تحقيقات

بلاغ للوالي والسلطات المختصة: هذا يحدث في (حلفاية الملوك)..!!

تعالت أصوات أهالي ضاحية (الحلفايا) والمناطق المجاورة لها ببحري، تنادي بوضع حل لممارسات سالبة داخل ميدان (اللاسلكي).. ولكن لا حياة لمن ينادون!!
الأبناء يتسرَّبون من مدارسهم صباحاً ويتجهون ناحية الميدان ليتعلموا (قيادة السيارات) و(المواتر)!! الصغار يفضلون (الموتوسيكلات)، والمراهقون يعشقون ركوب السيارات!!
وميدان الحلفايا (اللا سلكي)، لمن لا يعرفونه، يقع قبالة (سوق الأحد) بالدروشاب، مع مدخل كبري (الحلفايا)، وبالقرب من (الأزيرقاب).
{ سيارات مظللة
الجميع هناك يتساءل عن حقيقة تلك السيارات (المظللة) و(المواتر) التي يزدحم بها الميدان.. إلى أي الجهات تتبع؟ ومن المسؤول عنها.. وتحت حماية من تعمل بدون ترخيص بالعمل في هذا الميدان؟!
 تساؤلات كثيرة تدور بالأذهان دون الوصول إلى إجابات!
التلاميذ يتسربون من مدارسهم دون علم أسرهم وفي غفلة من معلميهم.. يشبعون رغباتهم في تعلُّم قيادة السيارات والمواتر ليتعلموا معها الهروب من المدرسة والكذب على الأسر والسرقة..! نعم السرقة.. لأنه من أين يتسنى لطالب الحصول على مبلغ (5) جنيهات للإيجار عند كل (لفة)!!
{ مشهد أول
وعقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف صباحاً، إذا بثلاثة من طلاب المدارس الثانوية (الحكومية) يدخلون الميدان ليمارسوا هوايتهم المفضلة، تاركين وراءهم مدارسهم.. ضاربين بحصصهم عرض الحائط..!
 جلستُ في (المظلة) بطرف الميدان أتابع ما يحدث من على البعد.. لم أستطع الاقتراب من مجموعة الشباب الموجودين في الميدان خشية الإفصاح عن هويتي، وحينها يحجمون عن الحديث لي.. اقتربت من أحد الشباب الجالسين إلى جانبي ويدعى (ب) – من سكان ضاحية الدروشاب – مستفسرة عن حقيقة ما يحدث داخل الميدان.. فأكد لي أن طلبة الأساس والثانوي يأتون إلى الميدان ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً ليتعلموا قيادة السيارات، غير آبهين بمدارسهم وأسرهم.. وقال: إن معظم السيارات الموجودة يتبع أصحابها إلى جهات (سيادية) بالدولة، مشيراً إلى الحوادث الكثيرة التي وقعت جراء تأجير هذه السيارات لأطفال لا تتجاوز أعمارهم العاشرة، دون رقابة.. كما سرد تفاصيل حادثة وقعت قبل فترة، بطلها طفل لم يتجاوز عمره الثانية عشرة عاماً، حينما كان يقود إحدى السيارات داخل الحي.. لتقوم عربة الشرطة بمطاردته، ولكنه أثناء هذه المطاردة قام بالاصطدام بطفل صغير.. وبعد أن ألقي القبض عليه أفرج عنه في اليوم التالي دون تعرضه لأي مساءلة.. بل عاد يمارس هوايته من جديد. وختم (ب) إفادته بأن ما يحدث يُعد (ترفيهاً) وليس (تعليماً).
لم ينته الأمر بعد، فقد تحدثت لي مواطنة كانت تستمع لما يدور من حديث، وأكدت أن شقيقتها تعاني الأمرَّين جراء ما يحدث داخل (الميدان) العجيب.. حيث ترك ابن شقيقتها المدرسة بسبب (ركوب المواتر).. ودعت المواطنة (…) إلى تدخل السلطات لإنقاذ هؤلاء الأطفال.
{ مشهدٌ ثانٍ
حتى تلك اللحظات لم أستطع الخروج بمعلومات كافية عن ما يحدث.. فكل معلومة عبارة عن (أقاويل).. فلم يكن أمامي خيار سوى العودة والاستعانة بالزميل “سيف جامع” حتى يستطيع جمع قدر أكبر من المعلومات دون الإفصاح عن هويته الصحفية.. وقد كان، ولكن على ما يبدو فقد استطاع بعض هؤلاء الشباب فهم مقصده.. وأكد له أصحاب السيارات – (سائقون) – أنهم لا يعمدون إلى تعليم طلاب المدارس القيادة، ولكنهم أكدوا أن هؤلاء التلاميذ من حقهم تعلم القيادة، ولكن في مدارس (تعليم قيادة السيارات)، واعتبروهم مجرد (هواة)، فالأطفال منهم يميلون للمواتر والمراهقون يعشقون امتطاء السيارات!!
وعن تكلفة (الإيجار) أكدوا للزميل “سيف” أن الأسعار تبدأ من مبلغ خمسة جنيه إلى ثلاثين جنيه.. وأهم معلومة مؤكدة أنهم لا يملكون ترخيصاً بالوقوف في هذا الميدان.. وعندما التقطنا صوراً لتلاميذ جاءوا أثناء اليوم الدراسي بزيهم المدرسي، أخذوا يصرخون رافضين التقاط هذه الصور.
{ احتجاجات
من جهة أخرى أكد عدد من المواطنين تذمرهم جراء ما يحدث داخل الميدان، وقال “فيصل درويش”: بسبب ما يحدث في الميدان أصبحنا نعاني من الغبار والإزعاج. فيما اشتكت إحدى المواطنات من ظواهر سالبة تحدث في الميدان، ودعت إلى وقف ما أسمته بالمهزلة.
{ ممارسات شاذة
رئيس اللجنة الشعبية بحي اللاسلكي السيد “عبده مصطفى”، أكد في حديثه لـ (المجهر) أن المشكلة ممتدة منذ سنوات، وتتبعها الكثير من (الممارسات الشاذة) و(الظواهر السالبة)، دون أن تلقي الجهات المختصة في الدولة بالها لهذا الأمر. وقال: كل ما يخطر على بال من سيئ الفعال يحدث في الميدان.. ابتداء بالممارسات الشاذة وانتهاء بحوادث السرقة، مشيراً إلى ظاهرة سرقة الحقائب النسائية في عدد من شوارع العاصمة الخرطوم باستخدام (المواتر)!!
وأضاف رئيس اللجنة: تقدمنا ببلاغ إلى الجهات الأمنية والمرورية، ولكن لم تحل المشكلة.. فبعد كل حملة مرورية نجد هذه (السيارات المظللة) تعود إلى مكانها بالميدان!! وأشار إلى أن استمرار الوضع هكذا يمكن أن يفاقم الأمور وحينها يفلت الزمام من بين الأيدي.
{ وبعد..
هذه صورة (مصغرة) لما يحدث في ميدان قبالة شارع (رئيسي) بالحلفايا، وترابط بالقرب منه عربة (ارتكاز مرور) تقبع على مدخل كوبري (الحلفايا – الحتانة)!! والسؤال الكبير هو: أين السلطات ممّا يحدث، ومن يقف وراء هذه السيارات (المظللة)؟!
أما كان الأجدر بنا أن نعلم أبناءنا علماً تستنير به عقولهم بدلاً من تعليمهم ما يقود إلى تدمير مستقبلهم بالتسرب من المدارس، والسقوط الأكاديمي والأخلاقي؟!
السؤال مرفوع إلى والي الخرطوم، ولجنة أمن الولاية، ومعتمد المحلية، وجهاز الأمن، وشرطة المباحث والجنايات.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية