ربع مقال
الأيتام.. فعلتها “جميلة” وابل الخير..!!
خالد حسن لقمان
أسرتني بالأمس لحظات شهدت فيها توزيع كفالات للأيتام بواسطة جمعية (وابل الخير) الخيرية.. وصل عدد الكفالات التي وزعت إلى ألف ومائة واثنين من الأيتام بولاية الخرطوم، وقد علمت بأن هذا الجهد الكبير والعظيم قد تم بعد سعي ناجح انتهى إلى توقيع مسودة تعاون بين هذه الجمعية السودانية والهلال الأحمر الإماراتي. والمفرح أنه قادت هذا الجهد سيدة من سيدات هذا البلد العظيم وهي الأستاذة “جميلة عبد الرازق” رئيسة جمعية (وابل الخير).. عظيم والله أن نشهد مثل هذا العمل الذي يرمي إلى خير الآخرة قبل أن يهدف إلى تحقيق أي أمر دنيوي آخر وكيف وقد جاء أمر رباني منزل من فوق سبع سموات: (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).. (البقرة: 215)، وقوله تعالى: (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، وقوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).. (الأنعام: 152)، ويقول تعالى عن الكافر: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ).. (الماعون: 1- 2)، ومنها التحذير في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).. (النساء: 10).
وقد جاء قوله في هذا “صلى الله عليه وسلم”: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا).. (رواه سهل بن سعد وأخرجه أحمد والبخاري وأبو داوود والترمذي).. فما أعظم هذا الدين بفطرته وعدله وسماحته وما أعظم ما قمتم به يا أهل (وابل الخير) .. عظم الله أجركم وأثابكم خير الجزاء بفضله وكرمه ونعمائه.