عامر باشاب
{ الأسطورة “محمود عبد العزيز” عند ظهوره على مسرح الغناء، قلب موازين وحسابات الساحة الفنية، فجر ثورة إبداعية مختلفة، وفي فترة وجيزة لفت الأسماع، وأثر في القلوب وتقدم الصفوف، والثورة الثانية انطلقت مع رحيله من هذه الفانية، حيث ظهر المدى والكم الذي وصل إليه محبوه وعشاق فنه (الحواتة) ذلك الجمهور الفريد من نوعه على مستوى العالم، والذي عبر عن الوفاء والصمود والولاء النادر، وأكدوا على عبقرية الحوت وعظمتم كجمهور .
{ أردت بهذه المقدمة أن أشير إلى أنه لا يمكن حصر واختزال الحواتة تحت أي كيان أو مسمى غير (الحواتة) وبصورة أوضح أريد أن أقول إن مجموعة (أقمار الضواحي) أو مجموعة (محمود في القلب) هم جزء من الحواتة وليسوا هم (كل الحواتة ).
{ ولذلك أي مواقف أو تصريحات أو بيانات تصدر من تلك المجموعات (أقمار الضواحي- محمود في القلب) أرى أنها بأي حال من الأحوال لا تمثل الحواتة الكيان الكبير الذي جمع بداخله كل فصائل وأطياف الشعب السوداني شيباً وشباباً .
{ وإذا ارتضى الحواتة لهذه المجموعات أن تكون في المقدمة والواجهة، أو في دفة القيادة فهذا من باب التلاقي في العشق والمحبة للصوت الأسطورة، واحترام كل من ينضوي تحت لواء الحوت .
{ ثم إن نهج المواقف والبيانات ورفض الآخر تدخل هذه المجموعات في دائرة الكيانات السياسية، وهذا أمر لايشبه (الحوت) الذي لم يكن له علاقة بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد، كما أكد لي هذا من قبل عبر حوار توثيقي نادر أجريته معه في العام 2004، نُشر بصحيفة (الدار)، وقالها لي الحوت بالحرف الواحد لاعلاقة لي بالسياسة، وأن سياستي هي الفن والإبداع وإسعاد جمهوري.
{ حقاً لا أدري لماذا حاولت (أقمار الضواحي) و(محمود في القلب) أن تتبرآ من دعوة السيد مساعد رئيس الجمهورية مولانا محمد الحسن محمد عثمان الميرغني، وكأن حضور الرجل للمشاركة في حفل الذكرى الخامسة لرحيل الحوت عار أو خطيئة .!!
{ وللحق حضور مولانا محمد الحسن الميرغني في تلك التظاهرة أكد شجاعته كمسؤول، وأثبت أن الحواتة جمهور واعي راقي ومحترم لا يرفض الآخر، كما أثبت أنه جمهور منضبط وغير متفلت كما ظل يروج البعض .
{ ثم إن هناك العديد من الروابط التي تجعل مولانا محمد الحسن الميرغني سليل (آل البيت) يلبي دعوة نفر من الحواتة أياً كانوا من هم، لأجل تحية الحوت في ذكراه، وأول هذه الروابط التصوف الذي عرف به الأسطورة “محمود عبد العزيز” ومات عليه، والكل يعلم أن الحوت عاش حياته عاشقاً ومادحاً للنبي، ثم ثانياً الحوت يعتبر من أسرة عريقة تنتمي محبة للسجادة الختمية، يعني (أجداده ختمية) أما الرابط الثالث فهو رابط مولانا الحسن من أولاد (بحري) المدينة التي كان الحوت يعتز ويتباهي بها ويتشرف بأهلها، ويخصهم بمودة خاصة، وقد يمثل مولانا الحسن للحوت ابن دفعة في أي من مراحل التعليم بهذه المدينة .
{ وضوح أخير:
{ أرجوكم لا تسيسوا كيان الحواتة بمثل هذه المواقف التي لا معني لها، والتي لاتشبه أخلاق (الحوت) وتعامله مع الآخرين .
{ لا تعطوا الفرصة لمن يريد استقطاب الحواتة والاستفادة منهم حجماً ونوعاً، ويظهرهم بأنهم أقرب إلى كيانات مازلت أسيرة الأفكار التالفة، تسير بها على نفق ضيق باتجاه (اليسار) .