رأي

مسألة مستعجلة

عندما تتحوَّل النقابة لساحة صراع سياسي!
حاولت أن أقف وراء الأسباب التي تجعل من نقابة المحامين على أهميتها ساحة صراع سياسي، تتشظى فيها الأحزاب المعارضة تلك داخل الحكومة وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني، رغم أن الهدف وراء النقابة هو خدمي.
والمعروف أن مهمة هذا الكيان تنطوي في مساعد عضوية النقابة في تقديم الخدمات الأساسية تعزيزاً للمهنة ورفع قدرها، حتى لا تتضارب المهنة والحاجات الحياتية وتضيع الأولى بسبب الأخيرة.
شهدت من قبل أكثر من جمعية عمومية لهذه النقابة، فكانت مسرحاً هزيلا لتبادل الاتهامات وإعلاء قيمة الولاءات الحزبية، ويتناسى كل الحاضرين من العضوية الهدف الأسمى للنقابة.
الآن المعارضة انقسمت على نفسها وهناك (3) قوائم تنافس على منصب النقيب وعضوية المكتب التنفيذي، رغم أن ذات الكيان المعارض الذي يتألف من عدد من الأحزاب يلتقون عند برامج وأهداف كثيرة، ولكن عندما حانت لحظة الانتخابات تفرَّقت بهم السبل وظهرت القوائم الثلاث، وليس أقل الحزب الحاكم ومجموعة أحزاب الحوار فهي الأخرى لديها قائمتين الأولى تلك التي أعلنها حزب المؤتمر الوطني رسمياً وسمى مرشحه، إلا أن بعض من قاعدة الحزب من المحامين وهي لا ترى في ترشح قائمة القوى الوطنية، وهي من أحزاب الحكومة، الكفاءة المطلقة للمنصب، لذلك هتف البعض منهم وداخل سور حزب المؤتمر الوطني بـ(قائمة هزيلة يجب تبديلا)، توقعت أن يلتفت الحزب لهذا الخلاف ويقوم بإجراء ولو اليسير من التعديلات لإنهاء حالة هذا الانشقاق والذي يعزز من موقف أن النقابة بات صرحاً سياسياً يغيب فيه القانون والحكمة!
وفي مقابل ذلك ظهر المحامي الشاب “أبو بكر حامد” على الخط مرشحاً نفسه نقيباً للمحامين ويحمل بين يديه قائمة مكتبه التنفيذي ويكسوه الحماس بأنه سيحقق اختراقاً في هذه المعركة. “أبو بكر” حسبما اطلعت لديه برنامج طموح يحمل الكثير من البشريات لقاعدة المحامين، ويحمد له أنه يركز على الجانب الخدمي، وهو ما يطلبه المستمعون كما يقولون.
ظهور مرشح مستقل وسط هذا الصراع المتجزئ داخل مكونات الحكومة والمعارضة يعزز من فرص حصوله على أصوات تأييد كبيرة حتى وأن لم يفز، وأيضاً تفتح المجال لأن يعيد المحامين النظر في النقابة ونشاطها.
لكن ما أخشاه أن يدخل هذا المرشح الذي لا يحمل لوناً سياسياً حلبة الصراع السياسي في انتخابات المحامين باستمالته من قبل أحد الطرفين، الحكومة والمعارضة وتضيع بذلك الطموحات التي كتبها المرشح في برنامجه الانتخابي.
أتمنى أن يفكِّر المحامين جدياً في معالجة أهداف النقابة والتي حادت عن الدرب، نقابة المحامين هي واحدة من النقابات المهمة، لذلك لا بد أن تحافظ العضوية على هذا الكيان من أي تحوَّل وتحوَّر.
أتمنى أن تعبر الانتخابات إلى نهايتها وتعلو قيم التنافس الشريف خدمة لعضوية نقابة المحامين. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية