أسعار السُكر والدقيق تصل إلى مستويات غير مسبوقة والتجار يشكون الركود
الأسواق تولع نار.. (المواطن محتار) وهيئة العلماء تحذر
الحرطوم : سيف جامع
اشتعلت أسعار السلع الاستهلاكية كافة بالأسواق مع بداية العام الجديد ولم تقتصر هذه الزيادات على الدقيق والخبز فحسب إذ شهدت كافة أصناف السلع والخدمات زيادات جنونية تسببت في هلع وخوف وسط المواطنين من عدم توقف هذه الزيادات أو انخفاض الأسعار بزوال المؤثر، ورغم إجازة المجلس الوطني لميزانية 2018م نهاية الشهر المنصرم وإبقاء دعم المحروقات والخبز فيها إلا أن المخابز باغتت المواطن بزيادة غير متوقعة في أسعار الخبز تبعها زيادة مضطردة في عدد من السلع .
واستقبل المواطنون الزيادة في الأسعار بحيرة واستغراب فيما عبر بعض من مواطني ود مدني بولاية الجزيرة عن رفضهم للزيادات وخرجوا في احتجاجات محدودة في شوارع المدينة الأمر الذي دفع اتحاد المخابز بولاية الجزيرة عن تكوين غرفة طوارئ تضم اتحاد المخابز وجهاز الأمن والمخابرات الوطني لمتابعة انسياب سلعة الخبز في كل مخابز الولاية، وفقاً للسعر الجديد للخبز ووزنه البالغ (80) جراماً.
وقطع رئيس اتحاد المخابز بولاية الجزيرة “مدثر عبد الرحيم عبد الكريم” إلتزام الاتحاد بتشغيل كل المخابز بطاقتها القصوى لمنع الازدحام وكشف عن توزيع (5250) جوال دقيق، حصة إضافية لمخابز مدينة ود مدني تم توفيرها بواسطة الاتحاد منها (3) آلاف جوال من شركة الحمامة، و(1200) جوال من شركة ويتا، و(1050) جوالاً من شركة سين .
وفي ولاية الخرطوم اختفى التزاحم أمام المخابز عقب تثبيت سعر الخبز في (رغيفة) بجينه بدلاً عن (50) قرشاً. واستأنفت كافة المخابز عملها بصورة طبيعية.
وفي جولة (المجهر) بالأسواق رصدت أسعار أهم السلع الضرورية، حيث قفز سعر جوال السكر زنة (50) كيلو إلى (800) جنيه و(10) كيلو إلى (160) جنيهاً، فيما ارتفع سعر الكيلو من (13) إلى (16) جنيهاً ورطل الشاي إلى (80) جنيهاً وكرتونة الشعيرية والمكرونة ارتفعت من (120) إلى (135) جنيهاً وسجلت الألبان المجففة زيادة أيضا وكذلك الألبان الطازجة ارتفع سعر الرطل من (7) إلى (8)
وقفز باكت دقيق سيقا المخصوص والأخضر (10) كيلو من (85) إلى (95,5) سعر الشركة بدلاً وللمستهلك إلى (105) جنيهات ليقفز الكيلو لـ(13) بدلاً عن (10) جنيهات، فيما قفز دقيق زادنا إلى (86,5) جنيهاً سعر الشركة بدلاً عن (68,5) جنيهاً للباكت (10) كيلو وللمستهلك (95) جنيهاً أما الكيلو فقز لـ(10) جنيهات بدلا عن (9) جنيهات،
وبلغ سعر لبن كابو (300) جنيه لعبوة (2) كيلو وربع والكرتونة (1,697) جنيهاً سعر الشركة بدلاً عن (1,480) جنيهاً أما لبن الوادي سعر الشركة الكرتونة (675) جنيهاً بينما تباع للمستهلك بـ(755) جنيهاً والكيس (270) جنيهاً لعبوة (2) كيلو وربع، وبلغ سعر السكر الباكت (10) كيلو (160) جنيهاً بدلا عن (133,5) جنيهاً وسعر الكيلو إلى (16) جنيهاً.
وكانت الزيادات كبيرة في أسعار مواد البناء حيث بلغ طن حديد الأسعد( 24,000 ) جنيه بدلا عن (17) ألف جنيه، وسيخ لبيرتي: (23,000 ) جنيه وطن أسمنت عطبرة (2,800 ) جنيه بدلا عن (2350) جنيهاً وقبل أسبوع (2050) جنيهاً
وأسمنت صخر السودان بلغ (2,750) جنيهاً بدلاً عن (2250) جنيهاً والأسمنت الأبيض (4600) جنيه للطن
وطن الجبص العادي ب(2000) جنيه وجبص الديكور (1650) جنيهاً ورملة كنجر بـ(3,100) جنيه للدور (18) متراً ورملة حمراء ب(2,100) جنيه للدور (18) متراً.
والخرصانة بـ(3,600) جنيه للدور(18) متراً ولوري الطوب بـ(4) آلاف (3600) جنيه وطوب البلك بـ(7,200) جنيه للدور والطوب الحراري (جيروم)( 7,000) جنيه للدور
وبوهيات المهندس بلغ سعر الطلية (125) جنيهاً وبوماستك (260) جنيهاً وجالون البوهيه (180) جنيهاً وأسعار المواسير الكبيرة من (280 إلى 300) جنيهاً والزنكي أمريكي (6) متر بلغ (440) بدلا عن (400) جنيه وزنكي أمريكي (4) ونص متر(330) جنيهاً بدلاً عن (300) جنيه.
ولم تتوقف تأثيرات الزيادة على المواطن فقط حيث شكا التجار من ركود حاد في الأسواق تزامناً مع الزيادات، وأكدوا أن نسبة القوى الشرائية تراجعت مقارنة مع الفترة الماضية، مشيرين إلى أن المواطنين أصبحوا يشترون احتياجاتهم الضرورية مثل السكر والزيت والدقيق وانخفض الإقبال على شراء العصائر والحلويات والتوابل.
واعتبر عضو هيئة علماء السودان مولانا (عبد الوهاب محمد علي أحمد) الزيادة في أسعار السلع التي صاحبت إجازة الميزانية تحتاج لدراسة كافية ومقننة لجهة تأثيرها على المواطن، وقال لـ(المجهر) إنها ستؤدي إلى تأثير سلبي على المجتمع أمنياً واجتماعياً وحذر من أن تقود إلى اضطرابات مثل ما يحدث في البلاد المجاورة، وممكن أن يستغلها بعض المغرضين لإحداث فوضى تقود إلى فتنة مسلحة وزاد “تتزايد أعداد المتسولين في المساجد، في كل مسجد هنالك ما بين خمسة وأربعة متسولين في كل صلاة”.
وحذر مولانا “عبد الوهاب” من تفكك الأسر والمجتمع بسبب إجراءات الميزانية والغلاء الذي نتج عنها وأن يقود ذلك إلى الرذيلة، وينتج طبقات قادرة على شراء كل شيء بما فيها السيارات الفارهة وأخرى غير قادرة مما ينتج الحقد والتنافر والطبقية بين المجتمع
وطالب عضو هيئة علماء السودان الحكومة بمراعاة الطبقات الفقيرة وأرباب المعاشات والعطالى وأصحاب الدخل المحدود.
وحث السلطات على ضرورة النظر إلى الصرف البذخي في أجهزة الدولة ومنع كافة مظاهر الاحتفالات وأن تتجه الدولة إلى شراء سيارات للمسؤولين على حسب مستوى البلد وأضاف “لا يعقل أن يمتطي شخص مسؤول سيارة “بملياري جنيه” مشيراً إلى أن ينبغي خفض الدستوريين وأن الوزارات يجب أن تكون وظيفة تطوعية وهنالك الكثيرين جاهزين لشغل الوظيفة تطوعياً وعدد الولاة أكبر من أغنى دولة، ليه المجالس التشريعية ومضى قائلا “إذا لم تطبق الشريعة قال تعالى (ومن اعرض عن ذكري فإن لهم معيشة ضنكة) نحن نقول ولا نفعل مجرد شعارات ورفعنا شعار الجهاد ولم نطبق شرع الله.