حوارات

القيادي بحزب الأمة القومي رئيس قوى التغييرالمهندس “آدم موسى مادبو” في حوار جريء مع (المجهر)

الشيوعي هو الحزب الوحيد الجاد في المعارضة والبقية (موقفها ما واضح)

معارضة حزب الأمة القومي مطمئنة للحكومة رغم جماهيريته
الوضع الاقتصادي أصبح مخيفاً وغير مفهوم وأول مرة في تاريخ السودان يحدث هذا
إذا لم تحاكم الحكومة من سمتهم بالمضاربين والفاسدين علناً فلن ينصلح الحال
صوّب القيادي بحزب الأمة القومي رئيس قوى التغيير انتقادات لأحزاب المعارضة ووصف حراكها بالضعيف عدا الحزب الشيوعي الذي قال إنه الوحيد الجاد في معارضته وخرج للشارع واعتُقلت قياداته. وقال المهندس “آدم موسى مادبو” إن معارضة حزب الأمة القومي مطمئنة للحكومة لجهة أنه يدعو للمعارضة السلمية بدون خروج للشارع أو تظاهرات، مشيراً إلى أن أهداف المعارضة معلومة ومعروفة. وأضاف “مادبو” إن ما حصل للاقتصاد السوداني لم يحصل من قبل في السودان أن تذهب للبنك ولا تصرف قروشك (دي ما حصلت في تاريخ البنوك). وطالب المهندس “مادبو” الحكومة بمحاكمة من سمتهم بـ(العشرة) تجار الذين يتحكمون ويتلاعبون بتجارة العملة في محكمة علنية، وكشف أسمائهم للناس، وحال لم تفعل ذلك تبقى الإجراءات التي اتخذتها (كلام ساكت).. ورهن مادبو الخروج من الأزمة الاقتصادية بجلوس الحكومة مع السياسيين والاقتصاديين لإجراء دراسة علمية وإيقاف الحرب الدائرة في المنطقتين، فضلاً عن إيقاف الصرف البذخي على الدستوريين وتخفيضهم إلى أقل عدد ممكن.
كذلك استنطقت (المجهر) المهندس “آدم موسى مادبو” حول الوضع السياسي فإلى مضابط الحوار.

حوار – وليد النور

{ ما تقييمك للوضع السياسي الذي تعيشه البلاد هذه الأيام؟
_ الوضع السياسي تقييمه في الوقت الراهن ليس سهلاً.
{ لماذا؟
_ القوى السياسية المعارضة حراكها غير واضح وغير متفق عليه، ولا يوجد تنسيق فيما بينهم ولا توجد اجتماعات منذ فترة طويلة، والمعارضة معروفة بقيادة التظاهرات والاعتصامات وهي الأشياء الأساسية التي تقوم بها لتحقيق الأهداف وهي لا تستطيع فعلها، ثانياً الحكومة نفسها يبدو أنها منقسمة من خلال الحديث العام ويبدو أنهم مجموعات داخل المؤتمر الوطني، من خلال نقاشهم أنهم غير متفقين، لا سيما عودة بعض قيادات المؤتمر الوطني القديمة الذين التفوا الآن حول الرئيس، بيد أن المؤتمر الوطني سياساته غير واضحة.. هل هو في سياساته القديمة أم ستكون هنالك سياسات جديدة.. لذلك من الصعب الآن أن تعرف المعارضة ماذا تريد أو الحكومة ماذا تريد. لكن الاثنين لا يظهر لهما جهد واضح، ومفترض يكون هنالك جهد لكيلهما.. المعارضة تعمل جهد عشان تسقط الحكومة، والحكومة مفروض تعمل جهد لتصحيح الأخطاء السياسية.
{ الحزب الشيوعي دعا إلى احتجاجات سلمية وبقية القوى أعلنت مشاركتها لكنها لم تظهر؟
_ صحيح.. أنا فهمت أن بعض أعضائه أطلق سراحهم ، وهذا إشارة إلى أنهم الناس الجادون والصادقون أما البقية فهم غير جادين، ويتحدثون بدون تنفيذ، والشيوعي هو الحزب الوحيد الجاد في المعارضة.. معقول ما يكون في تظاهرة ولا اعتصام.. دي معارضة شنو.. حتى أكبر الأحزاب عندما تتحدث، تتحدث عن تغيير للدولة بدون عنف، طيب لو قلنا بالسلم، السلم ما فيه تظاهرات ومسيرات في الوقت الراهن؟! وواحد من أكبر الأحزاب مشارك في الحكومة والثاني ما معروف بعمل في شنو.
{ حزب الأمة القومي أكبر حزب لديه جماهير ولكنه لم يستفد منها في معارضته.. هل التأثير من قيادته أم من رئيسه؟
_ والله أنا ما متأكد من قيادته وحدها أو من سياساته، سواء أن كانت من الرئيس أو من القاعدة، معارضتهم لا تعدّ معارضة بل هي حالة عامة.. أنت تريد تغيير النظام بالطريقة السلمية، الطرق السلمية عارفنها لذلك أنا أقول هذه مطمئنة للنظام، لأن أكبر حزب في السودان ليس لديه المقدرة للمعارضة، لذلك حزب الأمة متخوف من السجون والضرب لذلك (هم ساكتين).. أنا أعتقد من ناحية سياسية إذا الأمور استمرت بهذه الطريقة نظهر ضعفنا للحكومة والحكومة أضعف مننا، ولا يوجد تغيير سياسي بالمعنى المفهوم.
{ يمكن أن تكون مثل ثورة (أبريل) و(أكتوبر) من دون الأحزاب؟
_ صحيح.. من غير الأحزاب يمكن تحصل تظاهرات عامة أو الشباب يمكن يقوموا بتظاهرة.. أي شيء يمكن يحصل، لكن لن تحصل من المعارضة.
{ الآن الوضع السياسي أثر على الوضع الاقتصادي والمواطن يعيش حالة ضنك؟
_ الجانب الاقتصادي طبعاً أصبح مخيفاً وغير مفهوم، وأول مرة في تاريخ السودان شخص يذهب إلى البنك عشان يشيل قروش يقولوا ليه ما في قروش، وهذه لم تحصل في تاريخ السودان وأول مرة الناس يشعروا بأن الجنيه تقلباته أصلها ما مفهومة زايد بـ(40) ناقص بـ(30).. هذه أيضاً لم تحدث في تاريخ السودان والجنيه الزمان الآن يساوي ألف جنيه، هنالك خلل اقتصادي كبير جداً جداً.
{ كيف الخروج؟
_ أفتكر الحكومة لا تسير في إجراءات تسهل الأمر، أولاً الصرف بذخي والحكومة لديها آلاف الوزراء وآلاف الضباط، وناس الأمن من القوى النظامية تصرف عليها ملايين الجنيهات، والأموال التي كانت تذهب إلى حرب الجنوب لا نعرف أين تذهب الآن، الجانب الاقتصادي أصبح صعباً والمعيشة أصبحت صعبة.. أنا قبل أسبوعين لديّ دواء اشتريه بـ(150) جنيهاً ووجدته أصبح بـ(419) وقس على ذلك.. الحكومة لا تقوم بشيء لتخفيف الأعباء.
{ استمرار الحرب أثر على الاقتصاد؟
_ إذا لم تتوقف الحرب ويتوقف الصرف البذخي لن ينصلح الحال، وحتى يكون هنالك إصلاح اقتصادي لابد من ثلاثة أشياء.. لابد أن يتوقف الصرف البذخي وتقليل العدد الكبير من الناس الموجودين والمخصصات الممنوحة لهم، والحكومة تجلس مع كل السودانيين لوضع سياسة اقتصادية جديدة. فإذا لم يتم الإصلاح سيتدهور الاقتصاد، والتدهور سيؤدي إلى إشكالات كثيرة.
{ التخبط في العلاقات الخارجية؟
_ مثلما سياستنا الاقتصادية ملخبطة سياساتنا الخارجية أيضاً ملخبطة.. العالم الآن تقسم إلى مجموعات، وكل مجموعة ترى أنها الأصح.. مثلاً الدول العربية تقسمت إلى مجموعات.. السودان زمان مع قطر والآن ما معروف.. ما عارف يقيف مع قطر أم السعودية.. وهذه مشكلة.. بعض المناطق فيها إخوان مسلمون مثل مصر وقطر، وأنت تتعامل مع الإخوان المسلمين ووزراؤك إخوان مسلمون وأنت معترف بأن حكومة السودان عدد من المسؤولين فيها إخوان مسلمون.. “علي عثمان محمد طه” ألم يكن (أخ مسلم)؟ والآن الوزراء أغلبهم إخوان مسلمون.. حتى الدول الخارجية مثل أمريكا وغيرها هؤلاء يريدون سياسة متفق عليها والسودان كل يوم في جهة، مرة مع أمركيا ومرة (ينبز) أمريكا، وأنت إذا لم تكن لديك سياسة خارجية مستدامة لن تجد مساعدات خارجية اقتصادية.. لن تجدها إذا لم تكن لديك سياسة مقبولة.
{ حتى بعد رفع الحظر الدولار تضاعف سعره؟
_ العقوبات رفعت جزئياً هم بقولوا رفعوا العقوبات وحتى الآن اسم السودان في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وأمريكا تعدّك من الدول الداعمة للإرهاب هل يمكن لأمريكا أن تساعد دولة داعمة للإرهاب؟ طبعاً لا.. وأي دولة داعمة للإرهاب أمريكا لا تساعدها.
{ هنالك اتجاه حسب تصريحات محافظ البنك المركزي لسحب فئة الخمسين جنيهاً وتنبيه النائب العام أن جزءاً منها مزور.. فهل يؤثر هذا على المعاملات المالية؟
_ والله نحن لا نعرف صحتها من خطأها، ولكن الناس يتحدثون عن تزوير العملة وهنالك مخدرات تدخل إلى السودان.
{ راج أن هنالك عشرة تجار يتحكمون في العملة الأجنبية من هم هؤلاء العشرة؟
_ نعم، هنالك عشرة يتحكمون في الدولار، ونحن لم نعرف من هم هؤلاء العشرة وناس المخدرات لم يقبض عليهم، فهم يتحدثون ولا ينفذون، هم إذا نفذوا سيكون أمراً إيجابياً وإذا لم ينفذوا الناس سيعدّون هذا (كلام ساكت) ويزيد الطين بلة.
{ فتح الحدود على دول الجوار هل يمكن أن يصلح الاقتصاد؟
_ طبعاً، الحدود كانت مقفولة ورغم ذلك كان التهريب موجوداً والآن إذا فُتحت يجب أن تكون تبادل ولا تكون لمصلحة البلاد الأخرى وفي هذه الحالة يمكن أن تساعد ونحن لدينا صادرات كثيرة.
{ هنالك قرار بمنح نسبة (50%) عند ضبط أي سلعة مهربة للجهة الضابطة والمرشدة؟
_ ليتهم يعطون مائة بالمائة، ولكن أين هي؟ المهم الناس البهربوا الدولار والدهب يجب أن يقبض عليهم، إذا تم القبض عليهم موضوع النسبة يصبح هيناً ويمكن أن يقبلوا بـ(10%) ولكن أنت لا يمكن أن تقول كلاماً وتتهم الناس بدون شيء. أي كلام عن معاقبة ناس ومصادرة أشياء.. هم يقولون عارفين العشرة.. الناس يفتكروا هذا كلام ونسة ساكت، حتى من يقومون بهذه العمليات يشعرون أنه كلام للاستهلاك.
{ تجار الذهب يقولون إن سعر بنك السودان غير مجزٍ؟
_ سعر الذهب طبعاً عالمياً معروف يعني أنت لا تعطي شخصاً سعراً أقل من السعر العالمي، تأكد من أنك تشتري من الشخص بنفس السعر في إيطاليا، في هذه الحالة ستجد الذهب، لكن إذا لم تفعل ذلك فالناس طالما يجدون فارقاً في السعر قرشين تلاتة سيبحثون عنه.
{ العلاقات مع مصر إلى مدى يمكن أن تعود إلى طبيعتها؟
_ حتى الآن يقولون العلاقات ماشة كويس لكن ما وصلوا لاتفاق، لكن فيها ثلاثة أشياء، الأولى الإخوان المسلمون، مصر ترى أن السودان مليء بالإخوان المسلمين، مثلث حلايب المصريون وضعوا يدهم عليه، بالنسبة للحريات الأربع المصريون يريدون تطبيقها، هذه هي الأشياء الثلاثة الأساسية، والسودان لابد أن يكون جاداً ويقعد مع المصريين، لكن لو تركوها عائمة ستكون مشكلة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية