشعب السوداني حندخلهم جحورهم، وقال الرئيس موجهاً حديثه للناس البتاجروا في الأزمات ويحاولوا مص دم الشعب السوداني، بدينا إجراءات أولية ولو ما جابت نتيجة، عندنا دواء تاني وآخر العلاج الكي، وحديث الرئيس بهذه الكيفية كلام زي العسل على قلوبنا، لكن يا ريس.. القطط السمان تضخمت حدا جعلها أكبر من أن تستوعبها الجحور، لذلك الأفضل والأنجع أن تبدأ بآخر العلاج الكي، لأن السنوات الماضية من عمر الإنقاذ قوت قلب هؤلاء بشكل جعلهم يظنون ويعتقدون أنهم فوق القانون، وأبعد من أن تطالهم يد العدالة الناجزة، لذلك فإن الكي ورائحة الحريق المنبعثة من لحومهم المربية بحق الغبش والغلابة ستجعلهم يدركوا أن الحديث هذه المرة غير، وأن الرئيس يعني ما يقول وينفذ ما يعني.
الدايرة أقوله إن قيمة هذا الحديث ووزنه يأتي بأن يكون مقروناً بقرارات صارمة وحقيقية وعاجلة تهز عروش الإمبراطوريات التجارية التي قامت على غفلة من الزمان، وتنهي عهد الكبش واللغف الذي أصبح له سيستم ورعاة يتسترون على بعضهم البعض، وكله يأكل من كله بكل قوة عين وبجاحة، فهذه الثورة يا سيدي الرئيس تحتاج منك أن تفتح كثيراً من الملفات والتي ربما تجعلك تفتح معها بعض الجروح لكن ماحنتقدم ونتعافى ما لم تنظفها وتضع في داخلها المطهر والدواء، وأنت قادر على فعل ذلك، طالما أنك متحزم بالإيمان ومتلزم بالصلابة والقناعة، أن لا تغادر كرسي الحُكم إلا وقد كفيت ووفيت وصدقت العهد والوعد.
كلمة عزيزة
اتصلت علىَّ العزيزة “سلمى سيد” بمقر إقامتها بالقاهرة لاطمئن عليها، فوجدتها كما توقعت مؤمنة ومحتسبة وصابرة تحدثنا كثيراً في ما يتعرض له المؤمن من ابتلاء، وقلت لها وعن تجربة شخصية إن الأطباء سبب من أسباب الشفاء لكن الأمر بيد المولى عز وجل. وأوصيتها بأن تقترب من الله بالقدر الذي يجعله يفيض عليها من رحمته التي وسعت كل شيء ولن يخذلها رب العباد بإذن الله، فالدعوات الطيبات “لسلمى” مني ومنكم كما أوصتني بذلك لتعود سيدة للشاشة السودانية جمالا وثقافة وركوز.
كلمة اعز
كل الذين عادوا من بورتسودان أكدوا أنها مدينة من نور، وأن يد الوالي “علي حامد” وبصمته قد وضحت في الثغر الباسم ليدحض فرية أن التنمية في الشرق قد توقفت بعد ذهاب الوالي السابق لها “أيلا”.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية