رأي

طيف الزعيم "إسماعيل الأزهري" يتنزل على كريمته "جلاء"!

بقلم – عادل عبده
أخلاط من الصور والظلال تلوح في مخيلة الأستاذة “جلاء الأزهري” رئيس الوطني الاتحادي الموحد في الذكرى الثانية والستين لاستقلال البلاد المجيد، حيث تتداعى في ذاكرتها لحظات الطفولة العطرة ومشاهد الأيام التاريخية التليدة تدق في خاطرها.. الأستاذة “جلاء” في هذه اللحظة الغالية المشبعة بالعافية والقوة واللطافة يتنزل على كنانتها طيف الزعيم الخالد “إسماعيل الأزهري”، فقد كان طيفاً لذيذاً وجميلاً وعميقاً وضرورياً ومهيباً وشفافاً.
الزعيم التاريخي “إسماعيل الأزهري” صاحب الناقة في حزب الحركة الوطنية ومؤسس الحركة الاتحادية، وكبير العائلة في دنيا الاتحاديين، يرسل طيفه البلوري على ابنته “جلاء” من الزاوية التاريخية والقيادية وهو يحاول دفع إشاراته في حسرة بالغة إلى قادة كيان الوسط جميعاً من خلال إحساسه بأن أحوال الاتحاديين بلا استثناء لا تسر البال، فقد انحسر بريقهم وصاروا بلا كرامة وفي ضيم، ولم يعد الاتحاديون اليوم قادرين على التعبير عن خصوصية تنظيمهم وموروثاته ورحيقه الاستثنائي، وأصبحت أروقتهم تعج بالانتهازيين والغواصات والباحثين عن المغانم، حيث صار كيانهم على وشك الدخول في دهاليز المتاحف وفضاءات الذل.
أظهر الزعيم “الأزهري” في طيفه، حمقه على إخفاق مشروع الوحدة الاتحادية بين يدي هذه القيادات.. فهي تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وترجع خطوتين إلى الوراء، ويجزم الزعيم بأن كلاً يغني على ليلاه في صيغة الوحدة، لذلك صارت في حكم المستحيل الرابع، ويتساءل الزعيم الكبير: من الذي يزيح الضباب ويغسل العقول ويفتح الطريق لتحقيق حلم الوحدة التاريخي؟!
كان الاتحاديون يحكمون من خلال صندوق الانتخابات ويصلون إلى السلطة عبر الاختيار الديمقراطي الحر.. لا يعرفون ركوب الدبابة والقفز على الكراسي في جنح الليل، فصاروا الآن يقفون على باب الشمولية من أجل ركوب قطار السلطة.
في طيفه، يناجي الزعيم “الأزهري” كريمته “جلاء”.. ماذا يقدم الدستوري إذا كان دوره في صولجان السلطة مثل الصامولة في الترس.
من زاوية أخرى، يعلق الزعيم “الأزهري” الأمل والعشم على الأجيال القادمة حيث يضع الثقة الغالية فيهم كطوق نجاة للحركة الاتحادية من الكروب والطوفان، فهو يراهن على الشباب المتسلح بالعلم الغزير والثقافة العالية وأصحاب الصمود في مواجهة تقلبات الزمن ومعسول المادة الطاغي، والذين يتدثرون بقدسية التنظيم والمؤسسة والنزاهة الشخصية والولاء الوطني والحزبي فعلاً لا قولاً.
في سياق إشاراته لقادة الحركة الاتحادية يتساءل الزعيم الكبير: هل في مقدور هذه الرموز إنقاذ الحركة الاتحادية من الأهوال والمصائب والخطوب؟ وهل يحافظون على النكهة الاتحادية الوسطية النادرة التي صارت على حافة الاندثار من الذين يحاولون اختطافها من أجل التكسب من مزاياها النادرة؟!
في طيفه، يناجي الزعيم كريمته “جلاء” حيث تتأطر نصائحه في قوله إن المعالجات والتغييرات الإستراتيجية في كيان الاتحاديين لا تكون بقرع الأجراس وتفجير أنوار الصمت، فلا بد من تحريك العقول والعزائم من خانة الشعارات البراقة إلى مرافئ الخطوات الحسية بأسلوب الصدمات المبرمجة وكسر الجدول المقدس، وإعمال البراعة الفكرية واستخدام الرافعة التي تساعد على النهوض الحقيقي.
الزعيم “الأزهري” يخشى أن يأتي اليوم الذي تغيب فيه الحركة الاتحادية عن الساحة، وهي تتفتت كالتراب في أيدي الخصوم عندما تصبح تذكاراً قديماً في دفتر التاريخ.. هذا هو طيف الزعيم المؤسس “إسماعيل الأزهري” الذي شهدته كريمته “جلاء” في الذكرى الثانية والستين لاستقلال السودان!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية