أخبار

نجوم 2017م (1)

سياسياً يعتبر البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية هو النجم الأول في حكومة الوفاق الوطني بحنكته وقدرته في التعاطي مع الأحداث.. “غندور” لا خلاف حول دوره الكبير في تجسير العلاقة بين السودان والولايات المتحدة.. والاتحاد الأوروبي وسار بالعلاقات مع الدول العربية على حافة الانزلاق هنا.. أو هناك.. وأصعب الطرق عبرها بسلام من خلال الاحتفاظ بعلاقة متميَّزة مع الأقطاب العربية المتنافرة والمعسكرين الخليجيين المتناقضين.. وحينما تشتد حمى الصراع.. مع القاهرة.. وتتصرَّف الحكومة المصرية بعقلية الخديوية.. يستخدم “غندور” أدوات إطفاء ناعمة للحيلولة دون تمكين الجماعات المتطرِّفة تحقيق أهدافها.. والنيل من العلاقة لمصالح ذاتية.
أستاذ طب الأسنان يواجه في العام الجديد مهمة صعبة في كيفية التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لرفع اسم السوداني من قائمة الإرهاب وفي ذات الوقت الحفاظ على علاقة متميِّزة مع معسكر تركيا.. روسيا.. أنها مهمة أشبه بالمستحيلة، ولكن مع متغيِّرات السياسة في المنطقة العربية كل شيء ممكن.
إذا كان البروفيسور “إبراهيم غندور” هو النجم الأول في فضاء وزراء حكومة الوفاق من جهة الحزب الأكبر، فإن السيد “مبارك الفاضل المهدي” وزير الاستثمار كان أداءه في الوزارة ممتازاً.. وشكَّل حضوراً سياسياً في الساحة لا تخطئه العين.. من وقت لآخر يرمي بحجره في الميدان العام وينتظر إلى ردة فعله.. “مبارك” له مواقف تختلف أو تتفق معه، إلا أنها تضعه دائماً في واجهة الأحداث وأبواق الإعلام.. ولا يزال الرجل مؤمناً بقناعة قديمة حول الإمام “الصادق المهدي” ومستقبل حزب الأمة، لذلك يظل “مبارك” في ساحة الأنصار فاعلاً.. حاضراً حتى لو غاب عن الدار التي هجرها النشاط بشارع الموردة وحينما طالب “مبارك” بالتطبيع مع إسرائيل واجه عاصفة نقد عارمة في الساحة.. صبر وصمد حتى عبرت وبقى و”د المهدي” نجماً لا تخطئه عين المراقب للشأن العام.
يعتبر “محمد الطاهر أيلا” والي الجزيرة هو نجم الولاة دون منازع لا بسبب الإنجازات المادية التي حققها على أرض الجزيرة والمشروعات التي نفذها.. ولكن نجومية “أيلا” بسبب انحياز المركز المطلق له.. والوقوف سنداً له حتى المجلس التشريعي الذي يراقب أداء الولاة رفعت عنه الرقابة والمحاسبة.. وبات ديوان المراجع العام نفسه لن يجرؤ على مراجعة حسابات الجزيرة خوفاً على موظفيه من تبعات ما يترتب على تقاريرهم.. ورفع الرئيس سقف “أيلا” السياسي بترشيحه خليفة له إذا رغب  في ذلك، لكن “أيلا” نفسه لم يملك الشجاعة والثقة في النفس ويقبل هدية الرئيس، بل ردها إليه في حياء وأدب.. وخاف حتى الرياضيين من ذرف دمعة واحدة على أهل مدني سيد الأتيام في زمان ما، قبل “أيلا” وهو يترجل من صهوة جواد الممتاز.. ووصلاً لمشروع نهضة الجزيرة أطلق قطار الجزيرة صافرة انطلاقة من الخرطوم.. ويتوقع في العام الجديد أن يمضي “أيلا” في تنفيذ مشروعاته التنموية.. وفصل وإقصاء كل من يرفع صوته معارضاً وناصحاً حتى لو كان أمام مسجد بقرية شلعوها الخوالدة.
عسكرياً يعتبر الفريق “عوض بن عوف” وزير الدفاع الأكثر عطاءً وإنجازاً.. في صمت.. أعاد الرجل للقوات المسلحة دورها ونسج علاقات دقيقة مع العرب والغربيين بلغت مرحلة مشاركة نائب أركان القوات البريطانية في مشروع تدريبي بشرق السودان.. وبدأ الفريق “عوض بن عوف” اهتماماً متعاظماً بالأفراد.. تدريباً وتسليحاً وأصبحت الخدمة في القوات المسلحة الآن أكثر جاذبية من ذي قبل.. واستفاد من قوات الدعم السريع بحسن توظيفها وقيادتها.. وإذا كانت فترة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” كوزير للدفاع قد شهدت طفرة عمرانية وتأسيساً لقواعد البناء الحالي فإن الفريق “ابن                                                                                                                   عوف” أهتم بالأفراد.. والتأهيل والتدريب وأعد في صمت قوة ضارية للدفاع عن السودان وتأمين حدوده وردع الطامعين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية