كل عام.. وشعبنا مرفوع الرأس
1
تمر علينا اليوم الذكرى (62) لاستقلال بلادنا المجيد، تأريخ إعلان السودان دولة مستقلة وذات سيادة، ففي الساعة (التاسعة) من صباح اليوم الأول من شهر (يناير) عام 1956 م، أعلن رئيس الوزراء المنتخب السيد “إسماعيل الأزهري” في خطاب جماهيري بقصر الحاكم العام بالخرطوم، أن السودان أصبح دولة ديمقراطية مستقلة، ورفع “الأزهري” العلم على سارية القصر عالياً خفاقاً، بصحبة زعيم المعارضة في البرلمان السيد “محمد أحمد محجوب”.
إنه تاريخ وضيء يحق لنا أن نفاخر به ونغرس معانيه في نفوس أبنائنا، جيلاً تلو جيل، فما قدمه أجدادنا وآباؤنا الأشاوس بمختلف أحزابهم وانتماءاتهم السياسية، من تضحيات جسام حتى نالت بلادنا استقلالها وحريتها، ليس محل جدال ولا إنكار، إلا من قليل عاق.. ومذنب ضليل.
يتوجب على كل وطني غيور أن يحتفي بهذا التاريخ، أن يلقن نشيد العلم لأبنائه وبناته، نتوارث هذا الإرث العزيز كل (يناير) أخضر، نسلم راياتنا لأحفادنا، ليبقى كيان هذا البلد وتبقى قواعد بنيانه السياسي القويم.
نختلف في تفاصيل الحاضر.. في ملامح المستقبل، ولكن لا يجوز أن نختلف على ناصع تاريخنا وكفاح مؤسسي هذا الوطن الشامخ الكبير.
استقلال مجيد.. يا شعبنا غنوا لنا.. غنوا لنا.. يا نيلنا.. يا أرضنا الخضراء.. يا حقل السنا..
نعم.. اليوم نرفع راية استقلالنا.. ويسطر التاريخ مولد شعبنا.. كما غنى هرمنا “محمد وردي” وكتب شاعرنا “عبد الواحد عبد الله”.. لهما كل التجلة.. وفائق التقدير والاحترام..
2
نجحت لجنة احتفالات البلاد بالعيد (62) للاستقلال بقيادة نائب الرئيس السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” في تقديم لوحات رائعة وزاهية مختلفة في حفل القصر الجمهوري مساء أمس (الأحد) الذي كان بديعاً ومنظماً وجديراً بالإشادة.. والإشارة.. والثناء.
وقد انتشر هذا العام.. في شوارع الخرطوم علم السودان.. تجده في كل مكان.. في أعلى المحلات التجارية.. في السيارات.. في أعمدة الكهرباء.. في المدارس ورياض الأطفال.. وهذا هو المطلوب.. لأنها مناسبة لإحياء الضمير الوطني.. لترقية الشعور بوحدة البلد والمصير.. والماضي.. والمستقبل.
كل عام وبلادنا ترفل في ثوب العزة والاستقرار..
كل عام وشعبنا عزيز.. كريم.. مرفوع الرأس.