حوارات

بصراحة مع (المجهر) بروفيسور "نوال الخضر" عضو المجلس الوطني عن أحزاب الوفاق الوطني (2- 2)

هذه هي جملة المبالغ التي أتقاضاها في البرلمان.. وبالحساب أنا خسرانة (1400) جنيه!
التصفيق ممنوع لكني صفقت لبروف “سمية” ليس بسبب أدائها لواجبها.. ولكن لهذا السبب…!
عندما قال لي رئيس المجلس (أقعدي!!).. لم أزعل لكني تمنيت أن لا يقول ذلك فأنا (ما بنت)! ونحن لسنا في مدرسة!
لماذا يسكن الجهاز التنفيذي في الراقي ويخصصون للنواب الترعة الخضراء والـ(76)؟
حوار- سوسن يس
 { دكتورة “نوال” من الأشياء التي اشتهر بها النواب داخل البرلمان التصفيق كثيراً للجهاز التنفيذي.. فهل التصفيق يعني أن كل شيء تمام؟
_ التصفيق بنص اللائحة ممنوع في البرلمان، لكن طبعاً أحياناً تكون هناك (حاجات بتعجبنا وبننسى وبنصفق). لكن نحن لا نصفق لأن الرئيس قال لنا صفقوا!
مثلاً عندما جاءت بروف “سمية” وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، حقيقة أداؤها كان متميزاً يجعلك (من غير ما تحسي تصفقي). وإجاباتها عن الأسئلة كانت مميزة، ونحن بأريحية شديدة كلنا صفقنا لها معارضة على مؤتمر وطني.
{ لكن حتى لو كان أداؤها جيداً فهذا واجبها.. فلماذا تصفقون لشخص أدى واجبه؟
– نحن لم نصفق لها لأنها أدت واجبها نحن صفقنا لها لأنها كانت مميزة في طريقة عرض واجبها. وهذا هو الفرق. هناك كثيرون يأتون إلى البرلمان يعرضون واجبهم وأداءهم، لكن هي كانت مميزة.
ثم ثانياً لا تنسي.. نحن لا ننتقد فقط، ما يستحق الإشادة نشيد به، ليس لندفعه هو فقط ولكن لندفع الآخرين أيضاً.. نحن لا نثبط همم الناس.

{ أنت شخصياً صفقت لها؟
– أنا شخصياً صفقت لها.
{ هناك صورة ذهنية مرسومة للبرلمان في أذهان كثير من الناس أن النواب داخل قاعة المجلس الكثير منهم يكونون في حالة نوم.. حتى أصبح يطلق عليهم (نُوّام البرلمان).. بصراحة هل ترين أن النوم داخل قاعة المجلس منتشر بصورة مزعجة؟
– (شوفي أنا أستاذة في الجامعة، أحياناً عندما تكون محاضرتي الساعة 3 والمكيف شغال في طالب بكون المحاضرة ما استوعبها وبنوم).. (ممازحة).. (هم ما عايزننا ننوم يقفلوا المكيف البارد دا!). 
أنا ما شفت نوم، لكن ممكن تكون الكاميرا حريصة على الشخص النائم. من الممكن أن يكون هناك شخص نام، أنا لا أستطيع أن أقول لك ليس هناك أحد ينام. لكن ما كل الناس يكونون نائمين!! أنت لا تعرفين ظروف الناس، من الممكن أن يكون هناك شخص (بالع حبوب مهدئة) ممكن يكون شايف الحكاية مملة وغير مفيدة ولا يريد أن يسمعها، ممكن يكون مرهقاً. على كلٍ هي ليست ظاهرة وما كلنا نايمين. أنا لا أبرر.. نعم النوم في أثناء الجلسة ليس شيئاً كريماً، الشخص إذا أحس بأنه غير قادر على المتابعة عليه أن يستأذن ويمشي يشرب شاي أو قهوة ثم يعود.
عموماً أنا لا أستطيع أن أقول (النواب بنوموا) فهذا غير صحيح.. نعم قد يكون هناك واحد أو اثنان لكن حتى هذه يفترض أن لا تحدث طالما كان المجلس يتيح للناس الخروج والدخول في أثناء الجلسة.
{ هناك شكاوى لدى بعض النواب من مسألة توزيع رئيس البرلمان لفرص الحديث في القاعة.. هل الرئيس يوزع فرص الحديث بعدالة؟
– أقول لك شيئاً: أنا لو كنت في مكانه ما كنت سأفعل أكثر مما يفعله.. أنا لا أشعر أن هناك مشكلة في توزيع الفرص.. بالطبع هناك أناس يشكون لكن أنا لا أشعر أن هناك مشكلة في توزيع الفرص.
{ تشعرين بعدالة؟
– عدالة هذه كلمة كبيرة. لكن أشعر بأنه في المتاح هناك أسلوب لا بأس به في توزيع الفرص. لكن ممكن أحياناً يمنعك أن تكمل كلامك.. (مثلاً أنا اليوم داك حماني أتم كلامي). فحسب اللائحة رئيس المجلس من حقه أن يوقفك من إكمال الحديث، لذلك هو أوقفني. هذه هي اللائحة.
{ رئيس البرلمان يبدو حاداً وغليظاً في طريقة تعامله مع النواب.. هل هو بالفعل كذلك؟
– أنا لا أشعر بذلك. الحسم أحياناً مطلوب لكن أنا لم أشعر أنه أساء لأحد أو قال كلاماً حاداً (يمكن لأنو أنا ذاتي طبعي كدا، حادة)، نعم هو يستخدم سلطاته مثلما تقول اللائحة.. (اليوم داك قال لي أقعدي.. أقعدي!!).
{ بصراحة هل زعلت عندما قال (أقعدي.. أقعدي)؟
– أنا ما زعلت لأني أصلاً كنت متوقعة (يقول لي أقعدي) فأنا كنت أريد أن أرسل رسالة وأرسلتها.. ما زعلت لكن كنت أتمنى (ما يقول لي أقعدي!! لأنو أنا ما بنت! نحن ما في مدرسة!!). أقعدي لم تعجبني لكن التزمت بلائحة المجلس. هو كان من الممكن أن يقول عبارة أفضل من أقعدي! (لو سمحتي يا أختي المحترمة لا تتحدثي في هذا الأمر)!! وإذا كان قال لي ذلك كنت سأقول له: هذا ليس من حقك!!
اللائحة لماذا تعطي رئيس المجلس الحق في أن يوقفني؟! نحن لسنا في ساحة محاضرات! من الممكن أن نعمل الآتي: يتم تحديد الزمن مسبقاً للعضو وتتحكم إدارة الصوت في المايكروفون أمام العضو.. بمجرد أن تنتهي المدة المحددة للعضو المايكروفون يقفل تلقائياً بواسطة إدارة الصوت.. (لا أقعدي ولا حاجة!!).
 ومن الممكن أن يحدد رئيس المجلس الزمن منذ البداية يعاين للناس الذين طلبوا فرصاً للحديث وبناءً على عددهم يحدد الزمن (العضو المحترم عندك دقيقتان) والتوجيه يصل لإدارة الصوت.. أنا ضيعت الدقيقتين في إصلاح ثوبي في عمل مقدمة طويلة أضاعت عليّ فرصتي، فهذه مسووليتي أنا. وهذا يعلمنا شيئين أولاً ضبط رسالتي وتوصيلها بطريقة محددة ومركزة، وثانياً يوفر قدراً من العدالة. ولا يجعل لرئيس المجلس الحق في أن يوقفني في أثناء الحديث.. (وتاني مافي زول ح يقول حموني أتكلم أو ما حموني).. بالمناسبة تنظيم العمل ليس شيئاً صعباً.
{ هذا النظام يفترض أن يكون موجوداً في اللائحة؟
– نعم يكون في اللائحة.
{ إذن بروف “نوال” تدعو لتعديل لائحة عمل المجلس؟
_ (نعم إذا وجدت فرصة بعدلها). من الممكن أن تعرض على المجلس. ممكن أطلب أن تعرض، لكن أنا لا أشعر بأن ذلك ضرورة في الوقت الحاضر.
{ هناك اتهام للنواب بأنهم يتلقون أموالاً وتسهيلات كبيرة وأنهم مشغولون داخل البرلمان عن قضايا الشعب بمخصصاتهم ومرتباتهم.. دكتورة ما جملة المرتب الذي يتقاضاه النائب البرلماني؟
 – (غايتو أنا الشهر الفات أدوني 3400 جنيه-  أنا إذا ما عندي عربية، لو ركبت من جنوب الخرطوم إلى أم درمان المشوار على الأقل بـ150 جنيهاً.. يعني الذهاب والإياب يكلفني  300 جنيه في اليوم.. في الأسبوع الثلاث جلسات تكلفني 1200 جنيه. في الأربعة أسابيع أحتاج لـ4800 جنيه..  وجملة مرتبي الذي تسلمته الشهر الفائت 3400 جنيه.. إذن أنا خسرانة 1400 جنيه).. هذا أولاً.
ثانياً، أنا كل يوم منذ (الاثنين) وحتى (الأربعاء) أكون موجودة في المجلس، من الممكن أن تكون لديّ أبحاث أو عمل آخر يتعطل في هذه الأيام.
{ ما المبلغ الذي يتقاضاه النائب في مقابل حضور الجلسة الواحدة؟
– (والله بقولوا 500 جنيه في الاجتماع، تخصم في حالة الغياب. لكن والله أنا كما قلت لك تسلمت 3400 جنيه).
{ (الـ3400 جنيه هذه داخلة فيها قروش الجلسات)؟
– داخلة فيها أي حاجة. أنا أول مرة أعرف إنها (3400) جنيه لأنها لم تنزل في حسابي. تسلمتها من الخزنة.. ثانياً، أنا أريد أن أقول لك شيئاً: أنا ذهبت إلى شؤون الأعضاء وجدتهم يتحدثون عن فرص (شقق وفلل) للنواب بأقساط مريحة في الـ(76) وفي الترعة الخضراء!! قلت لهم لماذا؟؟ (ما الجهاز التنفيذي دا بسكن في الراقي نحن البسكنا في الترعة الخضراء وفي الـ76 شنو؟؟ ليه أنا تسكني في آخر الدنيا) الجهاز التنفيذي يسكن في الراقي والنواب يسكنون في الترعة الخضراء وفي الـ(76) لماذا؟؟
{ لكن أنتم نواب الشعب تمثلون الشعب فلماذا تتطلعون للسكن في أماكن أفضل من التي يسكن فيها عامة الشعب؟
– (والتنفيذيين ديل بمثلوا منو ما بمثلوا الشعب؟؟).. ثم ثانياً (ليه الدولة تبيع الأراضي بالرخيص لسوقطرة وللجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي زي المنشية شرق!! طيب ما تديها للنواب! كيف يعني إنت تبيع المنشية لسوقطرة ولصندوق الضمان الاجتماعي وتجي تقول للنواب أقعدوا في 76 لماذا؟؟).
{ الشعب كله يعاني فماذا لو عانى النواب أيضاً قليلاً؟
– ولماذا الشعب يعاني أصلاً.. لماذا؟؟ (ليه الحكومة تترفه والشعب يعاني؟).. الأصل هو أن يترفه الشعب ويرتاح وراحته هذه جزء منها مسؤولية الحكومة وجزء مسؤولية البرلمان وجزء مسؤولية الشعب نفسه. الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تفجير طاقات الشعب حتى يصبح شعباً منتجاً وحتى ينعكس هذا الإنتاج رفاهية للمواطن.
(ليه الشعب يعاني والمجلس الوطني يعاني؟؟ لا الشعب يعاني ولا المجلس الوطني يعاني، ولا السياسيين أو الحكومة تستمتع وتترفه!!).. هذا هو العدل.. (الصورة الآن مختلة ولازم تتصحح!).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية